واشنطن: نشرت صحيفة واشنطن بوست إفتتاحية تحت عنوان quot;كلمات جديدة للحربquot;، خصصتها لمناقشة تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تخلت عن استخدام لفظ quot;الحرب الدولية على الإرهابraquo;quot; دون أن توضح مبرر ذلك، مكتفية بقولها quot;أظن أن الأمر واضح ويتحدث عن نفسهquot;.

ولكن إجابة كلينتون أثارت المزيد من الأسئلة: فهل تعتقد الإدارة الأميركية أن الحرب مع القاعدة والجماعات الإسلامية المتشددة الأخرى لا ترقى لمستوى الحرب؟ وهل الخطر الذي تواجهه الأراضي الأميركية أقل في تقدير الرئيس أوباما عن تقدير الرئيس بوش؟ وهل لا تزال الولايات المتحدة تتوقع من حلفائها بالناتو الانضمام إلى هذه الحرب التي تتحدث عن نفسها؟.

وتجيب الافتتاحية بقولها إن شهادة الجنرال ديفيد بيترايوس وميشيل فلاورني، نائب وزير الدفاع لشؤون السياسة، أمام الكونغرس وصفت التهديد الخطير والمستمر من الشبكات الإرهابية. حيث قالت فلاورني إن quot;المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان لا تزال مخبأ آمناً للقاعدة وغيرها من المتطرفين الذين ندرك أنهم يتآمرون ضد المصالح الأميركية وحلفاء أميركا والأراضي الأميركية. ومن ثم فهذا أمر ذو أهمية قومية بالغةquot;.

أما الجنرال بيترايوس فقال إن quot;كل الجماعات الإرهابية معاً تشكل خطرا، وفي بعض الأحيان، خطراً عالمياً حقيقياًquot;. ثم تشير الافتتاحية إلى ما أعلنه الرئيس أوباما في فرنسا بقوله quot;أعتقد أنه من الضروري أن تدرك أوروبا أنه رغم أنني رئيس أميركا الآن وجورج بوش لم يعد الرئيس، فلا تزال القاعدة تشكل خطراًوسيكون ذلك تحدياً صعباً للغايةquot;.

وأضاف أوباما أن البعض يعتقد أنه إذا غيرت الولايات المتحدة سياستها تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو أظهرت المزيد من الاحترام للعالم الإسلامي فستتوقف تلك التنظيمات المتشددة عن تهديدها، ولكن quot;الأمر ليس كذلك فلا نعتقد أنه يمكننا الفوز عسكرياً، غير أنه سيكون هناك عناصر عسكرية. ويجب ألا تتوقع أوروبا من الولايات المتحدة أن تحمل العبء كله على عاتقها وحدهاquot;.

ورغم أن أوباما قال نفس ما قاله سلفه بوش تقريباً، فقد قوبل حديثه بشكل مختلف وبتصفيق الحضور الأوروبيين. وتخلص الافتتاحية إلى أن التهديد quot;مسألة مصالح وطنية هامةquot;، وquot;عالميquot;، ويتطلب استجابة عسكرية بمشاركة الناتو.ومن ثم يبدو أن الحرب الدولية على الإرهاب ستستمر، ولكن بدون ذلك الاسم الذي أساء إلى سمعة الولايات المتحدة أمام العالم، والذي لم يحسن وصف الحرب. فكلمة quot;الإرهابquot; تصف وسيلة الحرب وليس العدو. ثم تختتم الافتتاحية بقولها إن التحدي الذي تواجهه الإدارة الجديدة هو كيفية وصف العدو والحرب ضده بطريقة تعكس مدى أهمية الأمر للأميركيين وللعالم الخارجي، وبطريقة توحد بدلاً من أن تستقطب. وفي هذا الصدد قام الرئيس أوباما بالخطوة الأولى في ستراسبورغ.