في مظاهرتين مضادتين للدعاية الإنتخابية
الجزائر: المعارضة تصعّد لهجتها لإفساد quot;العرس الرئاسي quot;

كامل الشيرازي من الجزائر: صعّدت المعارضة الجزائرية، الخميس من لهجتها وكشرت عن أنيابها في خطوة تريد من خلالها quot;إفسادquot; (عرس) انتخابات الرئاسة المقررة الخميس القادم، وقام أقدم حزب معارض في البلاد جبهة القوى الإشتراكيةquot; بتنظيم جمعين جماهيريين سعى فيهما قياديوه لتعبئة مواطنيهم بغرض مقاطعة الاقتراع، حيث سار الآلاف وسط منطقة القبائل الكبرى ورددوا شعارات مناوئة للسلطة، دون حدوث احتكاكات، حيث فضل عناصر الشرطة الذين حضروا بكثافة تسيير الموقف بهدوء.

وعلى الرغم من عدم استفادتهم من ترخيص رسمي، إلاّ أنّ ولايتي تيزي وزو وبجاية (110 كلم شرق العاصمة) و(260 كلم شرق) على التوالي، شهدتا منتصف نهار الخميس وكذا آخر المساء، خروج آلاف السكان المحليين، عكفوا خلال المهرجانين على إشهار (معاداتهم) للنظام ولوّحوا بـquot;بطاقات حمراءquot; كناية على رفضهم المشاركة في العملية الانتخابية الوشيكة، علما أنّ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حُظي باستقبال شعبي حار لدى نزوله ضيفا على ولاية تيزي وزو قبل أسبوع.

وقال متحدث باسم الحزب الأمازيغي المعارض quot;القوى الاشتراكيةquot;، أنّ خمسة آلاف تظاهروا، في حين قدرتهم مصادر رسمية بحدود ألف وخمسمائة متظاهر، واللافت أنّ هاتين الخرجتين الأولى من نوعهما منذ افتتاح حملة الدعاية الانتخابية في 19 مارس/آذار الماضي، سارتا في أجواء سلمية حيث التزم منظموهما بقدر هائل من الحيطة والحذر، ما أدى إلى مرور المتظاهرين دون حدوث أي اضطرابات أو حوادث بعدما شهدت المنطقة في مناسبات ماضية موجة متصلة من أعمال العنف والتخريب، مع الإشارة إلىأنّ وزير الداخلية الجزائري quot;نور الدين يزيد زرهونيquot; تعهّد في مؤتمر صحافي بعيد تدشين الحملة الدعائية الرسمية أنّ السلطات لن تمنع أنشطة سياسية مضادة.

ولا تنوي quot;جبهة القوى الاشتراكيةquot; التوقف عند ما آلت إليه خرجتها اليوم، حيث صرّح كريم طابو (35 عامًا) السكرتير الأول في التشكيلة، بأنّ الأخيرة تعتزم تنظيم ما لا يقلّ عن ثمانية مهرجانات أخرى، ولم يتردد quot;كريم طابوquot; عن اتهام الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، بما سماه (استعمال المال العام لصالح حملته الدعائية)، كما شنّ طابو هجوما شرسا على المرافقين الخمسة لبوتفليقة.

ويؤشر تصعيد قوى المعارضة على مبعدة أسبوع عن يوم الحسم، على مرحلة أكثر سخونة واحتدامًا في ظل اشتداد لعبة quot;ليّ الذراعquot;، ما قد يجعل الأيام القليلة المقبلة على موعد مع حملتين متوازيتين، خصوصًا مع إصرار دعاة المقاطعة على إظهار (لا مشروعية) الاقتراع الرئاسي.