إتهامات متبادلة بين فتح وحماس
الشارع الفلسطيني يترقب بحذر نتائج حوار القاهرة

نجلاء عبد ربه من غزة: أخبار متناقضة، إحداها تبشر بانفراج وأخرى تنذر بفشل قادم.. جلسات الحوار بلجانها الخمس في القاهرة لم تتفق حتى اللحظة، ولم يخرج مسؤول فلسطيني ينهي حالة الترقب التي تسود الشارع الفلسطيني لإنهاء الإنقسام، بل على العكس تماماً، فما إن انتهى الحوار الذي دام لأيام، حتى بدأت حركتا فتح وحماس بكيل الإتهامات للأخرى، محملة إياها سبب إعاقة إنجاح الحوار. وما بين التفاؤل والتشاؤم، يقف الكثير من سكان قطاع غزة في الوسط، واختاروا طريقا ثالثا، هو المبالاة في ما سيحدث أو ما ستنتج منه حوارات المصالحة بين الفصائل.

وقال أمجد غريب (31 عاماً): لا أدري كنت سعيدا جدا باتفاق مكة واذكر أنني خرجت وأولادي ليلتها وسط جماهير غفيرة نحتفل بالاتفاق، quot; لكن بعد أيام وقعت الأحداث الدامية في قطاع غزة وحدث الانقسامquot;.

وأضاف لإيلاف quot;رغم أن اتفاق مكة مقدس، لكون الطرفين عقدا مباحثاتهما في أقدس مكان في العالم، واتخذا ميثاقا على تنفيذ وإنجاح الاتفاق، إلا أنهما سلكا طريقاً دموياً، وأغرقا غزة باللون الأحمرquot;.

وقال المسن أبو عاطف (73 عاماً): قد ينجحون في إصدار بيان واتفاق على توصيات اللجان الخمس، ولكن quot;لن يطبقوا ما اتفقوا عليه على الواقع، مثلما حدث سابقاًquot;.
وأضاف لإيلاف quot;لا يهمني ما يحدث في القاهرة، فكلاهما يريد امتلاك الأموال التي ستبني غزة من جديد(..) هم لا يريدون مصلحة الشعب والوطن، لكنهم يحبون أنفسهم أكثر من حبهم لوطنهمquot;.

وأردف المسن الذي يبدو عليه السخط والغصب مما يحصل في الحوار quot;على ماذا يتقاتلون هؤلاء!!؟، هل يملك أحد منهم أن يدخل لنا غاز الطهي أو غيره!!؟، هم يتقاتلون فقط على الكراسي والمناصب والأموالquot;.
وتبادلت حركتا فتح وحماس، مساء أمس الجمعة، اتهامات بشأن عرقلة التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وفاق وطني في حوار القاهرة المستمر لليوم الرابع على التوالي.

وقال رئيس كتلة فتح البرلمانية، عزام الأحمد، ورئيس وفدها للجنة الانتخابات في حوار القاهرة، إن حركة quot;حماسquot; طرحت في لجنة الحكومة العودة لبرنامج حكومة الوحدة الوطنية، معلناً رفض حركته لذلك.

وقال الأحمد في تصريحات له quot;إن العودة إلى برنامج حكومة الوحدة الوطنية (التي كانت فتح وحماس توافقتا على تشكيلها في شباط 2007، لا يسهم بإنجاح عمل الحكومة الانتقالية quot;حكومة حل الأزمةquot;.

وأضاف quot;في حكومة الوحدة الوطنية كنت نائبا لرئيس الوزراء ويجب أن نكون صرحاء بخصوص برنامج هذه الحكومة، فهو لم يفلح بفك الحصار عنها وبخاصة عن quot;حماسquot;، ونحن نريد فك الحصار الشامل عن الشعب الفلسطيني وقواهquot;.

ومضى quot;ليس مهما التفاصيل ونحن قلنا لـquot;حماسquot; الشروط التي يعلنها المجتمع الدولي وبعض القوى الإقليمية نحن لا نريد أن نتعامل معها فتعامل هذه القوى مع منظمة التحرير وليس مع الحكومة في الجانب السياسيquot;.

لكن المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، قال في تصريح صحافي مكتوب وصل إيلاف نسخة عنه، quot;إن هناك بعض الاشتراطات من قبل حركة فتح على برنامج الحكومة المقبلة كالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية والتي تتضمن الاعتراف بإسرائيل وبشروط الرباعية، وهذا ما ترفضه حركة حماسquot;. ورأى أن هذا الإصرار يخلق أجواء سلبية أمام حوارات القاهرة.

واعتبر برهوم أن الوفاق الوطني quot;لا يحتاج إلى أجندات خارجية، أو الاعتراف بإسرائيل وإنما يجب أن يناقش في إطار وطني وبأجندة وطنية فلسطينية وبما يلبي مصالح شعبنا، وليس بمقاييس أميركية أو إسرائيلية أو خارجيةquot;.

وقال الناطق باسم حماس quot;هناك محاولة من قبل حركة فتح للتهرب من ملف المعتقلين السياسيين والتهرب مما تعهدت فيه حركة فتح أمام مصر والفصائل الفلسطينية في 26/ فبراير الماضي بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بين يدي مجريات الحوار، وحتى هذه اللحظة يتم الإفراج عن عدد، وفي الوقت نفسه يتم اعتقال عدد أكبر من العدد الذي تم الإفراج عنه وذلك من خلال إتباع سياسة الباب الدوارquot;.

من جانبه، تنبأ معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بعدم احتمال توصل الفلسطينيين إلى اتفاق سياسي شامل بينهم يقود إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال المركز الأميركي اليميني في تقرير أعده الباحث محمد ياجي، ومنشور على الموقع الإلكتروني للمركز باللغتين العربية والإنكليزية، إنه على الرغم من أن لكل من الطرفين (فتح وحماس) دوافعه في المصالحة وأسبابه التي تدفعه إلى المشاركة في الحوار، إلا أن الخلافات الجوهرية تجعل من غير المرجح التوصل إلى اتفاق سياسى شامل، وستكون النتيجة المحتملة للمحادثات هي الوصول إلى تسوية موقتة تهدف إلى إعادة إعمار قطاع غزة.