بسبب استبداله العلم الوطني براية سوداء
وزير الداخلية الجزائري يلوّح بمقاضاة حزب معارض
كامل الشيرازي من الجزائر: لوّح وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني، اليوم، بمقاضاة ثاني أكبر حزب معارض في البلاد، بسبب استبداله العلم الوطني براية سوداء، وقال زرهوني بلهجة غاضبة إنّ القانون يعاقب مثل هذا التصرف غير القانوني، مشددا على أنّ السلطات لن تتسامح مع الحزب الأمازيغي المعارض quot;التجمع من اجل الثقافة والديمقراطيةquot; على خلفية قيام الأخير بإنزال العلم الوطني من على واجهة مكتبه المركزي واستبداله بـquot;راية سوداءquot;، وهو سلوك برره قياديو الحزب المذكور بـquot;ما تقتضيه حالة الحداد التي أعلنها الحزب (حزنا) على الديمقراطيةquot;.
ولاحظ وزير الداخلية الجزائري أنّ الأمر quot;لا يستدعي الدهشةquot;، مشيرا إلى أنّ نفس الأشخاص الذين قاموا بعمل فجّر جدلا عارما، هم من صرّحوا قبل سنوات بأنّهم quot;أخطأوا الشعبquot;، في إشارة إلى تصريح أطلقه الزعيم الأمازيغي quot;سعيد سعديquot; بعد حلوله أخيرا في انتخابات الرئاسة سنة 1995.
ويعدّ هذا التصريح الثاني لمسؤول حكومي في غضون 24 ساعة، بعدما أكد quot;محمد تقيةquot; منسق اللجنة الرسمية لمراقبة الانتخابات الرئاسية أنّ إقدام مسؤولي التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالمساس بالراية الوطنية، يعدّ بحسبه quot;مساس بقلب كل مواطن ومواطنةquot;، معتبرا التصرف quot;محاولة خلق نكران للسيادة لدى المواطنينquot;، وأضاف تقية أنه تصرف quot;لا يغتفرquot; وأنّ مرتكبيه quot;سيأخذون حقهم من طرف القانون الذي يعاقب كل من يمس بالسيادة الوطنية وكل رموزهاquot; في إشارة إضافية إلى استعداد من السلطات لتسريع وتيرة دعوى قضائية ضدّ أتباع سعيد سعدي بتهمة quot;الاعتداء والتعدي على أحد الرموز الوطنيةquot;.
وتعليقا من quot;سعيد سعديquot; عن الحملة الرسمية المركّزة ضدّ حزبه إثر قيامه بإنزال العلم الوطني من على واجهة مكتبه المركزي واستبداله بـquot;راية سوداءquot;، رفض سعدي الانتقادات الموجهة له، وتساءل عن سرّ عدم تحريك السواكن من طرف الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني عندما تعلق الأمر باستعمال رموز الثورة انتخابيا.
بالمقابل، اختار رئيس quot;التجمع من أجل الثقافة والديمقراطيةquot;، التصعيد، إذ جدّد مطالبة بوتفليقة بـquot;الدخول إلى بيتهquot; ووجّه انتقادات شديدة اللهجة تجاه الرئيس الحالي الباحث عن افتكاك ولاية رئاسية ثالثة في انتخابات الرئاسة المقررة غدا الخميس.
وبرّر سعدي هذه الدعوة السابقة من نوعها، إلى quot;دور حاكم البلاد في انتقاص ثروات البلادquot; على حد ما ورد على لسان الزعيم المعارض، وأضاف الأخير أنّه وجّه رسالة إلى بوتفليقة جاء فيها quot;حاول أن تكون واضحا، لأنّ الشعب الجزائري لم يعد يخاف، لأنه له الحق في اختيار ممثليه بكل حريةquot;، كما وصف سعدي في الرسالة ذاتها قائد الجهاز التنفيذي quot;أحمد أويحيىquot; بـquot;الوزير الأول ذو الاستعمال الواحدquot;.
وعدّد الزعيم الأمازيغي المعارض مجموعة من المآخذ طبعت مسار الرئيس الجزائري الحالي منذ توليه شؤون الحكم في أبريل/نيسان 1999، وأبدى سعيد سعدي استهجانا للوسائل المستخدمة من طرف الفريق الرئاسي ومؤيديه من أجل استمرار بوتفليقة في الحكم إلى العام 2014، كما اعتبر سعدي أنّ الكيفية التي تمت بها مراجعة الدستور قبل ستة أشهر، وكذا عملية تسيير الواردات المالية للبلاد، إضافة إلى استعمال رموز الثورة الوطنية في الدعاية، تنطوي كل منها على جملة من quot;نقاط الظلquot; وquot;المحاذيرquot;.
وقال سعدي إنّ مقاطعته الرئاسيات هو quot;واجب حضاريquot; على حد تعبيره، وquot;احترام لتاريخ البلادquot; مثلما قال، مشددا على أنّ رفضه الترشح هو امتناع عن التورط فيما نعته quot;سيرك سياسيquot;.
التعليقات