كامل الشيرازي من الجزائر: في تصعيد متجدد لمنحنى الصراع المتفاقم بين قوى الموالاة والمعارضة في الجزائر، هدّد الحزب الأمازيغي المعارض quot;التجمع من أجل الثقافة والديمقراطيةquot;، اليوم، بتفجير حقائق غير معروفة تخص الملف/القنبلة quot;المجاهدين المزيفينquot; وهم آلاف الأشخاص الذين تذهب بعض المراجع المحلية إلى quot;تجريمهمquot; ونفي كفاحهم قبل نصف قرن ضدّ المحتل الفرنسي، وتزعم هذه المراجع أنّ أولئك جرى إقحامهم بطرق غامضة ضمن فصيل quot;الثوار القدامىquot;، وقدّر مسؤول حكومي كبير عدد هؤلاء بحوالي عشرة آلاف مجاهد مزيف استنادا إلى تصريحات وزير المجاهدين القدامى quot;شريف عباسquot; قبل سنتين.

وربطت قيادة quot;التجمع من أجل الثقافة والديمقراطيةquot; بقيادة زعيمها quot;سعيد سعديquot; كشفها النقاب عن quot;معلومات خطيرةquot; لها صلة بالملف المذكور، إذا ما استمرت نواب قوى الأكثرية في مجلس الشعب، مطالباتهم بتجريد quot;نور الدين آيت حمودةquot;النائب عن التجمع من quot;الحصانة البرلمانيةquot; تمهيدا لمتابعته على خلفية تصريحاته المدوية بشأن quot;شهداء حرب التحرير (1954 ndash; 1962)quot; إثر تشكيكه المثير للجدل في حقيقة استشهاد 1.5 مليون جزائري في تلك الثورة المظفرة.

وجاء في بيان أصدره quot;التجمع من أجل الثقافة والديمقراطيةquot;، أنّ quot;هناك الكثير من المجاهدين المزيفينquot;، واتهّم البيان قوى الموالاة بمحاولة quot;تحويل أنظار الرأي العام المحليquot; عن المآسي الاجتماعية الواقعة، وما سماه quot;غياب رؤية لمخطط دعم النموquot;، بـquot;تحريك حملةquot; ضدّ quot;نور الدين آيت حمودةquot; نجل quot;العقيد عميروشquot; أحد كبار أبطال الثورة الجزائرية.

وفيما توعدّ التجمع خصومه بإماطة الغطاء عن ملف بحوزته في غضون الأيام القليلة القادمة، فإنّ المؤكد أنّ الحرب المفتوحة بين الطرفين مرشحة لمزيد من الضراوة، ولا يُستبعد أن تتحرك قوى المجتمع المدني الموالية للائتلاف الحاكم وكذا ممثلي الأسرة الثورية لشنّ هجوم معاكس على (مزاعم) أتباع سعيد سعدي، بما يؤشر أيضا على احتدام خريف سياسي ساخن ستشتد وطأته فور افتتاح حملة الدعاية الخاصة بالانتخابات الرئاسية القادمة.