فيينا: اكد رئيس هيئة الطاقة الذرية السورية الدكتور ابراهيم عثمان اليوم ان بلاده تعاونت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ابعد الحدود ويتعين اغلاق الملف النووي السوري باسرع وقت ممكن. وقال عثمان ان سوريا لم تخف على الوكالة اية معلومات مشيرا الى ان جزيئات اليورانيوم غير الطبيعي التي عثر عليها العام الماضي في منشأة سورية تعود الى القذائف التي استخدمتها اسرائيل في قصف الموقع السوري. وشدد عثمان انه لا يوجد في بلاده اي جزيئات لليورانيوم غير الطبيعي خارج نطاق ما هو معلن للوكالة مذكرا بان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة المعروف عنها بانها تملك خزينا من اليورانيوم. واعرب عن استغرابه لاصرار بعض الدول الاعضاء في مجلس محافظي الوكالة على اعتبار ان مصدر هذه الجزيئات يعود الى الجانب السوري بدلا من المصدر الاسرائيلي.

وعلى الرغم من اعترافه بمهنية وحيادية الوكالة ومديرها العام البرادعي غير ان المسؤول السوري دعا الوكالة الى فتح ملف التسلح النووي بشفافية بعيدا عن التسييس والتمييز محذرا من ان انفراد اسرائيل بحيازة اسلحة نووية دون رقابة دولية يقوض امن المنطقة وسلمها وينذر بسباق تسلح خطير. وحول مستقبل التعاون بين الوكالة الذرية وسوريا اكد عثمان ان بلاده ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية quot;ولكن بموجب اتفاق الضمانات الذي يقصر التفتيش على المواقع الذرية المعلنة فقطquot; مشددا على القول ان بلاده تطالب باغلاق ملف التحقيقات بشكل فوري وعدم ادراجه على جدول اعمال المجلس في المستقبل

وحول موقف بلاده من التسريبات غير الرسمية حول الانشطة النووية الحساسة للدول الاعضاء قال عثمان ان هذه التسريبات تعتبر خطا كبيرا تقع فيه الوكالة الذرية مشيرا الى ان هذه المسالة ستبحث بشكل مستفيض في المرحلة المقبلة بغية ايجاد اليات للمحافظة على وثائق الوكالة والمسائل التي تطرحها الدول الاعضاء سواء داخل مجلس محافظي الوكالة الذرية او من خلال المذكرات الرسمية المتبادلة مع الدول الاعضاء في الوكالة الذرية.

وفيما اذا ينتظر ان تسمح بلاده بزيارة ثانية لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال عثمان ان سوريا التزمت باتفاقها المكتوب مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي سمح لمفتشي الوكالة بالقيام بزيارة واحدة لموقع الكبر السوري خلال شهر يونيو الماضي حيث قام المفتشون بعمليات رصد وتفتيش واسعة جلبوا خلالها العينات التي يحتاجونها لعملية التحقق ولن تكون هناك زيارات اخرى.

وفيما اذا يتوقع ان يستمر ما بات يعرف بالملف السوري مدرجا على جدول اعمال مجلس محافظي الوكالة الذرية قال عثمان ان بلاده تامل ان ترى هذا الملف قد حذف تماما من جدول اعمال المجلس بالسرعة الممكنة الا انه اشار الى ان تدخلات بعض الدول الغربية تحول دون ذلك.

يذكر ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي قد قلل في تقريره الثاني حول نتائج التحقيقات مع سوريا من احتمال ان تكون جزيئات اليورانيوم غير الطبيعي التي عثر عليها العام الماضي في منشأة سورية ناتجة عن الصواريخ الاسرائيلية التي استخدمت في قصف هذه المنشأة قبل عامين مضيفا بان تحليلات الوكالة للعينات البيئية من موقع الكبر السوري في دير الزور اثبتت وجود جسيمات اضافية من اليورانيوم البشري المنشأ مشيرا الى ان هذه الجسيمات غير مدرجة في رصيد المواد النووية التي صرحت بها سوريا للوكالة.