أشرف أبوجلالة من القاهرة: أزاحت اليوم صحيفة التايمز البريطانية النقاب عن خططا سرية يتم الترتيب لها خلال هذه الأثناء لتحويل المقبرة التي يرقد بها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلي متحف تخليدا ً لقصة حياته. وقالت مراسلة الصحيفة وتدعي ديبورا هينز ، وهي أول صحافية بريطانية تتمكن من دخول ضريح الرئيس العراقي السابق في قرية العوجة قرب مدينة تكريت شمال بغداد أن هناك كتابة علي أحد جدران المقبرة التي دفن بداخلها صدام تصفه بـ quot; شهيد الأمة العربية quot;، ويقول سطر آخر ببساطة quot;عاش صدامquot;.

ونقلت هينز عن فلاح حسن أبو النصر (35 عاما) ابن رئيس قبيلة صدام قوله :quot; ان تفكيرنا في اتخاذ هذه الخطوة هو حرصنا علي تخليد ذكراه وبقاؤه موجودا أبد الدهر quot;. وقالت الصحيفة في تقريرها أن داخل الضريح الذي يعامل كما لو أنه كان ضريحا ً، تزداد حدة الشعور بالفخر والإعجاب، إذ ان على الجدران صوراً للرئيس العراقي السابق وهو مبتسم إلى جانب هدايا وقصائد مستوحاة من موته. والرئيس السابق مدفون في وسط الغرفة، ويحيط بقبره أزهار بلاستيكية وهو مغطى بشرشف أبيض مطرز بخيوط ذهبية. وفي مقدمة القبر يوضع العلم العراقي القديم، في لفتة تحد للحكومة العراقية الجديدة.

وبعد ما يقرب من سنتين على إعدام صدام لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، ما زالت صورته تعيش في قلوب أنصاره وهم يتقاطرون بأعداد متزايدة إلى موقع دفنه في قرية العوجة القريبة من مدينة تكريت شمال بغداد، حيث قضي الزعيم الراحل معظم فترات طفولته. وسلطت الصحيفة في الوقت ذاته الضوء علي حالة الفرجة والابتهاج غير العادية التي انتابت كثير من العراقيين عند اعتقال صدام منذ خمسة أعوام، ثم الاحتفال بالأعيرة النارية بعد أن تم إعدامه شنقا قبل ثلاثة أعوام.

وعن رأي العراقيين فيما آلت إليه البلاد بعد رحيل صدام، نقلت الصحيفة عن احد السكان المحليين قوله :quot;شعرت بالحزن الشديد عند دخولي المقبرة، فالأمور كانت سيئة تحت حكم صدام لكنها أصبحت أكثر سوءا ً الآن برغم أن الموقف الأمني كان أفضل منذ 12 شهرا ً quot;. وقال أحد الحراس بالمقبرة ويدعي أحمد داهان :quot; تحول هذا المكان تدريجيا إلي ما هو أشبه بالضريح. ليس هذا الضريح بالمكان الذي يتدافع إليه الأشخاص لنيل البركات بل يأتون فقط بدافع الحب. في بعض الأحيان يصرخ الزوار، وأصبحت الأمور هنا عاطفية بشكل كبير quot;. وأضاف داهان أن متوسط عدد الأسر التي بدأت تتوافد علي المقبرة قد تزايد من 5 أسر العام الماضي إلي 15 هذا العام. كما توقع توافد الآلاف لزيارة المقبرة في الذكري الثانية لرحيل الرئيس والتي ستوافق يوم الثلاثين من ديسمبر المقبل.