حالة إستنفار تحسبًا لتهديدات إرهابية محتملة
الجزائر: تعزيزات أمنية استثنائية لإنجاح انتخابات الخميس
كامل الشيرازي من الجزائر:
كعادتها عشية أي موعد إنتخابي في الجزائر، عمدت السلطات الجزائرية إلى إقرار تعزيزات أمنية استثنائية لإنجاح انتخابات الرئاسة المقررة بعد غد الخميس، وفي حالة من الاستنفار الأمني الظاهر، جرى الاستنجاد بالآلاف من أعوان الشرطة ورجال الدرك والحرس البلدي، بغية تأمين العملية الانتخابية ضمن مخطط خاص يطال الولايات الـ48، من أجل توفير سائر مسببات نجاح أهم موعد سياسي تشهده الجزائر هذا العام.

ولوحظ في العاصمة الجزائرية، انتشار كثير من لعناصر الأمن في الأماكن العامة والمناطق الموسومة بالاستيرتجية، ناهيك عن مختلف مراكز التصويت، وشوهدت تغطية أمنية لافتة في الساحات والأسواق ومحطات النقل، أين يسهر عناصر الأمن بلباسهم المدني للحيلولة دون وقوع ما لا يحمد عقباه، غداة الكلام الكثير الذي أطلقه زعيم تنظيم قاعدة بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال المكنّى أبو مصعب عبد الودود، ووعيده بشنّ المزيد من الاعتداءات في غضون المرحلة القادمة.

ويخشى الشارع المحلي من هجمات استعراضية قد تشنها فرق الموت، خصوصًا، بعد الذي تسبّب به تصريح مثير أدلى به الوزير الأول الجزائري quot;أحمد أويحيىquot; قبل أيام، حيث ثارت زوبعة حقيقية بين مواطنيه، حينما أرجع أحمد أويحيى الذي يتزعم الحزب العلماني quot;التجمع الديمقراطيquot; إلغاء ثلاثة تجمعات إلى quot;مخاوف أمنيةquot;، وهي المرة الأولى التي يرجع فيها مسؤول حكومي إلغاء نشاط سياسي ما إلى quot;خطر إرهابيquot;، وقال أويحيى quot;لا يمكننا أن نضع حياة السكان في خطرquot;، في إشارة منه إلى محاذير قد ينطوي عليها تنقله المُفترض بين بلدات عزازقة، عين الحمام وذراع الميزان للقيام بالدعاية الانتخابية وسط ضواحي منطقة القبائل الكبرى.
وعلى الرغم من تضاؤل حدة أعمال العنف في الشهر الأخير، إلاّ أنّ القوى الأمنية رفعت من درجة تأهبها خوفا من هجمات إرهابية خاصة بعد البيان المنسوب إلى القاعدة على شبكة الإنترنت وحمل تهديدات صريحة، علمًا أنّ الجيش الجزائري أطاح قبل 96 ساعة بسبعة متمردين بينهم قياديين في كتيبة الفاروق الموالية للقاعدة، وذلك إثر كمين نصبه بمنطقة البويرة الشمالية، في سياق يربطه مراقبون بسعي القوى الأمنية لتحقيق إحرازات مهمة عشية الاقتراع الرئاسي، بغرض توفير جو من الطمأنينة وموجبات الهدوء على نحو يسمح بتوجه السكان المحليين بكثافة إلى مراكز التصويت.

وكان وزير الداخلية الجزائري quot;نور الدين يزيد زرهونيquot; ربط في وقت سابق تصعيد أعمال العنف برغبة الواقفين ورائها في التشويش على الأجندة الانتخابية، وعلى الرغم منجزم الحكومة الجزائرية بتحسن الأوضاع الأمنية، إلاّ أنّ وزارة الداخلية كثّفت من حضور أعوانها على طول شريط المدينة الأولى في البلاد، وكذا في محيط المدن الكبرى إضافة إلى باقي الولايات.

وتشير بيانات رسمية إلى نحو مائتي مسلح ما زالوا ينشطون في صفوف جيوب التمرّد، واستنادا إلى ما ذكرته بيانات أمنية، فإنّ عموم المتمردين يتمركزن خصوصا في منطقة القبائل الكبرى وأجزاء من منطقتي الشرق والصحراء الكبرى، وغالبيتهم محسوبون على تنظيمي (قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي) و(جماعة حماة الدعوة السلفية)، بعدما جرى القضاء على النواة الصلبة في أقدم تنظيم دموي في البلاد (الجماعة الإسلامية المسلحة) بشكل كامل.
وقدّرت السلطات أعداد المتمردين قبل سنوات بما بين أربعمائة وستمائة مقاتل، لكن الضربات الموجعة التي تلقتها المجموعات المسلحة قد تكون أدت إلى تناقص أعداد هؤلاء بشكل ملحوظ، على الرغم ممّا يتردد عن تمكن القاعدة من التغرير بعشرات المجندين الجدد واستنجادها بعدد غير معروف من المقاتلين الأجانب ومن يُطلق عليهم quot;عناصر جهاديةquot; من دول الساحل كمالي والنيجر والتشاد، بينما كلّل الحراك الميداني بإيقاف 60 شخصا ظلوا ينشطون في مجموعات داعمة لفرق الموت، مثلما توصلت القوى الأمنية إلى إحباط 13 هجومًا انتحاريًا، ومثلت هذه الاحرازات إحباطًا لخطة القاعدة التوسع خارج معاقلها التقليدية.