الجزائر: أعلن وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني مساء الخميس أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر، التي تعتبر الرهان الأبرز للاقتراع الذي يشارك فيه الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة، الأوفر حظا، بلغت 74.11 بالمئة.

وصرح زرهوني للتلفزيون الرسمي بإن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر بلغت 75.91 والنسبة في الخارج 36.48، مشيرا إلى مشاركة كبيرة مقارنة بالانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004 في بضع ولايات ولاسيما منها الجزائر العاصمة ومنطقة القبائل.

وقد حصل بوتفليقة الذي دعا الجزائريين إلى التصويت بكثافة الرهان حتى الآن بحصوله على نسبة بلغت 74.11 بالمئة، وهي أعلى بكثير من تلك التي سجلت في انتخابات عام2004 التي بلغت 58.7 بالمئة.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن عمليات الفرز الأولى تظهر ميلا كبيرا لمصلحة الرئيس المنتهية ولايته.من ناحية أخرى، أكد سلاّل عبد المالك مدير الحملة الإنتخابية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أن العملية الانتخابية جرت بشكل جيد، وقال إن نتيجة انتخابات اليوم أفضل بكثير من انتخابات الرئاسة عام 2004.

بالمقابل، اعتبر الزبير حجايجي المسؤول الإعلامي في حملة المرشح محمد السعيد لانتخابات الرئاسة الجزائرية أن الوضع محسوم لصالح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، وانتقد تفرد الحزب الواحد في الحكم، وقال إن المرشح الذي يقود حملته يحاول فرض التعددية السياسية في البلاد.

بدورها انتقدت المرشحة لويزة حنون زعيمة حزب العمال اليساري وأول سيدة تترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الجزائر تفرد الحزب الواحد في الحكم، وقالت quot;في هذا الوقت، أقترح الانفصال عن نظام الحزب الواحد، ولكي يكون الشعب قادرا على التحدث مرة أخرى. ويبدو أن المواطنين يقولون: أود أن أعبر عن نفسيquot;.

وأفادت الأنباء أن دعوات مقاطعة الاقتراع لم تؤثر كثيرا على نسب الإقبال على التصويت بحسب الأرقام الرسمية. ويأمل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالفوز بولاية رئاسية ثالثة. على صعيد أمني قتل أحد أفراد الأجهزة الأمنية الجزائرية في انفجار استهدف قافلة عسكرية في مدينة جيجل على بعد 350 كيلومترا إلى الشرق من العاصمة الجزائر، وتبقى هذه الحصيلة أولية.

كما أحبط الأمن الجزائري هجوما مسلحا كان يستهدف مركزا انتخابيا في بلدة الناصرية بين ولايتي تيزي وزو وبومرداس. وأحرق مجهولون مركزين انتخابيين في ولاية البويرة شرق الجزائر والتي تعتبر معقلا لنشاط ما يسمى بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا جراء عملية الإحراق.

وجُرح شرطيان جزائريان بسبب تفجير قنبلة قرب مركز اقتراع يقع شرقي الجزائر، كذالك وفق مصادر الشرطة. وقال الشرطي الذي رفض الكشف عن هويته بسبب عدم السماح له بذلك إن المعلومات الأولية تشير إلى عدم سقوط ضحايا مدنيين. وانفجرت القنبلة في quot;سيد علي بولادquot; في منطقة بومرداس الواقعة على مسافة 60 كيلومترا شرقي الجزائر العاصمة. وتشتهر المنطقة بأنها أحد معاقل أنصار تنظيم القاعدة. وأكد وزير الداخلية، يزيد الزرهوني، في تصريح للتلفزة الوطنية وقوع التفجير لكنه لم يدل ببيانات إضافية عن التفجير.

ولاية ثالثة

ويرى المراقبون أن بوتفليقة الذي يبلغ من العمر 72 عاما يملك أوفر الحظوظ للفوز بالانتخابات لكن العديد من الجزائريين يعتزمون مقاطعة الانتخابات. ويقول المراسلون إن الملصقات الانتخابية الخاصة بالرئيس بوتفليقة تزين العاصمة الجزائرية في حين أن ملصقات مرشحي المعارضة لا تكاد ترى. ووعد بوتفليقة في حملته الانتخابية بإنفاق مبلغ 150 مليار دولار على مشروعات تنموية وإيجاد 3 ملايين فرصة عمل، قائلا بأنه جلب الاستقرار إلى بلده.

لكن المنتقدين يقولون إن بوتفليقة يستغل التهديد باستئناف موجة العنف الصادرة عن المتشددين الإسلاميين لإخفاء حقيقة المشكلات العميقة التي تعصف بالجزائر مثل اتساع نسبة الفقر وارتفاع معدلات البطالة وتفشي الفساد. وكان بوتفليقة أدلى بصوته في الصباح في حي البيار بالعاصمة الجزائر.

وحث الرئيس الناخبين المسجلين والبالغ عددهم 20 مليون شخص على المشاركة في الانتخابات على أمل تعزيز سلطته من خلال ضمان إقبال كبير على العملية الانتخابية. وأدلى رئيس الوزراء، أحمد أويحيى، بصوته في منطقة أخرى من العاصمة ونقلت عنه وسائل الإعلام المحلية قوله quot; لست بصدد إعطاء أي تنبؤات لكني أعتقد أن نسبة المشاركة ستكون عاليةquot;. يذكر إن العديد من الجزائريين لا يشاركون في الانتخابات اعتقادا منهم أن بوتفليقة سيفوز بها بغض النظر عن نتائج الاقتراع.

حملة انتخابية

وكان مرشحو الرئاسة في الجزائر قد اختتموا حملاتهم الانتخابية التي بدأت في التاسع عشر من الشهر الماضي استعدادا ليوم الحسم. وهذه رابع انتخابات رئاسية تعددية منذ دخول البلاد عهد الانفتاح السياسي والتعددية السياسية عام 1989. ومن القواسم المشتركة في البرامج الانتخابية لجميع المرشحين ملف المصالحة الوطنية وملف التنمية الاقتصادية، إضافة الى ارساء دعائم العمل السياسي وقضايا الشباب والمرأة.

ويشارك في هذه الانتخابات ستة مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفلقية والذي يجمع المراقبون على أنه سيفوز باغلبية ساحقة. اما المرشحون الخمسة الآخرون فاثنان محسوبان على التيار الإسلامي وهما محمد جهيد يونسي مرشح حركة الإصلاح الوطني، ومحند سعيد أوبلعيد مرشح حزب الحرية والعدالة حديث التأسيس.

ومرشحان آخران يمثلان التيار القومي وهما موسى تواتي مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية وعلي فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54. والمرشحة الأخيرة هي لويزة حنون زعيمة حزب العمال اليساري وأول سيدة تترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الجزائر.

ثلاثة انتخابات

وقبل هذه الانتخابات شهدت الجزائر ثلاثة انتخابات رئاسية عام 1995 وفاز فيها الرئيس السابق ليامين زروال وانتخابات 1999 وانتخابات 2004 والتي فاز فيها على التوالي الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.

ووفقا لقانون الانتخابات الجزائري يتعين على المترشح للرئاسة ان يحصل على تأييد 75 الف ناخب او توقيع 600 من أعضاء البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة في 25 ولاية من الولايات الـ48 الجزائرية. وقد استطاع المرشحون الستة تجاوز هذا الشرط، وفي مقدمتهم بوتفلقية الذي تمكن من جمع توقيعات أكثر من 4 ملايين ناخب فضلا عن توقيعات نحو 12 ألف من أعضاء البرلمان والمجالس البلدية.

وتشرف على هذه الانتخابات لجنة سياسية مستقلة شكلتها الحكومة من ممثلين للأحزاب السياسية وممثلين عن المرشحين ومهمتها مراقبة الانتخابات في جميع مراحلها. كما دعت الحكومة نحو مئتي مراقب دولي من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والإمم المتحدة لمراقبة الانتخابات.