وسعت الانتخابات التي جرت امس، بنظام الورقة الدوارة على أعضاء مجلس شورى الاخوان المسلمين في مصر، الشقاق بين جناحي الجماعة الإصلاحي والمحافظ، الى حد قد ينذر بحدوث أزمة داخلية تؤثرفي مستقبل الجماعة التي تعتبر أقوى فصيل سياسي في مصر. وانقسم أعضاء مكتب إرشاد الجماعة في اجتماعه الطارئ الأخير الذي عقد فى 13 الجاري بشأن موعد إجراء انتخاب مرشد جديد بين تحديد شهر كانون الثاني (يناير) او (حزيران) يونيو المقبلين كموعد لاجراء تلك الانتخابات.

القاهرة: على الرغم من حسم مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين الخلافات التي دبت بين أعضاء مكتب الإرشاد بشأن انتخاب مكتب إرشاد جديد واختيار المرشد الثامن للجماعة، بالموافقة على إجراء انتخابات المكتب واختيار المرشد في كانون الثاني يناير بدلا من تأجيلها الى شهر حزيران يونيو المقبل، إلا ان الانتخابات التي انتهت أمس الجمعة بنظام الورقة الدوارة على أعضاء مجلس شورى الجماعة وسعت الشقاق بين جناحي الجماعة الإصلاحي والمحافظ ، الى حد قد ينذر بحدوث أزمة داخلية تؤثرفي مستقبل اكبر واقوى فصيل سياسي في مصر .

وعلمت quot;إيلافquot; ان عددا من أعضاء مجلس شورى الجماعة رفضوا التصويت على بطاقة الانتخابات التي جمعت بين انتخاب المكتب والمرشد . وقالت مصادر في البيت الاخواني إن عددا من أعضاء مجلس شورى الجماعة رفضوا التصويت ، من بين الجناح الاصلاحي اعتقادا أن quot;هذه الانتخابات تمت بناء على استفتاء باطل quot;. و طُلب من أعضاء مجلس شورى الجماعة quot;عددهم 100 عضوquot; ان يبدوا رأيهم في ما quot; اذا كان المجلس الحالي هو الذي يختار مكتب الإرشاد والمرشد ، أم مجلس الشورى الجديد في موعده quot;.

وانقسم أعضاء مكتب إرشاد الجماعة في اجتماعه الطارئ الأخير الذي عقد فى 13 الجاري بشأن موعد إجراء انتخاب مرشد جديد ، خلفا لـ quot;محمد مهدي عاكف quot;الذي يغادر منصبه في 13 كانون الثاني يناير القادم، وانتخاب 16 عضوا جديدا لمكتب الإرشاد ، حيث رأى بعض أعضاء المكتب ضرورة عقد الانتخابات فورا تمهيدا لاختيار المرشد في يناير، بينما رأى البعض الآخر ضرورة تأجيل الانتخابات لحين انتخاب مجلس شورى عام للجماعة في شهر حزيران يونيو المقبل . وتم الاتفاق في النهاية على إحالة الأمر على مجلس شورى الجماعة ليقول كلمته. وأيد 32 عضوا تأجيل الانتخابات إلى يونيو القادم ، وطالب 16 عضوا بتأجيلها لنهاية العام القادم ، بينما طالب 37 بإجرائها سريعا في يناير.

ويصبو التيار الرافض لتأجيل الانتخابات الى قطع الطريق أمام النائب الأول الدكتور محمد حبيب في ان يصبح المرشد القادم للجماعة ، حيث يتحفظ رموز في التيار التنظيمي في الجماعة على فكرة تولي حبيب مهمة القائم بأعمال المرشد لحين عقد الانتخابات ، ما قد يعزز من أسهمه فى ان يصبح مرشدا للجماعة . ويقود هذا التيار امين تنظيم الجماعة محمود عزت quot;مهندس الاستفتاء وصانع المرشدينquot;، الذي quot;اذا لم يفضل منصب المرشد فمن المؤكد انه سيفضل مرشدا من قلب تياره مثل محمد بديع او أمين جمعةquot;، وفقا لمراقبين.

ويرى المراقبون ان الغرض من إصرار التيار التنظيمي على عقد انتخابات مكتب الإرشاد في هذا التوقيت هو إبعاد حبيب عن مكتب الإرشاد وتمهيد الطريق لمحمد بديع بدخول مكتب الإرشاد لانتخابه مرشدا بعد ذلك ، حيث تلزم اللائحة العامة للجماعة بأن يكون المرشح الى منصب المرشد من بين أعضاء مكتب الإرشاد .

ويعتقد حسام تمام الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ان quot; حبيب هو الأقرب لعاكف والمفضل بالنسبة اليه، ودليل ذلك هو إصرار عاكف على التنازل عن صلاحيات منصبه لنائبه حبيب وتفويضه القيام بمهامه، لكن الأمر يبدو أكثر وضوحا في حرص رموز التيار التنظيمي على عدم تمرير هذا التفويض quot;.

ويتوقع تمام أن تتجه الأمور في الجماعة الى تصفية رمز التيار الإصلاحي وهو ما ينذر بحدوث أزمة داخل الجماعة quot;قد لا تؤدي ربما إلى انشقاقات أو انسحابات تنظيمية كبيرة ، لكنها ستفتح الباب لانسحاب هادئ غالبا أو خروج متوتر وصارخ أحيانا لعدد من أبناء التيار الإصلاحي من الصفوف والمواقع الثانوية quot;. كما توقع ان يزيد التشدد على المستوى التنظيمي وعلى مستوى الأفكار الإصلاحية نفسها التي يتوقع أن تشهد تراجعا وسيترجم هذا الحضور السلفي في مواقف الجماعة من المرأة والأقباط وبعض القضايا الأخلاقية التي تتصل بالفنون والآداب والرقابة والنقاب والحريات الشخصية.