أسامة مهدي من لندن: أعلن السفير الأميركي لدى العراق رايان كروكر اليوم عن انتهاء مهام عمله في البلاد بعد عامين من الخدمة فيها مؤكدا ان الرئيس باراك اوباما لن يتخذ اي قرار بصدد الانسحاب من هذا البلد يصعب على العراقيين تنفيذه.

واكد كركوكر إن رئيس بلاده لن يتخذ قراراً يصعب تنفيذه من قبل الحكومة العراقية لاسيما في ما يتعلق بعملية سحب القوات، دون وضع قرارات وبدائل تضمن الحفاظ على النجاح الأمني المتحقق في معظم مناطق العراق. وأوضح في لقاء اليوم مع عدد من رؤساء تحرير الصحف العراقية لمناسبة انتهاء مهمته في العراق ونشرت تفاصيله وكالة أصوات العراق أنquot; أوباما ناقش معه وقائد القوات في العراق رايموند أوديرنو منذ اليوم الأول لتوليه منصبه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الأوضاع في العراق بشكل عام وإمكانية سحب القوات، لكنه لن يتخذ قراراً يصعب تنفيذه من قبل الحكومة العراقية دون وضع قرارات وبدائل تفضي إلى سحب القوات بطريقة مسؤولة للحفاظ على النجاح الأمني المتحقق في معظم مناطق العراقquot; .

واعتبر كروكر أن quot;ذلك يدل على حرص واهتمام الرئيس اوباما بالعراق وتعبير عن التزامه وحكومته بتنفيذ بنود الاتفاقية الأمنية واتفاقية الإطار الاستراتيجي وانسحاب القوات الأمريكية من العراق بصورة مسؤولةquot;.

وأضاف كروكر أنquot; الأيام القليلة القادمة ستشهد نشاطا فاعلا للجان المشتركة بين العراق والولايات المتحدة لتنفيذ بنود الاتفاقية الأمنية واتفاقية الإطار الاستراتيجية المتضمنة التعاون المشترك في مجال الاقتصاد والثقافة والتعليم والتكنولوجيا والصحةquot;.

ووقعت الحكومة العراقية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي اتفاقية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة الأميركية تنظم تواجد القوات الأجنبية في العراق وانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية ينتهي عام 2011 . ونصت الاتفاقية على تشكيل لجنة وزارية مشتركة يكون أعضاؤها أشخاص على المستوى الوزاري يحددهم الطرفان، تتولى النظر والبت في القضايا الأساسية اللازمة لتفسير وتنفيذ هذا الاتفاق. وتغطي اتفاقية الإطار الاستراتيجي وهي الاتفاقية الثانية بالإضافة إلى اتفاقية سحب القوات، العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية الشاملة بين الولايات المتحدة والعراق.

ووصف السفير الوضع الأمني في العراق بـrdquo;الجيدrdquo; مشيراً إلى انه ldquo;سيتحسن أكثر بجهود مشتركة تبذل من قبل قوات الأمن والمواطنين العراقيينrdquo;. وأعرب عن أمله بنجاح المشروع الديمقراطي في العراق بعد أن نجحت انتخابات مجالس المحافظات التي جرت أمس الاول.

ولم يكشف السفير كروكر عن اسم السفير الجديد الذي سيخلفه في العراق لكنه أوضح أنه ldquo;سيكمل المشوار الذي قطعته وما أنجزناه مع الحكومة العراقيةrdquo;. واشار الى انه يسعى الى استحصال موافقة حكومة بلاده على تسهيل حصول المواطنين العراقيين على سمات الدخول للولايات المتحدة من السفارة الأميركية في بغداد داعيا الإعلام العراقي والأجنبي الى التركيز على الموضوع لإقناع الحكومة الأمريكية بالسماح للعراقيين باستحصال تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة من بغداد .

واوضح كروكر أن أول زيارة له إلى العراق كانت في عام 1979 حين كان يعمل في السفارة الأميركية ببغداد. وشغل كروكر منصب سفير الولايات المتحدة لدى بغداد في آذار (مارس) عام 2007.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية قالت منتصف الشهر الماضي إن السفير كروكر سوف يبقى في منصبه الحالي حتى يصار إلى تسمية خلف له من جانب الرئيس الجديد باراك اوباما في حين أشارت مصادر أميركية إلى أن اوباما قد وافق على تقديم كروكر استقالته في الثاني عشر من الشهر الحالي .

وكان الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قلد كروكر الذي يعد أعلى ديبلوماسي اميركي في الشرق الأوسط، منتصف الشهر الماضي أرفع وسام مدني أميركي، واصفا إياه بـrdquo;لورنس العربrdquo; الأميركي. وقال بوش أثناء الحفل إنه بعد ما يقرب من أربعة عقود من خدمته في الخارج أصبح راين كروكر معروفا بوصفه لورنس العرب الأميركي فقد أخذته مهنته إلى كل زاوية من زوايا الشرق الأوسط مشيدا بخدمة كروكر في العراق على مدى سنتين تقريبا . واضاف أن المؤرخين حين يكتبون في المستقبل ما سماه ldquo;قصة التحول في العراقrdquo; سيشيرون إلى العلاقة الفريدة بين رجلين استثنائيين: الجنرال ديفيد بيتريوس والسفير راين كروكر.

وتعاون بيتريوس الذي تولى قيادة قوات التحالف في العراق من كانون الثاني ( يناير) عام 2007 حتى ايلول (سبتمبر) الماضي مع كروكر في تنسيق جهودهما العسكرية والديبلوماسية للتعامل مع الأوضاع في العراق وكثيرا ما عدّت تقارير غربية هذا التعاون استراتيجية ناجحة في العراق.