تحذير من تصاعد عمليات قتل وإختطاف العراقيات
مؤتمر لخبراء الخارج والداخل وطالباني يدعو إلى عودة العقول المهاجرة

أسامة مهدي من لندن: حذّرت منظمة إنسانية عراقية من تصاعد عمليات القتل والإعتداءات والإنتهاكات التي تواجه المرأة العراقية، فأصبحت إمّا أرملة أو يتيمة أو مختطفة أو مقتولة أو مغتصبة أو انتحارية، ودعت إلى تفعيل دور وزارة المرأة في الدفاع عن حقوق النساء وصيانة كرامتهن... فيما ينعقد في بغداد مؤتمر موسع لخبراء ومهندسين من ادخل العراق وخارجه لبحث قضايا تتعلق بصناعة النفط والغاز والطاقة وحماية البيئة والنقل والبنية التحتية والإسكان والتكنولوجيا والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث ستتكفل الحكومة العراقية بحماية المشاركين القادمين من الخارج حيث شدد الرئيس جلال طالباني على حاجة العراق الى عقول أبنائه وطاقاتهم ومساهمتهم في بناء بلدهم.

وأكد مرصد الحقوق والحريات الدستورية العراقية في تقرير اليوم ظهور العديد من القضايا الشائكة داخل المجتمع العراقي في الحقبة الأخيرة ومنها تلك الانتهاكات التي تحيط بالمرأه العراقيه التي ما زالت تعاني من التهميش وتعيش أوضاعًا متردية، حيث تباينت اثارها بين طائفه واخرى وبين محافظة واخرى وشكلت اعتداءًً على جميع حقوقها وحدت من حرياتها فاصبحت إما أرملة أو يتيمة أو مختطفة أو مقتولة أو مغتصبة أو انتحارية... إضافة الى المشاكل الاخرى التي تفرضها الظروف والاعراف الاجتماعية.

واشار المرصد وهو منظمة انسانية تعنى برصد الانتهاكات من خلال متابعه اعمال العنف في جميع محافظات العراق عبر قاعدة بياناته الى ان الانتهاكات التي تمس اغلب النساء في العراق قد تصاعدت حيث تم تسجيل تنامٍ لعمليات الخطف والاغتيـال والهجوم المسلح التي تستهدف النساء على وجه التحديد منذ شهرين ولغايه الان حيث رصد وقوع 8 عمليات اغتيال بينهن أمرأتين حاملتين في محافظات واسط الجنوبية ونينوى وكركوك الشماليتين ومقتل 7 نساء اثر اقتحام منازلهن بهجوم مسلح ورميهن بالرصاص في محافظات ديالى في الوسط ونينوى وصلاح الدين غربًا وخطف 5 ضحايا بينهن فتيات بعمر 15 عامًا وذلك في محافظات واسط وكركوك وكربلاء جنوبًا.

وقال المرصد ان هذه الارقام تؤكد تزايد هذه الاعمال التي تستهدف النساء لاسباب مجهوله والتي تتركز في عدد محدود من محافظات العراق. ودعا الجهات المسؤولة والاجهزة الامنية في هذه المحافظات الى الالتزام بتوفير الحمايه اللازمة للمرأة بشكل يتناسب مع ما تتعرض له من اخطار ووقف الانتهاكات ضد حقوقها الإنسانية الثابتة ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد هذه الحقوق طبقًا للقانون quot;حيث ان قواعد العدالة توجب محاسبة المجرمين عن جرائمهم طبقًا للقانون الوطنيquot;.

وشدد على ضرورة تفعيل دور وزارة المراة العراقية في الدفاع عن حقوق المرأه وصيانة كرامتها. كما ناشد المنظمات الدولية والمحلية العمل على حماية النساء من استهداف الجهات المسلحه ونشر الوعي لديهن باتخاذ الحيطه والحذر والعمل على رصد ومراقبه الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة العراقية وتحشيد الجهود لشن حملة ضد تلك الممارسات التي تتنافى مع القوانين الشرعية والوضعية.

ومن جهة اخرى اشار المرصد الى انه من خلال متابعته لاعمال العنف خلال الشهر الماضي فقد سجلت لجانه وقوع 2485 ضحية حيث وجد ان اعداد الضحايا خلال هذا الشهر شهدت ارتفاعًا عن الشهر الذي سبقه بالاضافه الى استمرار أنخفاض اعداد ضحايا العنف بشكل ملحوظ قياساً بما سجل من اعداد ضحايا عمليات العنف خلال الاشهر العشرة الاولى من العام الحالي. واوضح انه من خلال تحليل قاعدة بيانات اعمال العنف للشهر الماضي يتبين لنا سقوط ضحايا من النساء والاطفال بشكل غير معهود سابقا وبوسائل متعدده ومختلفه وظهورعمليات تهجير واسعه للمواطنين المسيحيين في الموصل.. بالاضافة الى تكرار استهداف عناصر الامن العراقيه من عناصر الشرطة والجيش والمهجرين العائدين حيث يلاحظ ازدياد هذه الممارسات في محافظه نينوى بشكل كبير مقارنةً بالمحافظات الاخرى.

واضاف ان احصائيات كل من شهري ايلول وتشرين الاول سجلت انخفاضا ملحوظا في ضحايا العنف بشكل يمثل تطوراً ملموساً على الوضع الامني بشكل عام خلال العام الحالي غير انه اشار الى انه بالرغم من ذلك ما زالت اعمال العنف تطال العديد من الضحايا وتمثل انتهاكا خطيرا لحق المواطن العراقي في العيش الكريم والامان.

ودعا المرصد الى العمل من اجل الحفاظ على الامن وعدم انتهاك الحريات الدستورية وفق المادة 15 من باب الحقوق والحريات وقيام الحكومه بفتح التحقيقات اللازمه للتحقيق في قضايا القتل التي ترتكب ضد المواطنين بكافة وسائلها وعلى اختلاف منفذيها. كما طالب بالعمل على تنفيذ حملة لازاله مخلفات الحرب من الصواريخ والالغام التي غالبا ماتؤدي بحياة الاطفال. وشدد على ضرورة التزام القوات الاميركيه باتفاقيه جنيف لعام 1949 والتي تعتبر كل الدول في العالم تقريباً أطرافاً فيها حيث تستلزم توفير الأمان والسلامة للأشخاص الذين ليسوا أطرافاً في الاقتتال والذين يتم اعتقالهم من بين المقاتلين والجرحى والمدنيين الخاضعين لسيطرة القوات المتحاربة. وطالب بتشجيع إنشاء وتعزيز وتوسيع الصناديق الوطنية المخصصة لتعويض الضحايا وقال انه ينبغي أن يتلقى الضحايا ما يلزم من مساعدة مادية وطبية ونفسية واجتماعية من خلال الوسائل الحكومية والطوعية والمجتمعية والمحلية.

مؤتمر عراقي لجمع خبراء الخارج مع الداخل
بهدف المساهمة في عمليات اعمار العراق وعقد لقاءات بين مهندسي العراق وعلمائه في داخل البلاد وخارجها تشهد بغداد الاثنين المقبل مؤتمرًا موسعًا يستمر لاربعة ايام لبحث قضايا تتعلق بصناعة النفط والغاز والطاقة وحماية البيئة والنقل والبنية التحتية والاسكان والتكنولوجيا والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث ستتكفل الحكومة العراقية بحماية المشاركين القادمين من الخارج.

وابلغ مسؤول في جمعية الكندي للمهندسين المنظمة للمؤتمر وهي منظمة عراقية مقرها الرئيسي في لندن quot;ايلافquot; اليوم أن المؤتمر فرصة فريدة لتحقيق هدف في غاية الاهمية وهو تشكيل هيئة هندسية استشارية لعملية اعادة البناء والاعمار من المهندسن العراقيين في شتى بقاع العالم بالاضافة الى تشكيل قاعدة بيانات لهؤلاء المهندسين ومجال خبراتهم وتخصصهم وتسهل عملية الاتصال والتواصل معهم مستقبلاً. واشار الى ان رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي سيرعى المؤتمر الذي ينعقد الاثنين المقبل ويستمر لمدة اربعة أيام بمشاركة اضافية من قبل وفود فنية وهندسية كبيرة من الوزارات والشركات العراقية. ووصف المؤتمر بأنه quot;اكبر تجمع تشهده في بغداد للمهندسين والكفاءات العراقية من الداخل والخارج لتبادل المعرفة والمساهمة في البناء والاعمارquot;.

وعن اهمية وخصائص هذا المؤتمر اوضح المسؤول انه يسعى الى تحقيق تواصل بين مهندسي الخارج والداخل من أجل تبادل الخبرات والمعرفة والاساليب الحديثة في طرق التصميم والتنفيذ الهندسية المعتمدة من قبل هيئات السيطرة والمقاييس البريطانية والتي أثبتت جدوى وفاعلية عالميا. وقال ان ذلك سيمكن من الاستفادة من الفرص المتاحة لسوق العمل في تطوير الكفاءات وصولاً الى مراكز القيادة في السوق. واشار الى ان اللجنة المنظمة للمؤتمر تتطلع لأن يكون الاجتماع المقبل نقلة نوعية قياسا بالمؤتمرات الهندسية التي عقدت والخاصة باعادة الاعمار في العراق لعدة أسباب منها: ان هذا المؤتمر هو الاول من نوعه الذي يجمع خبرات الداخل بنظيرتها في الخارج وذلك على الارض العراقية حيث تشيد المشاريع حيث ان المؤتمرات التي عقدت و لازالت في خارج العراق تكتفي بعدد محدود من الاوراق العلمية وقسم منها ذو أهداف تجارية تسويقية. واكد ان المؤتمر المقبل سيوفر فرصة فريدة لعدد كبير من المهندسين العراقيين في كل مكان من العالم للقاء زملائهم في العراق وجهًا لوجه سواء في الجلسات العلمية ام في ورش العمل التي ستعقد على هامش المؤتمرمن خلال تبادل الافكار والتصورات طبقًا لتجاربهم مما سيتيح للجميع التواصل مستقبلاً بشل مباشر مع بعضهم البعض.

واضاف ان المؤتمر يشكل فرصة نادرة للمهندسين العراقيين العاملين في الوزارات المختلفة و الشركات ونقابة وجمعية المهندسين والاكاديميين المهندسين في الجامعات العراقية وطلبة الدراسات العليا في اقسام الهندسة للقاء مهندسي الخارج حيث ان هذا التنوع مهم للغاية فلم يسبق ان جمعت حلقة دراسية او مؤتمر علمي مهندسين من مؤسسات وشركات هندسية بخبراء وأكاديميين وباحثين وطلبة دراسات عليا معًا مما سيوفر فرصة يعول عليها المؤتمرون كثيرا من اجل اغناء النقاشات الخاصة بالمعوقات التي قد تعتري عمل المهندسين والسبل التكنولوجية المتوفرة لتذليلها.

وقال ان المؤتمر فرصة ذهبية لتحقيق هدف في غاية الاهمية وهو تشكيل هيئة هندسية استشارية لعملية اعادة البناء والاعمار من المهندسن العراقيين في شتى بقاع العالم بالاضافة الى تشكيل قاعدة بيانات للمهندسين العراقيين ومجال خبراتهم وتخصصهم. واشار الى انه سيتم التركيز خلال النقاشات على صناعة النفط والغاز والطاقة وحماية البيئة والنقل والبنية التحتية والإسكان والتكنولوجيا والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وعن الجهات المشاركة في المؤتمر قال انها ستتمثل بهيئة مستشاري رئاسة الوزراء والمجلس الاعلى للاعمار ووزارت التعليم العالي والبحث العلمي والكهرباء والاعمار والاسكان و الاتصالات والنفط والبيئة اضافة الجامعات العراقية وامانة بغداد ونقابة المهندسين العراقية و جمعية المهندسين العراقية. واكد اللجنة التحضيرية تعتقد جازمة ان مشاركة المؤسسات هذه يعتبر عاملا اساسيا لتحقيق احد اهم اهداف المؤتمر الا و هو التواصل بين الكادر الفني لهذه المؤسسات بزملائهم في الخارج واثراء النقاشات العلمية الخاصة بعملية البناء والتحديث للقطاعات الهندسية العراقية تحقيقا للتنمية المطلوبة في ظل التطور الهائل والمتسارع الذي تشهده المشاريع الهندسية في العراق كما ونوعا.

وبالترافق مع انعقاد المؤتمر فقد اعلن في بغداد عن تشكيل لجنة عليا تضم وزراء ونواب من اجل العمل على اعادة الاف العقول العراقية المهاجرة الى بلدها بما فيها تلك التي كانت محسوبة على النظام السابق وعقد مؤتمر في بغداد في الثالث والعشرين من الشهر المقبل لهذا الغرض تحت شعار quot;العراق اولا وقبل كل شيءquot;.

وبحث الرئيس العراقي جلال طالباني مع رئيس اللجنة النائب الاول لرئيس مجلس النواب خالد العطية وضع الكفاءات العراقية في الخارج quot;مقدما اقتراحا يتعلق بعقد مؤتمر موسع في بغداد لهذه الكفاءات وذوي الخبرات العراقية، من اجل جذبهم للعودة الى العراق لا سيما وان البلاد بحاجة ماسة الى طاقاتهم وخبراتهم خلال هذه المرحلةquot; كما قال بيان رئاسي اليوم. واكد طالباني دعمه هذه الاقتراح مؤكدا استعداده التام لمساندة الجهود التي تبذل في هذا المسار مشددا على حاجة العراق الى عقول ابنائه وطاقاتهم وعودتهم الى بلدهم للمساهمة في بنائه.