يبحث مع مبارك ملفات القرصنة ومؤسسات الدولة والمصالحة الوطنية
رئيس الصومال يصل الى القاهرة في أول زيارة خارجية منذ توليه منصبه

نبيل شرف الدين من القاهرة: وصل إلى القاهرة اليوم الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد في زيارة تستغرق يومين، يستقبله خلالها الرئيس حسني مبارك وعدد من كبار المسؤولين في مصر لبحث تطورات الأوضاع في الصومال، فضلاً عن سبل مكافحة القرصنة في البحر الأحمر .

وهذه هي الزيارة الأولى من نوعها للرئيس الصومالي منذ توليه مهام منصبه حيث يجري محادثات مع كبار المسؤولين المصريين، وصرحت السفيرة مني عمر ، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية أن زيارة شيخ شريف لمصر سوف تستمر ثلاثة أيام ، مؤكدة حرص مصر على دعم جهود المصالحة الوطنية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في الصومال .

من ناحية أخرى، قالت عمر إن مصر تجري اتصالات حاليا مع دول الاتحاد الأوروبي بهدف إقامة تعاون ثلاثي لصالح دول منطقة القرن الأفريقي وخاصة الصومال، وأشارت إلى أن من المقرر أن تشارك مصر في مؤتمر الدول المانحة للصومال الذي سيعقد الخميس القادم بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وقالت إن مصر لعبت دورا كبيرا في نجاح شيخ شريف أحمد وكانت من الدول المشاركة في اجتماعات جيبوتي التي تم خلالها انتخاب شيخ شريف رئيسا للصومال .

أما عبد الله حسن سفير الصومال ومندوبها الدائم لدي جامعة الدول العربية إن الرئيس الصومالي سيناقش مع الرئيس مبارك سبل تحقيق الوفاق الوطني في الصومال، وتتناول المباحثات قضية القرصنة قبالة السواحل الصومالية على البحر الأحمر .

تجدر الإشارة إلى أن شيخ شريف قد زار مصر أكثر من مرة على مدار العامين الماضيين حينما كان يرأس تحالف تحرير الصومال المعارض، وهي الفترة التي شهدت مفاوضات مطولة بين التحالف والحكومة الانتقالية السابقة تحت رعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة مباشرة من مصر وعدد من الدول المهتمة بالشأن الصومالي، وأسفرت في النهاية عن التوقيع على اتفاق جيبوتي في أيار (مايو) 2008، وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة شريف أحمد .

الأمن والقرصنة

من جانبه أشار المتحدث الرئاسي المصري إلى أن الرئيس مبارك أبدى مساندة القاهرة لنشر قوة أفريقية لحفظ السلام في الصومال، تنفيذا لقرار الاتحاد الأفريقي في هذا الخصوص الذي جرى اتخاذه في أيلول (سبتمبر) الماضي، والذي عضده قرار مجلس الأمن رقم 1725 .

أما جامعة الدول العربية فقد طالبت جميع الأطراف المعنية بالأزمة الصومالية إلى استئناف المفاوضات التي ترعاها الجامعة بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي في هذا الصدد، وأكدت سعيها لدفع المجتمع الدولي على المساعدة في تحقيق الأمن والاستقرار والمصالحة المنشودة في الصومال، لافتة إلى أن مبادرتها بالتعاون مع الايغاد مازالت قائمة لتحقيق المصالحة في الصومال مؤكدا السعي الجاد لتأمين عناصر النجاح لهذه المبادرة .

ومقابل وجهة النظر المتسمة بالتفاؤل، فقد تحفظ محللون سياسيون ومراقبون للشأن الصومالي إزاء إمكانية التوصل إلى حل جذري ودائم، مشيرين إلى أن الأسباب الأساسية والأوضاع التي أدت إلى نشوب الأزمة الصومالية منذ البداية مازالت قائمة إن لم تكن قد تفاقمت على ضوء الأطماع الإقليمية لبعض الدول الكبرى في الصومال الذي يتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية بمنطقة القرن الأفريقي الواعدة باكتشافات بترولية هائلة محتملة .

وحذر هؤلاء المراقبين من أن الصومال سيظل مسرحا للفوضى وأرضا خصبة لتفريخ quot;المتشددينquot; ما لم يتم التوصل لحلول جذرية للأسباب الحقيقية التي أدت إلى ظهور المحاكم الإسلامية .

كما اعتبر المراقبون المحاكم الإسلامية مجرد جماعة قامت بدور لا يختلف عن الدور الذي كان يقوم به أمراء الحرب الذين نجحت في القضاء عليهم ربما باستراتيجية أخرى بعزفها على وتر العواصف الدينية .

ووفقاً لإحصائيات دولية فإن أكثر من 30 مليون دولار أميركي حصل عليها قراصنة الصومال العام الماضي ومازالت بحوزتهم 20 سفينة وأكثر من 300 رهينة، واستطاع القراصنة تطوير أدائهم وتكتيكاتهم، بل وتغيير مسرح عملياتهم وتوسيع نطاقه من خليج عدن إلى المحيط الهندي، واستخدموا أحدث الوسائل التكنولوجية بما فيها الاتصال عبر الأقمار الصناعية ليس هذا فقط بل إن هناك تحالفا تكتيكيا بين القراصنة والميليشيات المسلحة التي تعيث فساداً في القرن الأفريقي .

تجدر الإشارة إلى أن الصومال يشهد حربا أهلية دامية منذ العام 1991 وتبدو الحكومة الانتقالية التي شكلت عام 2004 عاجزة عن إرساء النظام في ما تستمر المحاكم الإسلامية في توسيع نفوذها هناك.