جدل بشأن مشاركة الجزائر في قمة الفرانكوفونية
كامل الشيرازي من الجزائر: فجرت انتقادات حادة وجهها نواب الحزب الأمازيغي المعارض quot;التجمع من أجل الثقافة والديمقراطيةquot;، قبل أيام، حالة طوارئ حقيقية تحت قبة مجلس الشعب الجزائري، حيث أدت اتهامات قوية كالها الحزب المذكور بقيادة دكتور الأمراض العقلية quot;سعيد سعديquot; رفقة أتباعه، بأحزاب الائتلاف الحاكم (جبهة التحرير-التجمع الديمقراطي- حركة مجتمع السلم) لشنّ هجوم معاكس على الفصيل الأمازيغي الوحيد في البرلمان، ووصل الحد بقوى الموالاة ليلة الأربعاء إلى حد توجيهها تحذيرات لتشكيلة سعيد سعدي، ما يعطي الانطباع بنشوب حرب مفتوحة بين مؤيدي الرئيس بوتفليقة ومعارضيه قبيل أشهر على تنظيم رابع انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ البلاد.

وردا على تشكيك أحد نواب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في quot;عدد مجاهدي وشهداء الثورة الجزائريةquot; واتهامه نائب من قوى الأغلبية بـquot;العمالة لفرنساquot;، إلى جانب إطلاق سعيد سعدي النار على حاكم البلاد، ارتضى الحزب الحاكم quot;جبهة التحريرquot; رفقة شريكه العلمانيquot; التجمع الديمقراطيquot; وحليفهما الإسلاميquot;حركة مجتمع السلمquot;، الردّ ببيان مشترك شجبت فيه تحركات الحزب الأمازيغي، ودعته إلى احترام مثل الثورة، مستنكرة ما سمته quot;المساس برموز الجزائر وذاكرة شهداءهاquot;.

وأشهرت أضلاع الائتلاف الحاكم رفضها القاطع لما صنفته في خانة (المزايدات والترهات السياسية والشعبوية) ورأت أنّ ما فعله أتباع سعيد سعدي لدى مناقشتهم قانون الموازنة العام إنّما هو (مساس بالمكتسبات التي حققتها الجزائر في ظل الحكم الرشيد للرئيس بوتفليقة)، كما لم تتردّد القوى ذاتها عن تسويغ هجمة التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ضمن منظور (استهداف البلاد واستقرارها وتماسك وحدة شعبها).

بالمقابل، فضّل الحزب الأمازيغي الردّ على طريقته، من خلال رفع شكوى إلى عدد من المنظمات البرلمانية الدولية، أورد فيها أنه (بات عرضة للتضييق من قبل رئاسة البرلمان والحكومة الجزائرية)، على حد ما جاء في نص الشكوى، وهي خطوة رأت فيها قوى الأكثرية quot;مسعى يائس لتشويه التمثيل الشعبيquot; وquot;محاولة متجددة لإضعاف المسار الديمقراطيquot;، مثلما أبرزت عدم استعدادها للرضوخ إلى quot;التهديدات الباحثة على الإساءة إلى العمل التشريعي في البلادquot;.

وانتهى نواب الائتلاف الحاكم إلى مطالبة غرمائهم في التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، بـ(ضرورة خضوع الأقلية لحكم الأغلبية)، واختزلوا كل الذي حصل ليلة السبت في (حملة صنعها أعداء الديمقراطية)، واستغربوا محاولة أتباع سعيد سعدي quot;فرض مشروع مجتمع غريب على الشعب الجزائريquot; في إحالة على الخلفية الإيديولوجية والثقافية للحزب الأمازيغي المذكور.

ولا يتوقع مراقبون أن تتوقف الأمور عند هذا الحدّ، حيث لا يستبعد أن يلجأ نواب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إلى التصعيد مجددا بمناسبة تقديم قانون ضبط الموازنة أمام البرلمان، وكذا حال طرح مشروع المراجعة الدستورية، هذه الأخيرة يرفضها نشطاء الحزب الأمازيغي بإصرار، وهو ما ينبئ بمعركة برلمانية ساخنة في المرحلة القليلة القادمة.