موسكو: يرى الدبلوماسي الروسي الكسندر بيلونوغوف (77 عاما)، نائب وزير خارجية الاتحاد السوفيتي سابقا، أن صدام حسين كان quot;أفضل عملاء الولايات المتحدة الأميركيةquot;. ويوضح الدبلوماسي السوفيتي السابق قائلا إن صدام حسين أتاح بنفسه لواشنطن أن تشن حربها على العراق في عام 2003.

ويشير بيلونوغوف في مقابلة مع صحيفة روسية إلى أنه كان بإمكان القيادة العراقية نزع فتيل الحرب المستقبلية لو سحبت القوات العراقية من الكويت تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر في نوفمبر 1990 عندما quot;لم تفكر واشنطن في تحويل تلك الحرب إلى حرب ضد العراق، وهي الحرب التي وقعت في عام 2003، إلا أن صدام حسين أتاح بنفسه في ما بعد فرصا لخطط من هذا القبيلquot;.

وطلب مجلس الأمن الدولي من بغداد أن تسحب قواتها من الكويت في غضون 47 يوما منذ 29 نوفمبر 1990. ألا أن العراق أعلن في اليوم التالي رفضه لهذا الطلب. وأرسلت القيادة السوفيتية وفدا إلى بغداد في منتصف ديسمبر 1990 ليقنع العراقيين بالاستجابة لمطلب الأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه أجرت موسكو اتصالات مكثفة مع واشنطن لإقناع الأميركيين بتأجيل العملية الحربية المرتقبة.

وعندما دخلت عملية quot;عاصفة الصحراءquot; مرحلتها الثانية ليبدأ الطيران الأميركي بتدمير منشآت غير عسكرية في العراق أعلن رئيس الاتحاد السوفيتي غورباتشوف أن الولايات المتحدة وحلفائها خرجوا عن نطاق التفويض الذي أعطاه مجلس الأمن الدولي، وأبلغ العالم أنه يرسل ممثله بريماكوف إلى بغداد ليحمل اقتراحا يدعو الرئيس العراقي لوقف إطلاق النار وإعلان جدول زمني لانسحاب القوات العراقية من الكويت. ووعد العراقيون بأن طارق عزيز سيحمل ردا إلى موسكو. ووصل طارق عزيز إلى موسكو في 21 فبراير 1991 ليعلن بعد محادثات أن صدام وافق على ما اقترحه الزعيم السوفيتي. بيد أن صدام لم يفعل شيئا واستمر في احتلال العراق. وبدأت حرب تحرير الكويت.