طالباني أكد دعم العراق لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس
عباس: خروج العراق من عنق الزجاجة أمر يهمنا والعرب

أسامة مهدي من لندن: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان خروج العراق من عنق الزجاجة امر يهم الفلسطينيين والعرب مشيرا الى ان المسؤولين العراقيين اكدوا له انهم يعتبرون الفلسطينيين في العراق ابناء للبلد وامنهم من امن الشعب العراقي فيما شدد الرئيس جلال طالباني على دعم العراق لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس واستعداده في المساعدة على تحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني. وفي مؤتمر صحافي مشترك بين طالباني وعباس عقب مباحثاتهما في بغداد اليوم شدد هذا الاخير على ان الفلسطينيين والعرب يشعرون بالارتياح الكبير لخروج العراق من عنق الزجاجة. واضاف ان زيارته هذه الى العراق جاءت متأخرة لكنها حصلت quot; ويشرفنا اننا الان بين اهلنا فنحن لسنا غرباء عن بعضنا والعراق تاريخا وشعبا وقف مع الشعب الفلسطيني وهناك ماتزال على الارض الفلسطينية شواهد للتضحيات التي قدمها الجيش العراقي من اجل قضية فلسطين quot;.

وشدد على ان ان التقدم الكبير في الامن والديمقراطية والوحدة الوطنية في العراق امر يسر الفلسطينيين والعرب وخاصة بعد خروج العراق من عنق الزجاجة معافى. واوضح انه شرح لطالباني تطور الحوار الفلسطيني الفلسطيني وجهود تحقيق الوحدة الوطنية وقال ان الرئيس العراقي طلب منه معرفة بماذا يستطيع العراق ان يقدم لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. واشار الرئيس الفلسطيني الى ان طالباني ومسؤولي الحكومة العراقية اكدوا له رعايتهم للفلسطينيين المقيمين في العراق واعتبارهم جزءا من الشعب العراقي وامنه.

واضاف انه تحدث مع طالباني عن الحكومة الاسرائيلية الجديدة وضرورة اعترافها بحق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة وضرورة وقفها لبناء مزيد من المستوطنات. وقال انه بحث مع طالباني ايضا العديد من القضايا الاقليمية والدولية وبخاصة مبادرة السلام العربية التي يؤيدها العراق والاجراءات المطلوبة لتفعيلها. ومن جانبه اشار الرئيس طالباني الى ان الشعب العراقي لم يتوقف مطلقا عن دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وقال ان العراقيين وحتى اثناء نضالهم ضد الدكتاتورية لم ينسوا قضية فلسطين على اعتبارها القضية العربية الاولى. وشدد على دعم بلاده لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس مؤكدا ان هذا الامر من اولى اهتمامات العراقيين.

وكان طالباني استقبل عباس في مراسيم رسمية بالقصر الرئاسي بغداد في حيث عزف السلامان الوطنيان العراقي والفلسطيني. وضم الوفد المرافق للرئيس الفلسطيني الامين العام للسلطة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه ورئيس دائرة شؤون المحافظات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات ووزير الشؤون الاجتماعية ووزير الزراعة الدكتور محمود الهباش ومستشار الرئيس الفلسطيني والناطق الرسمي نبيل ابو ردينة.

وابلغ مصدر عراقي quot;ايلافquot; ان عباس وطالباني ناقشا كذلك العلاقات العراقية الفلسطينية والمساعدات التي يمكن ان يقدمها العراق الى الفلسطينيين وخاصة في اعمار مدينة غزة التي تعرضت لتدمير شامل خلال العدوان الاسرائيلي ضدها مؤخرا. وكان العراق تبرع بخمسة ملايين دولار مساهمة منه في الجهود العربية والدولية لمساعدة شعبها كما ارسل معونات عينية الى هناك عبر رحلات جوية وبرية متعددة. واشار الى ان مباحثات عباس في بغداد تناولت ايضا أوضاع الفلسطينيين في العراق الذين اضطر المئات منهم الى الهرب من البلاد خلال موجة العنف التي ضربته خلال عامي 2005 و2006. ومن المنتظر ان يجتمع عباس في وقت لاحق مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

ومباحثات بين المالكي وعباس

ومن جهته قال رئيس الوزراء نوري كامل المالكي إن قضية فلسطين كانت وستبقى في وجدان العراقيين وهو مايعد أفضل ضمانة للقضية الفلسطينية .

واضاف خلال اجتماعه مع عباس quot;ان الفلسطينيين هم اخواننا ويمثلون خط التواصل الذي لابد ان نعمل على بقائه قوياquot;. وأكد ان الحكومة العراقية حريصة على تقديم شتى أنواع الدعم للاخوة الفلسطينيين بما يمكنهم من إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم. وأشار الى ان العراق الذي تخطى جميع الصعوبات والتحديات التي كانت تهدد وحدته وسيادته،يتجه اليوم لاستعادة دوره الطبيعي ومكانته بما يساعد في تثبيت الامن والاستقرار في المنطقة ويساهم في دعم أشقائه الفلسطينيين.

من جهته قال عباس ان الفلسطينيين لايمكن ان ينسوا دور العراقيين تاريخيا في دعم القضية الفلسطينية وهم يشعرون بالارتياح لما تحقق من أمن واستقرار في عموم العراق. وأكد ان السلطة الوطنية الفلسطينية حريصة على استمرار التواصل مع الحكومة العراقية وان زيارتنا الى العراق تأتي في إطار الانفتاح الذي تحقق في العلاقات بين العراق والدول العربية.

وتأتي زيارة عباس لبغداد عقب زيارات مماثلة في ظل انفتاح عربي واقليمي على العراق حيث زارها الرئيس التركي عبد الله غول العراق مؤخرا في زيارة رسمية هي الاولى من نوعها لرئيس تركي منذ 33 عاما وزير الخارجية السوري وليد المعلم فيما سبقهما الى بغداد الاسبوع الماضي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وقبلهما زار بغداد رئيس مصلحة تشخيص النظام علي اكبر هاشمي رفسنجاني.

وفي اوقات سابقة خلال العامين الماضيين انتقدت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا، quot;سوء المعاملة الفاضحةquot; التي يتعرض لها الاف اللاجئين الفلسطينيين في العراق ووجهت نداء لحمايتهم. وقالت في تقرير لها ان quot;عددا كبيرا جدا من اللاجئين الفلسطينيين في العراق قد قتلوا منذ التدخل الذي قام به الاميركيون في 2003quot;. واوضحت المنظمة انه quot;فور سقوط بغداد في نيسان (ابريل) عام 2003 تحول الفلسطينيون هدفا لكافة انواع سوء المعاملة والترهيب والتهديدات بالموت والخطف من جانب الميليشيات التي تعبر عن غيظها quot;للمعاملة المميزةquot; التي حصل عليها الفلسطينيون ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين. ووجهت منظمة العفو نداء الى الحكومة العراقية والتحالف لحماية هؤلاء الفلسطينيين quot;الذين يعيشون في وضع بالغ الهشاشةquot;، والى سوريا والاردن المجاورين لاستقبال اللاجئين الفارين من عمليات الاضطهاد والى المجموعة الدولية ولاسيما منها الولايات المتحدة وبريطانيا لتقديم مساعدة quot;فعالةquot; لاعادة اسكان هؤلاء اللاجئين.

لكن اوضاع الفلسطينيين شهدت بعض التحسن مؤخرا اثر تدخل الرئيس الفلسطيني لدى السلطات العراقية واجراء مباحثات على اعلى مستوى بين البلدين حول هذه القضية. وقدرت المفوضية العليا للاجئين عدد الفلسطينيين في العراق بحوالي 34 الفا في ايار(مايو) عام 2006 لكن عددهم لم يعد يتخطى 15 الفا في العراق ويعيش معظمهم في بغداد والموصل (شمال) والبصرة (جنوب). ويقيم اكثر من 2100 فلسطيني من العراق في معسكرات مرتجلة قرب الحدود بين سوريا والعراق. معروف انه لم يقم اي مسؤول فلسطيني كبير بزيارة للعراق منذ الاطاحة بنظامه السابق عام 2003 لكن عباس ارسل في شباط (فبراير) عام 2007 موفدا الى بغداد بعدما ندد بquot;الجرائمquot; التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في العراق.