أسامة مهدي من لندن : قال مكتب الرئيس العراقي ان جلال طالباني قد يتقاعد عن الرئاسة وليس من العمل السياسي والحزبي لان ظروف البلاد الحالية تقتضي مواصلة العمل من اجل انجاز المصالحة والعمل على عدم انتكاس عملية البناء الديمقراطي .

واضاف المكتب في توضيح اليوم قائلا ان وسائل الاعلام نشرت خبراً عن عزم طالباني التقاعد وعدم ترشيح نفسه لدورة رئاسية جديدة وإعتمد الخبر على ما جاء في مقابلة الرئيس مع وكالة (بارس) أثناء مشاركته في قمة (إيكو) في طهران نهاية الاسبوع الماضي. واشار الى ان الرئيس قال جواباً على سؤال الوكالة ما إذا كان سيترشح ثانيةً لرئاسة الجمهورية إنه يرغب في الإعتذار عن الترشيح والتفرغ لمهامه السياسية العامة والحزبية، لعله يجد الوقت أيضا لكتابة مذكراته.

واضاف ان الرئيس يسعى في مختلف المناسبات التأكيد على أهمية وضرورة تكريس تقليد تداول السلطة والمهام والمسؤوليات القيادية في الدولة، خصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد فيها البلاد حراكاً سياسياً وتظافراً في جهود الأطراف والقوى المشاركة في العملية السياسية لتوسيع قاعدتها وإستنهاض القوى السلبية في المجتمع وتحفيزها للمشاركة في صنع القرار بما يؤدي في المحصلة النهائية إلى إستكمال إعادة بناء الدولة الإتحادية، الديمقراطية، التداولية.

واشار الى إن المهام المعقدة والتحديات الخطيرة التي تواجه عملية البناء الديمقراطي والحيلولة دون إنتكاستها والحرص على تعميق مفاهيم التوافق الوطني والمشاركة في إدارة الحياة السياسية وشؤون الحكم وإعتماد معايير وطنية للمصالحة الوطنية من حيث القوى المعنية بها وشروطها وأهدافها كل ذلك يقتضي من القيادات والأحزاب تكريس جهودها للإسهام في إنجاز المهام المذكورة بنجاح.

وقال مكتب طالباني انه quot;في هذا الإطار جاء تعبير الرئيس عن الرغبة في عدم الترشَح لدورة رئاسية جديدة من دون أن يعني ذلك التقاعد من العمل السياسي والحزبيquot;.

وكانت القناة الايرانية نقلت عن الرئيس العراقي قوله انه لا يخطط للاستمرار كرئيس بعد ان تنتهي ولايته اواخر العام الحالي وسيتقاعد ليكون لديه الوقت لكتابة مذكراته . وطالباني (73 عاما) يعتبر من القادة التاريخيين للشعب الكردي في العراق واسس الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975 وكان تولى الرئاسة العراقية عام 2005 لمدة عام وتم التجديد له لاربع سنوات اخرى عام 2006 ستنتهي اواخر العام الحالي عندما تشهد البلاد انتخابات عامة لاختيار مجلس نواب جديد ينتخب رئيسين جديدين للجمهورية والحكومة .

وحول ما اذا كان المجتمع الكردي مميز سياسيا على اساس قانون غير مكتوب كما هو الحال في الوضع اللبناني بحيث تتولى الرئاسة العراقية باستمرار شخصية كردية بشكل روتيني اجاب طالباني ldquo;لا. لا. لاhellip; في العراق وطبقا للدستور جميع العراقيين لهم نفس الحقوق .. ففي العراق لم يتم النص لا من خلال اتفاق شرف ولا عبر الدستور ان رئيس الوزراء يجب ان يكون شيعيا ورئيس الجمهورية كرديا او رئيس البرلمان عربيا وبامكاننا انتخاب عربي كرئيس وكردي رئيسا للوزراء ومسيحي كرئيس للبرلمان. فطبقا للدستور كل العراقيين متساوونquot; .

ويتراس طالباني حاليا مجلس للرئاسة يضم في عضويته عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي الشيعي وطارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي العراقي السني.