على خلفية تحميل الرئيس للإسلاميين مسؤولية الأزمة
زعيم جبهة الإنقاذ الجزائرية يصف تصريحات بوتفليقة بالمقلقة
كامل الشيرازي من الجزائر: وصف عباسي مدني زعيم جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة في الجزائر، التصريحات الأخيرة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بالمقلقة في إحالة منه على الانتقادات التي كالها بوتفليقة لقدماء المسلحين وهجومه المثير للجدل على الإسلاميين، حينما اتهم قيادات الإنقاذ بتشويه صورة الجزائر وطالبها بالاعتذار. وبعدما دعا في وقت سابق مواطنيه إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة المقررة الخميس المقبل، وأبدى عباسي مدني المقيم في قطر، استغرابه لاتهامات بوتفليقة لناشطي الحزب الإسلامي المنحلّ، ووصف موقفه بـquot;المتحاملquot; من حيث تحميله الإنقاذيين مسؤولية quot;تخريب وتشويه صورة البلادquot; في إشارة إلى ما أعقب اندلاع شرارة العنف الدموي في شتاء 1992 من أعمال تقتيل وتدمير لا تزال مستمرة على نحو متفاوت للعام السابع عشر على التوالي.
وقذف عباسي في بيان ndash; تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه- حمل عنوان quot;نصف قرن بركاتquot;، بالكرة في مرمى السلطات، حيث شدّد على أنّ الواقفين وراء إلغاء الدور الثاني من تشريعيات ديسمبر/كانون الأول 1991، هم وحدهم من يتحملون مسؤولية عشرية الدم التي جرفت معها مائتي ألف قتيل، وأضاف عباسي: quot;إنه لمن دواعي القلق والاستغراب أن يفاجئ النظام الجزائريين بخطاب ناريquot;، ولاحظ الشيخ الذي قضى 12 سنة في السجن قبل أن يُسمح له بمغادرة الجزائر في صيف 2003، بأنّ التصريحات المُشار إليها تنطوي على quot;إعادة بعث الفتنة مجددًاquot; وquot;بث العداوة والبغضاء وتأجيج الشحناءquot;، ولفت الشيخ إلى أنّ ذلك يتعارض مع استكمال المعارضة الحقيقية وتطلع الجزائريين إلى إتمام قيم السلم والأمن والاستقرار.
وعلى الرغم من هذا الردّ المحتدّ اللهجة، إلاّ أنّ عباسي أبرز تمسكه بخيار المصالحة الوطنية في الجزائر، كما أوعز بأنّ من وصفها quot;المعارضة المسؤولةquot; لا تزال تشكل قوة حقيقية، رغم إبعادها والتضييق عليها، في تلميح قوي إلى كوادر جبهة الإنقاذ المشتتين خارج البلاد.
وتعدّ هذه الخرجة الإعلامية الثانية لمسؤول كبير في الإنقاذ المحظور، بعدما سارع quot;أنور نصر الدين هدّامquot; القيادي البارز في الحزب الإسلامي إلى الجزم أنّه quot;لن يعتذرquot; واعتبار نفسه غير معني بالشروط التي وضعها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قبل أيام من أجل الصفح عن المعارضين.
يُشار إلى أنّ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لم يكن متسامحًا مع الإسلاميين الراديكاليين، وقصفهم بالثقيل لدى نزوله بمسقط رأسه بمحافظة تلمسان (750 كلم غرب العاصمة) في ثالث أيام حملة الدعاية، حيث استهجن quot;جرأة هؤلاء في المطالبة بالعودة إلى النشاط السياسي، مع أنّهم خرّبوا البلدquot;، وذهب إلى حد القول: quot;أهلكتمونا، يهلككم اللهquot;.
وفي مهرجان جماهيري آخر في منطقة تيارت المجاورة، واصل بوتفليقة توجيه رسائله الصريحة، حيث لفت إلى أنّ quot;الذين أضلوا الطريق وأضروا بسمعة الجزائر من قيادات الجبهة الاسلامية المنحلة سواء أكانوا داخل البلاد أو في الخارج لا بد أن يعترفوا بالأخطاء التي اقترفوها أمام الشعب وإلا فعليهم البقاء بعيدين عن السياسة وعن ديارناquot;.
التعليقات