سول: رأي محللون أن كوريا الشمالية قد تشعر أن بامكانها الحصول على المزيد من المجتمع الدولي باتباعها نهج اثارة التوترات بدلا من قبول غصن الزيتون الذي قدمته لها واشنطن بتطبيع العلاقات معها مقابل تخليها عن برنامج الاسلحة النووية.
وأضافوا في مطلع الاسبوع أن بالرغم من أن كوريا الشمالية سترحب على الارجح بالبادرة الاميركية الا أنها قد تعتقد أن موقفها التفاوضي سيكون أفضل على المدى الطويل اذا كانت خطواتها الاولى تجاه الادارة الاميركية الجديدة بزعامة الرئيس باراك أوباما استفزازية ولا تدعو للمصالحة.
وعرضت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في كلمة يوم الجمعة معاهدة سلام مع كوريا الشمالية وتطبيع العلاقات معها ومنحها مساعدات اذا تخلت بيونجيانج عن برنامجها للتسلح النووي.
ولم ترد كوريا الشمالية حتى الان على العرض الاميركي الا أن وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية نقلت عن كيم يونج نام الرجل الثاني في البلاد قوله ان بيونجيانج quot;ستطور كالعتاد العلاقات مع الدول التي تبدي تقاربا منها.quot;
ويأتي العرض الذي قدمته كلينتون قبل زيارتها دول اسيوية بارزة بينها كوريا الجنوبية هذا الاسبوع وبعد شهر من التصريحات الغاضبة التي وجهتها بيونجيانج الى الحكومة في سول وتقارير أفادت بأن كوريا الشمالية تعد لاختبار اطلاق صواريخ.
وقال بيتر بيك أخصائي الشؤون الكورية بالجامعة الاميركية في واشنطن quot;ادارة أوباما تبعث برسالة واضحة بأنها جادة بشأن المفاوضات ورؤية ما اذا كان الكوريون الشماليون جادين.quot;
وتمثل تصريحات كلينتون استمرارا للسياسة الخارجية التي اتبعتها ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في اخر أيامها في البيت الابيض حيال كوريا الشمالية لكن الدعوة المبكرة لعقد محادثات مع بيونجيانج تمثل ابتعادا كبيرا عن بوش الذي بدأ فترة توليه الرئاسة بمحاولة عزل كوريا الشمالية الفقيرة.
وأضافت كلينتون أنها تتمنى ألا تتورط كوريا الشمالية التي يعتقد أنها أتمت استعداداتها لاختبار أطول صواريخها مدى فيما وصفتها بأفعال quot;استفزازيةquot; ستزيد من صعوبة العمل مع بيونجيانج.
وقال مصدر دبلوماسي في سول quot;قد تسعى كوريا الشمالية الى الاستفزاز في الفترة الاولى لادارة أوباما عن طريق اختبار أنظمة أسلحة لتعزيز قوتها التفاوضية.quot;
وقال كريستوفر هيل كبير المفاوضين الاميركيين المنتهية ولايته في المحادثات السداسية المتعلقة ببرنامج كوريا الشمالية النووي للصحفيين ان يجب أن تمضي بيونجيانج قدما في القضاء على أسلحتها النووية.
وتابع للصحفيين في سول قبل زيارة كلينتون quot;واجهنا العديد من المعوقات. بعض المعوقات تبطيء هذه العملية كثيرا.quot;
ولم تعلق كوريا الجنوبية على تصريحات كلينتون كما لم تعلق اليابان ولا الصين اللتان تزورهما كلينتون أيضا على الامر لكن الدول الثلاث من المرجح أن ترحب بالنبرة الايجابية الخاصة بموضوع يتوقع أن يكون من أهم القضايا على جدول أعمال كلينتون خلال زيارتها.
وأثار لي ميونج باك رئيس كوريا الجنوبية حنق جارته الشمالية الفقيرة بقراره قطع ما كان في يوم من الايام تدفقا مجانيا للمساعدات غير المشروطة على بيونجيانج وذلك بعد توليه الرئاسة منذ عام.
وكوريا الشمالية منشغلة بالاعداد للاحتفال بالعيد السابع والستين لميلاد زعيمها كيم جونج ايل غدا الاثنين.
لكن صحيفة موالية لبيونجيانج تصدر في اليابان ولها صلات وثيقة بزعماء كوريا الشمالية قالت في مطلع الاسبوع ان بيونجيانج تشعر بأن الولايات المتحدة لا تزال تتخذ مواقف عدائية تجاهها من خلال تواجدها العسكري في كوريا الجنوبية.
وأضافت quot;قبل زيارة كلينتون الى اسيا أحدثت وسائل الاعلام ضجة حول استعداد كوريا الشمالية لاطلاق صواريخ بعيدة المدى لكنها لا تتناول أبدا التحركات العسكرية الخطيرة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.quot;
وقال تشانج ليان جوي وهو خبير صيني في شؤون كوريا الشمالية بمعهد بارز في بكين ان التصريحات الودية لكلينتون من غير المرجح أن تدفع بيونجيانج الى تغيير موقفها حيال الاسلحة النووية أو ارجاء اختبار الصواريخ.
وأضاف quot;كوريا الشمالية لديها قواعد السلوك الخاصة بها وأهدافها الخاصة لتطوير أسلحة نووية واختبار صواريخ. يقول البعض ان هدف الصواريخ هو الضغط على دول أخرى لتعزيز قوة بيونجيانج.quot;
وتابع quot;لكنني أعتقد أن الهدف الحقيقي للصواريخ بسيط جدا ألا وهو أنهم يريدون بالفعل امتلاك أسلحة نووية وصواريخ. وهذه هي سياستهم الاساسية التي لن تتغير وبالتأكيد لن تغيرها مجرد تصريحات.quot;
وأضاف أن زيارة كلينتون قد تؤثر في التوقيت الذي تجري فيه بيونجيانج اختبار الصواريخ لكنه قال ان كوريا الشمالية ماضية في اختبارها.
واستخدمت كوريا الشمالية لسنوات التهديد العسكري في سبيل الضغط للحصول على تنازلات من القوى العالمية وتباطأت في المحادثات الدولية لنزع السلاح النووي برفض الموافقة على مطالب بقبول نظام للتحقق من الاعلان الذي تقدمت به بخصوص برنامجها النووي.
وأجرت كوريا الشمالية تجربة نووية عام 2006 .
وذكر مسؤولون في كوريا الجنوبية أن الشطر الكوري الشمالي قد يطلق قريبا أيضا صواريخ قصيرة المدى التي يمكن اطلاقها دون اخطار مسبق باتجاه حدود متنازع عليها في البحر الاصفر قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية والتي شهدت في الماضي اشتباكات بحرية دامية.
ونقلت أكبر صحيفة في كوريا الجنوبية الاسبوع الماضي عن مصادر استخبارات قولها ان كوريا الشمالية تعمل على تجميع (تايبودونج 2) أطول صواريخها مدى وقد تطلقه بنهاية الشهر الحالي.
وقال بيك أخصائي الشؤون الكورية بالجامعة الاميركية quot;من الواضح أن الكرة الان في ملعب كوريا الشمالية