أشرف أبوجلالة من القاهرة: تظل قضية المدونين والناشطين السياسيين في أي دولة وبخاصة في المنطقة العربية واحدة من المواد الدسمة التي تهتم الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية بتسليط الضوء عليها. وفي هذا الإطار، خصص موقع شبكة quot;بلومبيرغquot; الإخبارية تقريرا ً علي صدر صفحتها اليوم الثلاثاء أكدت فيه علي أن المدونين المصريين يسعون لجسر الفجوة بين الإسلاميين والديمقراطيين. وفي البداية، حرصت الشبكة علي إبراز حقيقة التباين الذي يفصل بين الرؤي الخاصة بهوية المدونين من مدون لآخر في مصر، وضربت المثل بمدونين أحدهما يدعي مصطفي النجار ndash; وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين ndash; وآخر يدعي محمد شريف ndash; اشتراكي ثوري ndash; وقالت أنه وبالرغم من دورهما المشترك في الحقل السياسي، إلا أن هناك حالة واضحة من غياب في الترابط الفكري بينهما.

وأكد التقرير الذي أورده الموقع علي أن جماعة الإخوان المسلمين، التي تعد نموذجاً للسياسة الإسلامية في الشرق الأوسط، دائما ً ما تكون علي خلاف مع هؤلاء الديمقراطيين الذين يرون أن المكان المفترض للدين هو المسجد وليست قاعات السلطة. ومع هذا، فقد عثر كلا الرجلين علي قضية مشتركة في كفاحهما الذي يرمي إلي تجديد نظام الحكم في مصر. وقد اعتمدوا في ترويج رسالتهم علي المدونات ndash; مثل المئات إن لم يكونوا الآلاف من باقي النشطاء السياسيين الشبان ndash; الذين يتفقون علي ضرورة تغيير نظام الحكم في مصر، وإنهاء حالة العداء التاريخية بين الإسلاميين والديمقراطيين العلمانيين التي أدت لانقسام السياسة العربية بصورة حادة علي مدار مائة عام.

وأضاف التقرير أن النجار، 29 عام، وشريف، 23 عام، أصبحا معروفين من خلال مدوناتهم الإلكترونية ويصفون أنفسهم بالأصدقاء الجدد. ومن خلال المقابلات التي أجراها معهم الموقع داخل مقاهي علي الجانبين المتقابلين للقاهرة، أظهر العديد من المشاعر المشتركة. ونقل الموقع عن النجار الذي يعمل طبيب أسنان قوله :quot; لا بد لنا من التوصل إلى أرضية مشتركة. وعلينا أن نفهم أن تحقيق الديمقراطية أمر أكثر أهمية من الحفاظ على الأيديولوجيات القديمةquot;. كما أشار الموقع إلي أن مدونته مزينة بغصن زيتون ويظهر بها دائما ً صورة لشخص وهو يصلي. في حين قال شريف ويعمل فني كمبيوتر بالحكومة :quot; لا يمكننا أن نكون معاديين لبعضنا البعض طوال الوقت، وأعتقد أن بإمكان الديمقراطية احترام المعتقدات الخاصة بالأشخاص، طالما لم يتم فرضهاquot;.
وأشار التقرير أيضا ً إلي أن كلا الرجلين لا يمثلان تهديدا ً وشيكا ً علي حكم مبارك أحادي الحزب أو علي التطلعات الخاصة بجماعة الإخوان ndash; أكبر قوي المعارضة في مصر ndash; ولا علي عزمها إنشاء ثيوقراطية في أكبر بلد من حيث عدد السكان داخل العالم العربي. وعلي الرغم من ذلك، فإنهم يمثلون نموذجا ً لفئة من الشباب المصري الذي يتحدي النظرية التي تقول أن الديمقراطيين العلمانيين والنشطاء الإسلاميين يخوضان نضالا ً غير قابلا ً للتغيير. ونقل الموقع أيضا ً عن هالة مصطفي، رئيس تحرير مجلة laquo;الديمقراطيةraquo; قولها :quot; من الضروري أن يكون في مصر مثل هذا النشاط الاحتجاجي وهذا بحثا ًعن الأفكار الجديدة. وهذا يعد تطور حقيقي، حيث سيساعد علي ظهور جديد الذي لا ينتمي سواء للتيار الليبرالي أو للتيار الإسلاميquot;.

كما تحدث التقرير عن سبل التعاون التي قام بها كلا من الإسلاميين والديمقراطيين لإنهاء السيطرة البريطانية علي نظم مصر المالية وإدارتها المدنية وقواتها المسلحة في الفترة ما بين عامي 1922 و 1952. لكنهما انقسما بعد ذلك حول مستقبل البلاد. كما اعترف كلا من النجار وشريف علي أن فرصة تحقيق تغيير علي المدي الزمني القصير تبدو محدودة. أما بالنسبة للانتخابات البرلمانية المقبلة المزمع عقدها في عام 2010، وكذلك الانتخابات الرئاسية التي ستقام في عام 2011. فإن اللوائح المعمول بها منذ عام 2006 تؤكد علي أن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم سوف يهيمن من الناحية العملية. كما حرص نجار وشريف في النهاية علي إبراز نبذهم للحكم الإسلامي في مصر. وقال النجار :quot; من الأفضل إقامة دولة مدنية تحتوي علي مرجعيات إسلاميةquot;. وأضاف شريف :quot; علينا أن نعترف بأن مصر هي دولة ذات أغلبية مسلمة، وتتزايد فيها معدلات الروحانيات الدينيةquot;.