عودة أويحيى كممثل للرئيس تؤشر على سيناريو في الأفق
إحتدام حرب المواقع بين الحزب الحاكم و(العدو الحميم) في الجزائر

كامل الشيرازي من الجزائر: يحتدم الصراع في الجزائر حاليا بين quot;جبهة التحريرquot; (الحزب الحاكم) ومن صار يُصطلح عليه محليا بـquot;العدو الحميمquot; في إشارة إلى الحزب العلماني quot;التجمع الديمقراطيquot; (القوة السياسية الثانية في البلاد) حول من سينجح في ترجيح كفة المنظمات الجماهيرية لصالحه، في حراك ربطه مراقبون باستعداد الحزبين العضوين فيما يعرف بـ(الائتلاف الحاكم) للظفر بمكانة استيراتجية في الخارطة السياسية لقادم الأيام، والفوز بحرب المواقع تأهبا لانتخابات الرئاسة المزمعة في أبريل/نيسان 2009، في حين قرأ خبراء الشأن السياسي المحلي، تكليف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لرئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى بتمثيله للمرة الثانية على التوالي كممثل شخصي له في محفل دولي خلال أقل من عشرة أيام، على أنّه يؤشر على تحضير هادئ لإدراج الرجل ضمن سيناريو له صلة بأفق توازنات الحكم في المرحلة المقبلة.

وعلى منوال ما شهدته منعطفات سياسية سابقة، تشهد الساحة الجزائرية منذ فترة قصيرة تنافسا غير معلن بين جبهة التحرير بقيادة رئيس الوزراء عبد العزيز بلخادم، وغريمها المباشر quot;التجمع الديمقراطيquot; برئاسة أحمد أويحيى، هذا الأخير ورغم تمظهره ndash;على الورق- كحليف تقليدي للحزب الحاكم، إلاّ أنّه اعتاد على خوض صراعات مزمنة مع شريكه على مدار الأربع سنوات المنقضية.

هذه المرة كانت الشرارة التي تهدد بتفجير ما بقي من الهيكل الزجاجي، هي إقدام quot;التجمع الديمقراطيquot; على إنشاء تنظيم للمزارعين، رغم أنّ هناك اتحادا عاما للمزارعين ينشط منذ عشريات، لكن النفوذ الذي تتمتع به جبهة التحرير عبر الاتحاد المذكور، جعل التجمع يفضل خلق نظير له، تماما كالذي يفعله حزب أويحيى مع منظمات الطلبة والجمعيات الثورية، وكذا التنظيمات النسوية وكل ما يقع تحت مظلة المجتمع المدني، في وقت (يكافح) الحزب الحاكم للحيلولة دون تعاظم دور منافسه المباشر، بتشديد أتباع بلخادم لسيطرتهم على منظمات موصوفة بالعتيدة على غرار اتحاد العمال الجزائريين وغيره، ردا على تعاظم طموح تشكيلة quot;أحمد أويحيىquot;.

وطبعا لا يمكن فصل هذه الحمى، عن سعي كل طرف لتثبيت أقدامه واختيار أفضل رواق لتسويق رؤاه عبر (جماعاته الضاغطة)، حتى يكون للحزبين الرئيسيين في البلاد، وزنهما المطلوب ويتمظهران كلاعبين فاعلين في معادلة الانتخابات الرئاسية المقبلة التي لا يزال يكتنفها غموض كبير على مبعدة عام على الموعد.

بالتزامن، يجمع متابعون للشأن الجزائري، على اعتبار العودة القوية لـquot;أحمد أويحيىquot; إلى صدارة المشهد السياسي الرسمي هناك، وتمثيله الثاني للرئيس الجزائري في اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن، على أنّ له صلة بمحاولة السلطة الفعلية لتعبيد الطريق أمام quot;أحمد أويحيىquot; لأخذ مكانة ذات بال في أعلى هرم البلاد خلال مرحلة ما بعد 2009، وتُلاك أحاديث باحتشام عن احتمال تولي أحمد أويحيى لمنصب quot;نائب رئيس الجمهوريةquot; أو quot;ممثل شخصي دائم للرئيسquot; حال ترسيم التعديلات الدستورية التي قد يُعلن عنها في غضون الفترة القليلة القادمة.