الأمين العام للتيار السوري الديمقراطي معلنا إنسحابه من إعلان دمشق:
اللاذقاني: المعارضة السورية تكرر أخطاء النظام

quot;إيلافquot; من لندن:
في رسالة وجهها لقيادة إعلان دمشق معلنا فيها إنسحابه من هذا التحالف المعارض احتجاجا على ما اسماه quot; تقصيرا وازدواجية في المواقف quot; قال الدكتور محيي الدين اللاذقاني الأمين العام للتيار السوري الديمقراطي، ورئيس تحرير صحيفة الهدهد الإلكترونيةانه من غير المقنع ان ننتقد التسلط الفردي للنظام ثم نجده بين ظهرانينا ومن غير اللائق ان نقف ضد الاستقواء بالخارج ثم نجد في صفوفنا من يستقوي بذلك الخارج العربي والأميركي فلا نحرك ساكنا لاصلاح الامور واصفا معارضة نائبي الرئيس السوري السابقين بانها ليست اكثر من فقاعة صابون وانهما لن يفتحا بشكل جدي اي ملف من ملفات الفساد والاستبداد quot; لانهما ضالعان فيها quot; على حد قوله .

واضاف اللاذقاني وهو ايضا رئيس لجنة إعلان دمشق في بريطانيا في رسالته التي كشفت عن كم من الخلافات داخل الائتلاف السوري المعارض ان اشخاصا داخل هيئة رئاسة إعلان دمشق يتحملون مسؤلية توريط الإعلان في مشاريع اعلامية ذات تمويل مشبوه كما اشار الى سكوتهم عن فئات تغذي الاصطفاف الطائفي داخل سورية بتمويل عربي واجنبي الامر الذي ينسف مبدا عدم الاستقواء بالخارج الذي التزمت به قيادات وقواعد ذلك التحالف المعارض . وابلغ اللاذقاني quot;إيلافquot; اثر إنسحابه من إعلان دمشق ان المعارضة السورية سواء في إعلان دمشق او في جبهة الخلاص تكرر أخطاء النظام ولا تقدم البديل ففي داخلها تسلط فردي وعدم شفافية في التعامل وازدواجية معايير واحيانا نبرة طائفية . واشار اللاذقاني الذي يراس لجنة إعلان دمشق في بريطانيا الى ان القيادة الحالية لم تتحرك في الوقت المناسب وبحزم لايقاف النائب السابق مامون الحمصي عند حده حين سرق اسم الإعلان واستقوى علنا بالادارة الأميركية السابقة بالتنسيق مع من يكنون للشعب السوري العداء .

وكشفت الرسالة عن خلافات داخل المعارضة السورية حول الموقف من اتفاق الشراكة الأوروبي ndash; السوري وعن طبيعة الإتصالات مع البرلمان الأوروبي والكونغرس الأميركي التي انتقدت الرسالة اجازة القيادة لها في وقت كانت تتعرض فيه سورية لاكبر الاخطار . واشار الى ان معارضة نائبي الرئيس السوري السابقين ليست اكثر من فقاعة صابون وانهما لن يفتحا بشكل جدي اي ملف من ملفات الفساد والاستبداد لانهما ضالعان فيها .

وقال اللاذقاني في رسالته لهيئة الرئاسة في إعلان دمشق quot;نحن لا نستطيع ان نطالب النظام بالشفافية ولا نمارسها بيننا ولا يجوز لنا ان نتهم الاخرين بتشجيع الممارسات الطائفية ونسكت عن الاصطفاف الطائفي والمذهبي داخل الإعلان كما انه من غير المقنع ان ننتقد التسلط الفردي للنظام ثم نجده بين ظهرانينا ومن غير اللائق ان نقف في بياناتنا ضد الاستقواء بالخارج ثم نجد في صفوفنا من يستقوي بذلك الخارج ndash; العربي والأميركي ndash; فلا نحرك ساكنا لاصلاح الامورquot;.
ويتوضح من السياق ان بعض تلك الخلافات تعود الى بدايات جبهة الخلاص التي شكلها الاخوان المسلمون مع نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام ولم يحدد إعلان دمشق موقفا واضحا من تلك الجبهة quot;الامر الذي افقده الكثير من المصداقيةquot; كما يقول اللاذقاني في رسالة رسالة الإنسحاب التي وجهها الى قيادة الإعلان احتجاجا على ما اسماه quot;تقصير وازدواجية في المواقف والمعاييرquot;.

.. وفي ما يلي نص الرسالة :

الاخوة في هيئة الرئاسة
تحية الود والمحبة
لا يخفاكم حجم التحديات التي تواجهنا داخليا وخارجيا وبما اننا اتفقنا على العمل بشفافية داخل مؤسسسات إعلان دمشق دعوني اصارحكم دون ان ينقص ذلك من تقديري لمعظمكم بان ثقتي بدات تهتز بقدرة التركيبة الحالية على قيادة دفة المعارضة السورية وفق اهداف وطموحات شعبنا كماصيغت في الوثائق الاساسية والمعدلة والملحقة بإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي.
وكي لا يكون هذا الحكم مطلقا دعونا نهمل الصغائر كما يليق بمن ينذرون انفسهم للقضايا الكبرى وسوف ابدا بنفسي واهمل كل الخلافات الصغيرة لاذكركم بمجموعة مواقف لا يمكن ان توصف بانها غير ذات اهمية ولا يجوز ان نخفيها خلف ستار المجاملات لنلقي الأخطاء كلها على سوء الظروف وطبيعة المرحلة فالتاريخ السياسي لن يرحم احدا والشعب السوري الذي صبر طويلا سياتيه يوم يحاسب فيه الجميع .

1- حين خرج الاخوان من الإعلان ليشكلوا مع خدام جبهة الخلاص طالبناكم اكثر من مرة باتخاذ موقف واضح من هذه المسالة لان كوادرنا في الخارج والداخل كانت ترفض ان تقرن بذلك الحلف لمعرفتها ان معارضة نائب الرئيس السابق (عبد الحليم خدام) ليست اكثر من فقاعة صابون وانه كالنائب الآخر رفعت الاسد لن يكشف عن اي ملف من ملفات الفساد والاستبداد لانهما ومهما بررا ضالعان فيها جميعا وهذا ما اكتشفناه واكتشفتموه بعد تجربة من التسويفات المعروفة من قبل النائبين السابقين ، ورغم كثرة الالحاح لم تتخذوا موقفا يبين للكوادر ان الاخوان في جبهة اخرى ليست إعلان دمشق ولا يربطها به اي رابط بعد ان خرجت باختيارها لتشكل حلفا آخر ، وهكذا ظلوا هم يضعون قدما هنا واخرى هناك الى ان قرروا مؤخرا تعليق معارضتهم ،وهنا دعوني اوضح اننا مانزال نعتبر الاخوان جزءا اساسيا من النسيج الوطني المعارض لكن سكوتكم عن استهتارهم بإعلان دمشق بعد تحالفهم مع خدام ودخولهم في جبهة الخلاص افقدنا الكثير من التاييد والمصداقية .

2- حين خرج مامون الحمصي ليشكل امانة بيروت لإعلان دمشق ولجا الى من يحقدون على الشعب السوري حقدا اعمى طالبناكم بسرعة اتخاذ موقف يبين انه خارج الإعلان وان ما يقوم به لا يلزمنا وقد ماطلتم عدة اشهر في ذلك القرار ولما تم اتخاذه ظل موقع النداء الناطق باسم إعلان دمشق ينشر بيانات الحمصي ويتجاهل منتقديه ومعهم قراركم الذي بدا وكانه لا نية لكم في الاصرار عليه بالرغم من كل ما الصقه الحمصي من اضرار بالمعارضة الوطنية في سورية بافتخاره بلقاء بوش الذي لا يقل تطرفا في الحقد على سورية من الكثيرين من داعمي الحمصي وامانته في لبنان .

3- كنا على اتفاق دائم ومنذ اطلاق الإعلان على انه لا مجال للممارسات الطائفية داخل إعلان دمشق وحين قامت فئات في الخارج محسوبة على الإعلان بالعزف على نغمات التشيع داخل سورية ووظفت اموالا عربية وأميركية في تمويل دراسات تعمق الصراع الطائفي في بلدنا المحتاج اكثر من اي وقت مضى الى تلاحمه الوطني طالبناكم بموقف واضح من ذلك التصرف يلجم تعميقه والمبالغة فيه لكن شيئا من هذا لم يحدث .
4- كنا دوما نعلن و باتفاق كامل ايضا اننا ضد الاستقواء بالخارج ومع ذلك واثناء اشتداد الحملة الشرسة على بلدنا الربيع الماضي ذهبت فئة تدعي انها من إعلان دمشق لتتحدث باسمه في ردهة جانبية بالكونجرس الأميركي وتبين لاحقا انها حصلت على اذن من احد اعضاء هيئة الرئاسة لتتحدث باسم إعلان دمشق وكان بينها من يبرر لأميركا قصف دمشق اذا اقتضى الامر ومع ذلك لم يتم اتخاذ اي موقف من هؤلاء وتوضيح ان كانوا يعبرون عن سياسة الإعلان او يقفون ضد مبادئه بتلك الممارسات المرفوضة .

5- اوضحنا لكم اكثر من مرة انه لا يجوز ان نعارض اتفاق الشراكة الاوربية ndash; السورية لانه في صالح الشعب السوري ونحن نعارض نظاما ولا نعارض الدولة السورية التي هي مظلة الجميع ومع ذلك تورط بعضكم مرة اخرى وخطط مع فئة الكونجرس ذاتها لتذهب وتتحدث في بروكسل بمساعدة نواب داعمين للكيان الصهيوني ضد اتفاق الشراكة والغريب انها تحدثت باسم إعلان دمشق مع انكم كنتم تبدون تفهما للموقف الذي اتخذناه وطالبناكم بدعمه وهو عدم معارضة اتفاق الشراكة الذي سيفيد شعبنا داخل سورية .

6-منذ اشهر والبعض يحاول توريط الإعلان في تبني مؤسسة اعلامية مشبوهة التمويل وقد كتبت اليكم قبل عدة اشهر مطالبا بتوضيح موقف الرئاسة خصوصا وان هذه الفئة تدعي انها تتحدث باسم الإعلان وان القناة ستكون ناطقة باسمه وقد تكرمت هيئة الرئاسة بالرد بتاريخ الاول من فبراير ndash; شباط 2009 واوضحت بانه لا صحة لذلك ابدا وانكم لم تتخذوا اي موقف بهذا الخصوص وقد تبين لنا ان ما جاء في رسالتكم لم يكن دقيقا فهناك كما ثبت من الوقائع من ينسق مع هذه الفئة ويعطي التعليمات حول هذا الموضوع الحساس الذي زعمتم في رسالة رسمية انه لا علاقة لكم به و الذي سيلحق ضررا بالمعارضة السورية كما نتوقع بدلا من ان يفيدها وهنا ومع هذه الازدواجية الواضحة لن استطيع الدفاع مستقبلا عن اي موقف لهيئة الرئاسة فمن اتخذ قرارا من هذا النوع مع معرفته بكل التفاصيل يتحمل وحده تبعات ازدواجيته .

ان الثقة حين تهتز داخل اي مؤسسة بقياداتها لا يظل للعمل المشترك اي معنى لذا وتلافيا لضياع الوقت والجهد وكي اساعد بعضكم في هيئة الرئاسة على التوقف عن ممارسة هذه الازدواجية احيطكم علما باني قررت الإنسحاب من إعلان دمشق ولم يكن من السهل علي اتخاذ هذا القرار فاول مظلة حقيقية شاملة للمعارضة السورية كانت تعني لي الكثير وطنيا وانسانيا وعلى الصعيد الشخصي ايضا لاني اول من شهد تبرعمها حين جمعت رياض الترك وعلي صدر الدين البيانوني في لندن في يوليو- تموز 2005 ومن ذلك اللقاء الذي توجناه تلفزيونيا في برنامج موعد مع المستقبل يوم 7 ndash; 7 ndash; 2005 انطلقت بعد ان عمقتها حوارات الداخل تلك المبادرة المباركة التي بدات تتدهور تدريجيا حسب اعتقادنا منذ وضع النظام قياداتها المنتخبة و المؤثرة في السجون .

ولا اخفيكم اني ما كنت اتصور ان اصل في يوم ما الى قرار من هذا النوع فحين غادرت الإعلان مبكرا ثلة من الشرفاء الوطنيين بادرت الى محاولة اعادتهم وتحدثت مع حسن عبد العظيم وفاتح جاموس اكثر من مرة لاجل ذلك الغرض لكنهم كانوا كما يبدو يرون في الداخل مالم نره في الخارج الا متاخرين.

لقد اخترت ان ابلغكم بقراري يوم ابرام الوحدة وهي ذكرى غالية على قلوبنا جميعا وفي مثل هذا اليوم الاجدر بنا ان نتامل مسيرة العمل الوطني السوري ونستخلص منه العبر فما جاز ايام اكرم الحوراني رحمه الله من ممارسات تفتقر الى الشفافية لا يصح تكراره على ايام وفاء الحوراني القابعة خلف القضبان لايمانها الراسخ كايماننا بمبادئ إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي .
ايها الاعزاء نحن لا نستطيع ان نطالب النظام بالشفافية ولا نمارسها بيننا ولا يجوز لنا ان نتهم الاخرين بتشجيع الممارسات الطائفية ونسكت عن الاصطفاف الطائفي والمذهبي داخل الإعلان كما انه من غير المقنع ان ننتقد التسلط الفردي للنظام ثم نجده بين ظهرانينا ومن غير اللائق ان نقف في بياناتنا ضد الاستقواء بالخارج ثم نجد في صفوفنا من يستقوي بذلك الخارج ndash; العربي والأميركي ndash; فلا نحرك ساكنا لاصلاح الامور .

اتمنى للجميع في هيئة الرئاسة اطيب الاوقات وفي يوم إنسحابي من هذه المؤسسة الوطنية للاسباب التي اشرت اليها في هذه الرسالة ادعوكم وبكل صدق الى مراجعة ممارسات السنة الاخيرة وقراراتها قبل ان يتسرب الجميع من تحت مظلة مباركة جمعت لاول مرة في تاريخ سورية الحديث جميع التيارات الاسلامية والليبرالية واليسارية والناصرية وكانت ذات يوم معبرا فعليا عن جميع مكونات الشعب السوري وطيوفه الاثنية التي نحترم خياراتها ومواقفها .

لندن في 1 ndash; 3 ndash; 2009
د . محيي الدين اللاذقاني
الأمين العام للتيار السوري الديمقراطي
رئيس لجنة إعلان دمشق في بريطانيا