أوباما يعلن غدا عن خطته للإنسحاب من العراق

تشكيل لجنة تحقيق حول تجاوزات في عهد بوش

إعتقال النائب العراقي المتهم بتفجير البرلمان

القوات الأميركية تغادر العراق في آب 2010

لندن: يعلق ريتشارد بيسون محرر الشؤون الخارجية في صحثفة التايمز في صفحتها للرأي عن قرار وزير العدل البريطاني جاك سترو عدم نشر سجلات إجتماعات مجلس الوزراء البريطاني حول حرب العراق إبان رئاسة توني بلير للحكومة. ويرى الكاتب أن النقاش الدائر حاليا حول شرعية خوض خرب العراق لا طائل من ورائه لأن الأهم هو بحث ما حدث منذ اندلاع الحرب وليس قبلها.

ويقول الصحافي البريطاني في مقاله: quot;بفضل شهادات عدد من الضباظ والجنود البريطانيين السابقين، نعلم الآن أن التخطيط لما بعد غزو العراق كان منعدما وأن المال لم يكن متوفرا لإعادة البناء.quot; بل إن الحكومة البريطانية -يقول الكاتب- تعاملت مع تدهور الوضع الأمني بخفض عدد الجنود إلى درجة أن ما تبقى منهم لم يكن يكفي سوى لتوفير حمايتهم الشخصية.

ويقارن الكاتب بين هذا الموقف quot;المتخاذلquot; وبين الطريقة التي تعامل بها الأميركيون مع الوضع ويخلص إلى أن الحكومة البريطانية أعطت الانطباع بأنها كانت تريد أن تتخلص من هذا الملف. ويعرض الكاتب في ختام مقاله لبعض الأسئلة التي ينبغي أن تطرح في هذا الصدد لإثراء النقاش.

ومن بين هذه الأسئلة سؤال عن مدى ما استفادته بريطانيا من quot;غزو العراق بعد أن أدت ثمنا باهضا في الأرواح والأموالquot;. وكتب الصحافي قائلا: quot;لقد تمكنت إيران -التي ساعدت الميلشيات ضد البريطانيين- من الحصول على صفقة عقارية في البصرة، وزار نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا -التي اعترضت على غزو العراق- بغداد لأول مرة للحصول على صفقات نفطية.quot;

وماذا تعلمنا منه؟quot;

بهذا السؤال تقريبا يفتتح باتريك كوكبورن مراسل الإندبندنت في الشرق الأوسط مقاللا للرأي يعلق فيه على قرار الرئيس الأميركي المرتقب للإعلان عن خطة الانسحاب من العراق لتعزيز صفوف القوات الأميركية في أفغانستان. ويفهم من سياق المقال أن رد الكاتب على تساؤله هو النفي. فاول الدروس التي لم تستخلصها الولايات المتحدة -على حد اعتقاد الكاتب- من تاريخ تخلها العسكري الخارجي هو عدم التورط في شؤون بلد انهارت دولته، لأن انهيار الدولة لا يعني غياب المقاومة.

ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة خاضت حرب العراق لاعتقادها أن العداء الطائفي بين السنة والشيعة كفيل بإضعاف الحس القومي. ويرى الصحافي البريطاني في هذا السياق أن المصدر الكبير لمثل هذه الرؤية المغلوطة هو اعتقاد واشنطن الراسخ بأنها هي التي تصنع الأجواء السياسية في بلدان العالم.

ومثالا على ذلك يسوق الكاتب مسألة تراجع العنف في العراق. فالولايات المتحدة تعتقد أنه بفضل التعزيزات العسكرية التي قررتها وبفضل الخطة الجديدة الهجموية التي اعتمدتها. quot;لكن السبب الحقيقي في تراجع أعمال العنف مرتبط بصفة رئيسية بانتصار الشيعة على السنة بعد حرب أهلية من أفظع ما يكون، وبعدم التجاوب مع تنظيم القاعدة، وبالهدنة التي سنتها ميليشيا جيش المهدي.quot;

ويعتبر الكاتب أن خطورة هذا الاعتقاد الخاطئ في قدرات الولايات المتحدة على رسم الخريطة السياسية للعالم، هو أن quot;مزاعم الانتصار الأميركي في الحرب على العراق تغذي الآمال في تحقيق انتصار مماثل في أفغانستان.quot; ويخشي الصحافي البريطاني أن يقع الرئيس الأميركي الحالي في نفس خطأ التقدير هذا.

فعندما قضت الولايات المتحدة على عدوينن لدودين لإيران عامي 2001 و2003 بلغت الدهشة والاستغراب بالإيرانيين مبلغا جعل أحد رجالات الدين يعتقد أن quot; البلادة الأمريكية وحي من الله وعلامة على عودة الإمام الغائب.quot;