الياس توما من براغ: دعا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والى اقتران جهود المساعدات الإنسانية العادلة لغزة بالسعي لخلق دولة فلسطينية مستقلة في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية تعيش جنبا إلى جني بسلام وأمان مع إسرائيل مثل وضع بقية الدول العربية الجارة .

وأكد في مقال نشر له اليوم في صحيفة برافو التشيكية تحت عنوان quot; العودة إلى العملية السلمية في غزة عودة إلى السلام في المنطقة كلها quot; أن الهدف من الجهود الآن يجب أن لا يكون العودة فقط إلى الوضع الذي كانت عليه الأمور في غزة قبل 27 كانون الأول ديسمبر الماضي أي قبل تفجر العمليات الحربية وإنما العمل على التوصل إلى سلام كامل بين إسرائيل والدول العربية .

وأكد أن أزمة غزة قد كشفت عمق الإخفاق السياسي للماضي والحاجة إلى التوصل إلى سلام دائم وعادل وشامل في الشرق الأوسط . كما أكدت الحاجة إلى وجود حكومة فلسطينية واحدة مخلصة للعملية السلمية وأيضا الحاجة إلى حكومة إسرائيلية تكون قادرة على الإيفاء بالتزاماتها .

وشدد على ضرورة الاهتمام بالقضايا الأمنية للفلسطينيين وعلى ضرورة وقف عمليات الاستيطان غير الشرعية التي تقوم بها إسرائيل مؤكدا انه من غير المقبول أبدا الاستمرار في هذا الأمر لأنه يقوض الثقة بالعملية السياسية في العالم العربي برمته .

ودعا جميع الشركاء الدوليين إلى جعل هذا الأمر أولوية حقيقية لهم، ورأى أن ضحايا الصراع الأخير في غزة لم يكونوا فقط سكان غزة وجنوب إسرائيل وإنما أيضا تم إلحاق الضرر بالتوجه الذي بدا في تشرين الثاني نوفمبر من عام 2007 في انابوليس ولذلك أكد أن المهمة الآن هي تقديم المساعدات الإنسانية وبدء اعمار غزة وإحياء العملية السلمية على عدة مستويات بين الفلسطينيين أنفسهم وبين الفلسطينيين والإسرائيليين وليس في المقام الأخير بين إسرائيل والعالم العربي
ووصف الوضع القائم الآن في غزة بأنه لا يزال غضا نسبيا رغم الهدنة القائمة مشيرا إلى استمرار العنف والإغلاقات الأمر الذي يبرز أهمية التوصل إلى هدنة دائمة ومتماسكة ويجري احترامها وفق ما دعا إلى ذلك مجلس الأمن .

وأشاد بان كي مون بالدور الذي قامت به مصر في التوصل إلى الهدنة والى عدم نسيانها لقضايا فتح المعابر وتبادل السجناء الفلسطينيين بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جيلاط شاليط ، وعملية توحيد الفلسطينيين وعملية تامين الاحتياجات الاقتصادية للفلسطينيين عبر عقد مؤتمر شرم الشيخ .

ورأى أن إعادة فتح المعابر كما تنص على ذلك الاتفاقات الدولية تعتبر الأساس للتوصل إلى هدنة دائمة والى تامين وصول المساعدات الإنسانية والتنموية لغزة غير انه شدد على أن تامين فتح المعابر يتوجب الاهتمام بما وصفه بالمخاوف المشروعة لإسرائيل حول أمنها ولذلك يتوجب على السلطة الفلسطينية أن تكون قادرة على تحمل مسؤولياتها المتأتية من الاتفاقيات الدولية .

وشدد على أن هذا الأمر يتطلب إعادة توحيد الفلسطينيين وتشكيل حكومة فلسطينية واحدة مخلصة لمبادئ منظمة التحرير الفلسطينية داعيا جميع الأطراف الفلسطينية والقوى الإقليمية والدولية إلى دعم عملية المصالحة الفلسطينية .