طلال سلامة من روما: تكبد الحزب الديمقراطي اليساري هزيمة أخرى شنعاء، في الانتخابات الإقليمية بجزيرة سردينيا، تضاف الى مصائب انتخابية سابقة. فللمرة الأولى منذ عشر سنوات فاز مرشح برلسكوني في الاقليم بفارق تسع نقاط مئوية على خصمه اليساري ليصبح الحاكم الجديد لجزيرة سياحية تستقطب أثرياء العالم، من عرب وغربيين.

وأمام نتائج quot;مذلةquot; لم يستطع فالتر فلتروني، زعيم المعارضة الذي قد يطاح به كذلك من هذه المسؤولية السياسية، إلا الاستقالة الفورية برغم من العناد الذي أبدته إدارة الحزب الديمقراطي اليساري. هذا ما يؤكد صحة التكهنات حول مستقبل فلتروني الغامض، الذي عرضته ايلاف في تقرير سابقة. وفي الحقيقة، يعتزل فلتروني حياته الحزبية بعد 16 شهراً من توليه منصب السكرتير العام في أكبر حزب معارض يساري بإيطاليا. لكن سرعان ما تحول تألقه السياسي الى مشكلة عانى منها العديد من الشخصيات، كما ماسيمو داليما، وزير الخارجية السابق.

وينسب فلتروني استقالته الى نواياه quot;الطيبةquot; في إنقاذ الحزب الديمقراطي من الهلاك. لكن في الحقيقة، فان الهلاك تحول بدوره من ضعف في المعارضة الى مرض quot;زهايمرquot; سياسي جعل الطبقة الحاكمة في هذا الحزب تنسى تاريخ اليسار العريق والمقاوم الذي طالما قاد معارك شرسة في كل من البرلمان ومجلس الشيوخ. فمنذ تولي برلسكوني السلطة، تلاشت هذه المعارضة لتتحول الى مناوشات كلامية حصراً.

ومما لا شك فيه أن برلسكوني تمكن من تحقيق النجاح على فلتروني دون بذل أي مجهود. إذ استوعب برلسكوني تدريجياً أن من صافحه بروما، أي فلتروني الذي كان عمدة روما واستقبل برلسكوني في مكتبه في عهد برودي لإجراء محادثات ودية حول باقة من الأفكار، طغت على وجهه ابتسامات مصطنعة لاخفاء ضعفه في التعبير والخبرة السياسية البعيدة كل البعد عن إدارة البلديات.

علاوة على ذلك، ستنتقل المعارضة السياسية، اعتباراً من اليوم، لتستوطن تحت أجنحة حزب quot;قيم ايطالياquot; الذي يقوده المدعي العام السابق quot;أنتونيو دي بياتروquot;. فعقب هلاك فلتروني السياسي ليس من المستبعد أن تنطفئ قريباً شعلة الحزب الديمقراطي اليساري الذي يسعى الى انتخاب سكرتير عام جديد مؤقتاً علماً أن اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية، في شهر يونيو/حزيران القادم، لا يلعب لصالح هذا الحزب الواقع في زلزال لا يتمكن حتى مقياس ريختر من رصد درجة قوته.