أحزاب تدين موقف طهران quot;غير الوديquot; وتستنكر سياسة الإختراق المذهبي
توتر العلاقات مع إيران يخيم على المجلس الحكومي المغربي

ماذا وراء قطْـع العلاقات الدبلوماسية المغربية - الإيرانية؟

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: من المنتظر أن يخيم التوتر القائم في العلاقات بين المغرب وإيران على أشغال مجلس الحكومة المغربية برئاسة الوزير الأول عباس الفاسي، الذي سيعقد غدا الخميس، حسب ما أكدته مصادر مطلعة.وذكرت أن الوزراء سيناقشون الموقف الإيراني quot; غير اللائق وغير الودي، وتعبيراته غير المقبولة والمنافية لكل الأعراف والتقاليد المرعية في حق المملكة المغربية ومؤسساتها الدستورية quot;.

ويأتي هذا في وقت أدانت أحزاب ما بدر من إيران، إذ شجب المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة الموقف الإيراني quot;غير اللائق وغير الوديquot;، معبرا عن quot;استنكاره لسياسة الاختراق المذهبي والمس بوحدة وتجانس الأسس المذهبية السنية المالكية للمملكة، وكذلك التدخل السافر لإيران في شؤون المغرب الداخلية بهدف زرع الفتنة، خدمة للأطماع الإيرانية في المنطقةquot;. كما أعرب الحزب، في بلاغ له، عن رفضه القاطع للاستغلال الرخيص والمبيت للقضية الفلسطينية التي يعتبرها المغرب ملكا وحكومة وشعبا قضية مقدسة أسوة بقضية وحدته الترابية.

وبعدما أكد رفضه quot;أسلوب الاستغلال الممنهج للقضايا العادلة والمقايضة والابتزاز الذي تلوح به إيران بخصوص قضيتنا الوطنيةquot;، عبر الحزب عن مساندته التامة ودعمه لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وذلك تحصينا للهوية الدينية للمغاربة وخدمة لمصالح البلاد الحيوية وصيانة لحرمة القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.من جانبه، استنكر حزب التجمع الوطني للأحرار تصرفات البعثة الدبلوماسية الإيرانية في المغرب، مسجلا أن هذه الممارسات تعارض قواعد وأخلاقيات العمل الدبلوماسي وتعد، بحق، تدخلا سافرا وخطرا في الشؤون الداخلية للمملكة.

كما سجل المكتب التنفيذي للحزب، في بلاغ له، أن نشاطات البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الرباط تستهدف الإساءة إلى المقومات الدينية الجوهرية للمملكة والمس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي. وثمن المكتب التنفيذي القرار الذي اتخذه المغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران, معتبرا إياه quot;القرار الصائبquot;، ومعبرا، عن شجبه لتعامل السلطات الإيرانية بطريقة متفردة وغير ودية مع الموقف المغربي المؤازر لسيادة ووحدة مملكة البحرين.

ودعا المكتب التنفيذي، في بلاغه، كافة المغاربة إلى التحلي باليقظة والتصدي وراء أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لكل ما يحاك ضد وحدة عقيدتهم ومذهبهم السني المالكي، والذين زهدوا، أبا عن جد، من أجلهما في الغالي والنفيس وتبنوهما طريقا قويما لا يزيغ عنه إلا ظالم أو هالك.وأفادت مصادر سياسية مطلعة quot;إيلافquot; أن باقي الأحزاب تستعد لإصدار بيانات تنديدية بخصوص الموقف الإيراني. وكانت الرباط أعلنت، نهاية الأسبوع، عن قرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران الإسلامية، ابتداء من يوم الجمعة الماضي.

فيما قالت إيران إن قرار الرباط قطع العلاقات الدبلوماسية معها quot;يضر بوحدة العالم الإسلاميquot; وquot;يثير الدهشةquot;، وأعربت عن أسفها لتزامن الخطوة مع مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني وأهالي قطاع غزة، الذي عقد أخيرا في طهران بمشارکة وفود برلمانية ورسمية من دول إسلامية وعربية، أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، أمس السبت، أن المغرب يرفض رفضا قاطعا الأسس والتبريرات التي استند إليها رد فعل السلطات الإيرانية على قراره السيادي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأوضحت الوزارة، في ثاني بلاغ لها، أن quot;المغرب تلقى باستغراب بالغ رد الفعل الرسمي للسلطات الإيرانية على القرار السيادي والشرعي للمغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويرفض رفضا قاطعا الأسس والتبريرات التي استند إليها رد الفعل الإيراني هذاquot;. وأضافت الوزارة أن إيران باستنادها على الظروف التي تمر منها الأمة الإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية quot;فإنها تتملص من مسؤولياتها وتحاول توسيع مشكل ثنائي محض، ليشمل قضايا ليس لها فيها لا حق التفرد بها ولا ادعاء احتكار شرعيتهاquot;.