بغداد: ناشد العراق الدول الأجنبية قبول أعضاء جماعة معارضة إيرانية اتخذت من العراق مقرا زهاء 20 عاما، لكن بغداد تعتبرها جماعة إرهابية وعبئا دبلوماسيا. ويسود خلاف منذ وقت طويل بين المسؤولين العراقيين وجماعة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة. وخاضت الجماعة حملة حظيت بتغطية إعلامية كبيرة زعمت فيها أنها تعرضت لإساءات من الحكومة العراقية بينما وصف العراق المنتمين إلى الجماعة بأنهم أعضاء في منظمة إرهابية.

وكانت مجاهدي خلق قد تشكلت كجماعة من الإسلاميين اليساريين المعارضين لشاه إيران لكنها اختلفت مع رجال الدين الشيعة الذين تولوا السلطة في أعقاب الثورة عام 1979. وقد سمح للجماعة بالعمل في العراق في عهد الرئيس السابق صدام حسين الذي خاض حربا ضد إيران في الثمانينات، لكن الترحيب بها تراجع في عهد الحكومة الجديدة التي يقودها الشيعة والتي ترتبط بعلاقات طيبة مع إيران.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية لوكالة أنباء رويترز إن الحكومة لا تريد أن تتحمل المسؤولية عن وجود جماعة إرهابية في العراق تسبب مشاكل داخلية ومشاكل مع دول في المنطقة. ودعا الدباغ المجتمع الدولي إلى إيجاد مكان آخر لجماعة مجاهدي خلق غير العراق.

وذكر المتحدث أنه لم تتقدم أي دولة أخرى بعد لقبول هذه الجماعة. وتعتبر الولايات المتحدة مجاهدي خلق جماعة إرهابية، لكن الاتحاد الأوروبي وافق على رفع اسمها من قائمته الخاصة بالمنظمات الإرهابية في أعقاب معركة قضائية طويلة. وتقول جماعات لحقوق الإنسان إن إجبار أعضاء جماعة مجاهدي خلق البالغ عددهم 3500 شخص على الخروج من قاعدتهم بمعسكر أشرف في شمال شرق العراق سيكون انتهاكا للقانون الدولي.

وتقول الجماعة إن القوات العراقية اعتدت على أعضائها ومنعت دخول المساعدات إلى المعسكر وحاصرته وهي اتهامات ينفيها العراق. وثمة تكهن بأن طائرة إيرانية دون طيار تقول القوات الأميركية انها أسقطتها فوق العراق في فبراير/ شباط كانت تراقب أنشطة مجاهدي خلق. ولم يؤكد الدباغ ما إذا كانت الطائرة التي أسقطت كانت بدون طيار ولا المكان الذي جاءت منه ، لكنه ذكر أن العراق يعلق أهمية كبيرة على الحفاظ على علاقات طيبة مع إيران. وقال ردا على سؤال بخصوص الطائرة إن ثمة مخاوف ومشاكل مشتركة مع إيران وإن العراق يريد تنمية علاقته مع طهران ونزع فتيل أي نوع من الأزمات التي قد تحدث.