أبرز ملفات الحوار: حكومة الوحدة وإدارة المعابر ومسألة المعتقلين
محادثات بين فتح وحماس برعاية القاهرة تمهيدًا لحوار موسع

نبيل شرف الدين من القاهرة: قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن إسرائيل طلبت من القاهرة أن ترجئ مفاوضاتها الهادفة إلى إنجاز تهدئة مع حركة quot; حماس quot; في قطاع غزة، حتى الانتهاء من تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، لافتة إلى أن مصر وافقت على إرجاء التفاوض بشأن صفقة إطلاق ألف فلسطيني في السجون الإسرائيلية مقابل الجندي غلعاد شاليت، بينما تترقب القاهرة زيارة وفد إسرائيلي لتوضيح موقفها بعد تغيير رئيس الوزراء إيهود أولمرت، مبعوث حكومته في محادثات التهدئة، عاموس غلعاد .

في غضون ذلك ينطلق الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة يوم غد الخميس، وقد سبقه لقاء رفيع المستوى بين وفدي quot;فتحquot; وquot;حماسquot; الليلة الماضية، بعد موافقة الأخيرة على المشاركة، وحتى الآن يبدو الحوار هشًا في ظل تصاعد الاتهامات المتبادلة بين الحركتين على الرغم من إطلاق السلطة الفلسطينية سراح موقوفين في الضفة الغربية ينتمون لحركة حماس .

وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو وفدها إلى القاهرة، إن هناك أطرافًا وشخصيات ـ لم يسمها ـ في الجانبين لا تريد المصالحة الوطنية الفلسطينية، مشيراً إلى أن لقاءً ثنائياً مع quot;حماسquot; بدأ ليلة أمس واستمر حتى ساعات الصباح الأولى، كما يعقد لقاء آخر اليوم الأربعاء للغرض ذاته.ضم وفد حركة حماس: موسى أبو مرزوق ومحمود الزهار ومحمد نصر خليل الحية وعزت الرشق، بينما ضم وفد حركة فتح : أحمد قريع ونبيل شعث وزكريا الأغا وعزام الأحمد وأحمد عبد الرحمن .

ويحضر الجلسات الأمناء العامون للفصائل أو من ينوب عنهم، ويتم خلال الاجتماع الاتفاق على تسمية أعضاء خمس لجان لمواصلة الحوار الداخلي، وأوضحت المصادر أن الهدف من هذه الخطوة حل الخلافات بين الحركتين لبدء جولة الحوار من دون حدوث إخفاقات محتملة . وجددت حركة حماس المطالبة بإطلاق سراح معتقليها في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لتهيئة المناخ الملائم لبدء الحوار، في ما طالبت فتح حماس بإطلاق سراح معتقليها، ورفع الإقامة الجبرية المفروضة على قياداتها وعناصرها في قطاع غزة .

ملفات الحوار

وهناك عدة ملفات عالقة تتضمنها المحادثات الجارية بين الحركتين البارزتين على الساحة الفلسطينية quot;فتحquot; وquot;حماسquot; وتتصدر تلك الملفات مسألة أسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وآلية إدارة المعابر الحدودية، وترتيبات إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في غزة والضفة الغربية، فضلاً عن مسألة المعتقلين لدى الحركتين، وسبل التوصل لصيغة ترضي الجانبين لحلحلة هذه الإشكالية التي تشكل عائقاً في سبيل إنجاز مصالحة تصمد أمام التجاذبات وحملات تبادل الاتهامات بين الفصيلين .

وفي تصريح له قال موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماسrlm; إن اللقاء الجامع لممثلي كل الفصائل الفلسطينية بخصوص الحوار الوطني سيعقد بعد اللقاء الثاني بين حركتي فتح وحماس من أجل تشكيل لجان تتولى كل منها دراسة أحد الملفات المهمة، لافتًا إلى أن تشكيل هذه اللجان الخمس سيتم يوم الخميسrlm;، بالإضافة إلى الاتفاق على مهامها حتي تبدأ أعمالها في الأسبوع الأول من شهر آذار (مارس) المقبلrlm; .

أما القضية الأكثر صعوبة بالنسبة إلى حركة quot;حماسquot; فهي أن تركز المفاوضات على إعادة فتح معبر رفح وهو المعبر الوحيد بين غزة ومصر تحت رعاية قوات الامن التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ومراقبين أوروبيين .وظل معبر رفح مغلقًا الى حد كبير منذ سيطرة حماس بالكامل على قطاع غزة في حزيران (يونيو) من العام 2007، ويمكن أن تمنح اعادة فتح معبر رفح أمام العابرين والإمدادات الانسانية المحدودة للسلطة الفلسطينية موطئ قدم في قطاع غزة، كما ستلبي طلبًا قديما لحماس على الرغم من احتمال أن تعترض الحركة على عدم اسناد أي دور لها في العمليات على الحدود.

وتريد السلطة الفلسطينية والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة أن يعاد فتح المعابر الرئيسة بين إسرائيل وقطاع غزة أمام البضائع الانسانية، لكن لم يتضح حجم التنازل الذي ستكون إسرائيل مستعدة لتقديمه لعباس أو للأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد . وظل موقف حماس غامضًا بشأن المدى الذي ستسمح به في التنازل عن السيطرة على المعابر في الجانب الفلسطيني من قطاع غزة لقوات أمن الرئاسة الفلسطينية التي طردتها حركة حماس من القطاع في حزيران (يونيو) عام 2007، ويقول قادة حماس إنه يمكن لقوات السلطة أن تعود للانتشار هناك، لكن الحركة تصر على الاحتفاظ بحق مراجعة كل التعيينات وتصر على أن يأتي أفراد هذه القوات من غزة .