نهى احمد من سان خوسيه: شاهد صباح اليوم الملايين مقاطع من فيلم فيديو طويل على شاشة احد محطات التلفزيون الخاصة، التقط عبر جهاز محمول اوقع الحكومة الكولومبية في نفس الوقت بالحيرة. كما لم يعرف مصدر الفيلم ومن صوره، وتحاول السلطات الامنية الكشف عن المصور، فيما ترفض ادارة التلفزيون الافصاح عن اسمه، كما لم يعرف كيف وصل الى يدها ومن سمح لها بعرضه.

يصور الفيلم حياة مجموعة من الميليشيات اليسارية الفارك، في مكان ما بالادغال بكامل عدتها العسكرية، كما ركز المصور على وجه العناصر عن قرب وهم بملابسها الحربية وصور لقطات لحياتهم العادية اثناء الاكل او الاستحمام في النهر او الانتقال في قوارب مصنوعة من الاشجار. والملفت ان المحاربين لم يضعوا اقنعة لاخفاء وجههم بل وفقوا بكل جرأة امام عدسة المصور.

كما عرف من الفيلم ان عدد ميليشات الفارك حاليا تراجع الى ما دون ال8000 عنصر، بعد ان تمكن السلطات الكولومبية من احكام الطوق عليهم بمساعدة الولايات المتحدة الاميركية، وقتل عددا من القياديين. وتمكن الجيش الكولومبي منتصف شهر تموز/يوليو عام 2008، من تحرير 15 رهينة بقيت لسنوات في قبضة ميليشيات الفارك من بينهم المرشحة السابقة للرئاسة الكولومبية الفرنسية الجنسية انجريد باتاكور، واخر رهنية كان السويدي اولاد غلاس، سلمته الفارك بعد تدهور صحته.

على صعيد اخرن تريد البرازيل التصدي لكل توغل من قبل ميليشيات الفارك في اراضيها، ولهذا السبب قال وزير الدفاع البرازيلي نلسون جوبيم عقب اجتماع له مع نظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس سوف نستقبل اي عنصر من الفارك يدخل الى اراضينا بالرصاص. وعقد هذا الاجماع لوضع اجراءات من اجل تشديد الرقابة على الحدود البرية الجوية بين البلدين، واول الاجراءات ضمان مراقبة جوية لخمسين كلم من اجواء كل بلد.

وكان الوزيران التقيا في الامس بالعاصمة التشيلية، وزارء دفاع تسعة بلدان من جنوب اميركا، وهي الارجنتين وبوليفيا وشيلي والاكوادور وغوانا وباراغوا والبيرو فنزويلا وسورينام، من اجل التشاور، واتفق المجتمعون على التعاون لرفع مستوى الصناعات الحربية في بلادهم ووضع خطط كفيلة بمحاربة تجار المخدرات.

الا أن فكرة تشكيل ما يسمى بالحلف العسكري تم رفضها، خاصة من قبل كولومبيا، التي لا تريد ان يشكل في اميركا الجنوبية حلف شبيه بحلف الناتو. وسبب رفضها معروف اذ ان لها ارتباطات عسكرية كثيرة كما المكسيك بالولايات المتحدة الاميركية.