أديس آبابا: خصص قادة أفارقة اليوم الاول من قمة سنوية يوم الاحد لبحث مشروع طرحه الزعيم الليبي معمر القذافي منذ فترة طويلة وهو انشاء الولايات المتحدة الافريقية. وقال مبعوثون ان على الرغم من حذر بعض الدول من الفكرة وانتهاء قمة خصصت لمناقشتها عام 2007 بغانا دون اتفاق بسبب المعارضة فقد شعرت الوفود بأن عليها التزاما بمناقشة الخطة بسبب التمويل الضخم الذي ضخه القذافي في انحاء بافريقيا.

والقذافي وهو احد اطول حكام القارة بقاء في السلطة يضغط منذ سنوات من اجل حكومة اتحادية لعموم افريقيا قائلا ان ذلك ضروري لمواجهة تحديات العولمة ومكافحة الفقر وحل الصراعات دون تدخل غربي. وبعض القادة وبينهم الرئيس السنغالي عبد الله واد متحمسون للفكرة. وقال ايراستوس موينتشا نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ان اليوم الاول من القمة التي ستعقد بين الاول والثالث من فبراير شباط سيركز على اقتراح القذافي.

واضاف للصحفيين قبل الاجتماع quot;ما زلت متفائلا بأنه (الاقتراح) سيكون واقعيا... السؤال الذي نبحثه ليس ما اذا كان سيتحول الى واقع ولكن متى وكيف.quot; وقال رئيس المفوضية جان بينج ان الاراء التي طرحت مؤخرا بشأن سرعة التكامل تراوحت بين تسعة و35 عاما لكن القارة الافريقية بحاجة الى التحدث بصوت واحد كي تسمع في المفاوضات الدولية بشأن التجارة وقضايا اخرى بينها التغير المناخي.

وتتفق جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي ومجموعها 53 دولة من حيث المبدأ على هدف التكامل القاري. لكن بعضها بقيادة القوة الاقتصادية جنوب افريقيا يقول انه يتعين ان تكون هذه عملية تدريجية. وقال مبعوث من شرق افريقيا طلب عدم نشر اسمه quot;القذافي اعطى الكثير من المال لهؤلاء القادة على مدار السنين. quot;الاقتراح مهم بالنسبة له لذا فانهم سيبحثونه. لكن من الواضح ان التحديات لجعل ذلك ينجح هائلة.quot;

والهدف الرسمي لقمة هذا الاسبوع التي تعقد في مقر الاتحاد الافريقي بأديس ابابا هي تعزيز البنية التحتية التي يقول خبراء انها لازمة اذا كان لافريقيا ان تنجو من الازمة المالية العالمية.لكن من المتوقع أن يلقي الصراع والازمة في السودان والصومال وزيمبابوي وجمهورية الكونجو الديمقراطية بظلالهما كالعادة على جدول الاعمال الرسمي لقمة الاتحاد الافريقي. وتنفست الوفود الصعداء بعض الشيء جراء التطورات الايجابية التي طرأت في الايام الاخيرة على اثنتين من اعقد مشكلات القارة وهما عشرين عاما من الحرب الاهلية في الصومال والانهيار الاقتصادي في زيمبابوي.

ويحضر شيخ شريف احمد وهو زعيم اسلامي معتدل المحادثات بعدما ادى اليمين الدستورية رئيسا جديدا للصومال خلال محادثات بقيادة الامم المتحدة في جيبوتي. ويحضر القمة في نفس البلد الذي اطاح جيشها القوي به كزعيم لاتحاد المحاكم الاسلامية الذي حكم لفترة وجيزة مقديشو وكثيرا من اجزاء جنوب الصومال في عام 2006 . وانسحبت القوات الاثيوبية من الصومال الشهر الماضي ممهدة الطريق امام تحركات جديدة لانهاء الصراع.

ويوم الجمعة وافقت المعارضة في زيمبابوي على تشكيل حكومة مع الرئيس المخضرم روبرت موجابي لتضع حدا لجمود سياسي أسهم في تفاقم الازمة السياسية والاقتصادية في البلاد. ويشارك موجابي في القمة لكنه لم يدل بتصريحات للصحفيين لدى وصوله. ويقول مسؤولو الاتحاد الافريقي ان استبعاد موريتانيا وغينيا وكلتاهما شهدت انقلابا عسكريا في الشهور الاخيرة من القمة اثبت ان القارة انفصلت عن ماضيها المعهود عندما كان قادتها قلما يتعرضون للانتقاد او حتى يواجهون تعليقات بشأن العنف والحكم الاستبدادي خلال حكمهم.

وتمثل مدغشقر احدث مشكلات القارة اذ قال زعيم المعارضة امس السبت انه تولى السلطة. ونفى رئيس الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي ذلك. وفي وقت متأخر من مساء السبت قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينج ان قواعد المفوضية بشأن الانقلابات واضحة وان اي محاولة للاستيلاء على السلطة بطريقة غير مشروعة ستقابل بالرفض.