تخيم منذ مدة طويلة حالة من الجمود السلبي على المشهد الفلسطيني الذي يزداد تعقيدا وغموضا بفعل الخلاف الحاصل بين حركتي quot;فتح وحماسquot;، واستمرار الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وكمحاولة للاقتراب من هذا الواقع وتفكيك معضلاته وتلمس مستجداته، حاورت quot;إيلافquot; بدورها قادة من الفصائل الفلسطينية ومحللين سياسيين. حيث جددت quot;حماسquot; على لسان الناطق باسمها رفضها التوقيع على وثيقة المصالحة المصرية، بينما اعتبرت quot;فتحquot; أن الحركة التي تسيطر على قطاع غزة تعترض على الوثيقة وتقول لا أوقع، دون أن تبين ما هي اعتراضاتها.

غزة: أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس موقفها الرافض للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة إلا إذا تمت الاستجابة لمطالب الحركة بالتعديل. وقال المتحدث باسم حماس في غزة فوزي برهوم لـquot;إيلافquot;: quot;إن الورقة المصرية للمصالحة بصيغتها الحالية ليست هي التي توافقنا عليها من خلال سبع جولات من الحوار في القاهرة.

quot;لا نوقع على ورقة بيضاءquot;

وأوضح برهوم: quot;هناك نقاط جديدة وهناك نقاط أسقطتquot;، معتبراً أنه يجب على حركة حماس أن تناقش هذه التعديلات حتى تضمن تطبيق بنودها حتى لا نوّقع على ورقة بمثابة الورقة البيضاء، على حد قوله.

وفي ما يتعلق بموقف مصر الرافض لإجراء أي تعديل على ورقتها للمصالحة، أوضح برهوم أن الوسيط عليه فقط أن يقرب وجهات النظر ولا يفرض وجهة نظره على طرف آخر, مطالبا مصر بأن تبقى على وساطتها بتقريب وجهات النظر وتتيح الفرصة للفصائل أن تتحاور لان هذا قرار مصيري يتعلق بالشعب الفلسطيني.

فتح: على ماذا تعترض حماس؟

من جهتها، قالت حركة فتح إن: quot;الحركة معنية بنجاح الحوار لأن الانقسام شيء مسيء للشعب الفلسطيني والمستفيدة هي quot;إسرائيلquot;. وأكد عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح د. فيصل أبو شهلا التزام quot;فتح quot;بالتوقيع على الوثيقة المصرية من دون أي نقاش إيمانا من قاداتها بضرورة إنجاح الحوار, رغم أنه كانت لهم ملاحظات عليها ولم تلب الموقف كاملاquot;، على حد قوله.

وأشار د. أبو شهلا إلى أن حماس لم تصرح ما هي اعتراضاتها على الورقة، وقال: quot;حماس قالت أنا اعترض ولا أوقعquot;. متسائلا: على ماذا تعترض؟

فائض القوة.. هو السبب

بدورها أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن: quot;جهود الحركة حثيثة منذ حدوث الانقسام، لرأب الصدع بين الطرفينquot;. وقال القيادي في الجهاد الإسلامي خالد البطشquot; حرصنا على إيقاف موجة العنف الأولى ولكن لم نستطع بسبب أن فتح وحماس لم تستجيبا للجهود الفلسطينية وكان كل من الطرفين لديه فائض قوة جعلت كل طرف يشعر بأن بذهابه للسلاح سيحقق أهدافهquot;.

ووجه البطش رسالة لفتح وحماس قال فيها :quot;على فتح وحماس أن يعرفوا أنهم أصبحوا ثقيلين على النفس الفلسطينية طالما هناك انقسام، وإذا عادتا للوحدة الفلسطينية فهم من أعز الناس على قلوب شعبناquot;.

الجبهة الشعبية: إنهاء الانقسام ضرورة وطنية

وفي السياق ذاته، قال رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية إنquot; إنهاء الانقسام ضرورة وطنية ملحة لهذا منذ اللحظة الأولى تحركت الجبهة الشعبية لإنهاء الانقسام, إدراكا منا لمخاطر هذا المأزق على القضية الفلسطينية على حاضرها ومستقبلهاquot;.

وأضاف مهنا quot;دعونا لحوار شامل للاتفاق على إنهاء الانقسام لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني حتى لا نكون نخدم الاحتلال، إلا أن حركتي فتح وحماس لم تتجها لإنهاء الانقسام و هناك في الطرفين شرائح تستفيد من الانقسام لذلك هي تغذي هذه الحالة الضارة.

المصالحة تتم فقط في إطار توافق إقليمي وعربي

المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإسرائيلية مخيمر أبو سعدة اعتبر أن المصالحة وصلت إلى الطريق المسدود بعد رفض حركة حماس الموافقة على الورقة التي عُرضت لإنهاء الانقسام والعودة للوحدة الوطنية وخاصة بعد توقيع حركة فتح عليها، ورفض حماس التوقيع عليها وعدم ترحيب مصر بأي إمكانية لإعادة فتح الورقة والنقاش حوله.

وفي ما يتعلق بملف الانتخابات، أوضح د. أبو سعدة أن اللجنة الانتخابية الموجودة حاليا هي اللجنة التي كانت موجودة في انتخابات عام 2006 التي فازت فيها حماس وأقرت أنها انتخابات نزيهة وشفافة، quot;بالتالي إذا كانت حركة حماس تطعن في هذه اللجنة فهي تطعن في نتائج انتخابات عام 2006 ولكن بطريقة غير مباشرةquot;.

وقال د. أبو سعدة : quot;إنه لا يمكن طرح مبادرة جديدة، وأن الورقة المصرية شاملة وعالجت كافة القضايا، ولكن مسألة طرح مبادرة جديدة هي فقط مضيعة للوقتquot;. وتابع قوله quot;لا يمكن للمصالحة الفلسطينية أن تتم إلا في ظل توافق دولي وإقليمي وعربي, حتى وان اتفقت حماس وفتح على الورقة, إن لم يلبيا بعض الشروط الدولية لن يكون لهذه المصالحة أي معنىquot;.