نضال وتد من تل أبيب: أكد عضو الكنيست أحمد الطيبي، في حديث خاص مع إيلاف أن التصريحات الإسرائيلية عن نية الحكومة الانسحاب من قسم من قرية الغجر هي مجرد مناورة إعلامية تهدف بالإساس إلى تبيض صفحة حكومة نتنياهو وخلق وهم بحراك سياسي على مسار واحد على الأقل.

وقال الطيبي : quot;إن قرية الغجر قد احتلت عام 1967، وهي أراض محتلة مثل باقي الأراضي السورية واللبنانية والفلسطينية المحتلة، ومن يريد الانسحاب عليه الانسحاب من كافة هذه الأراضي. فقضية الغجر ومسألة الانسحاب منها لم تبدأ مع نتنياهو، وهي جاءت الآن بعد أن قام المبعوث الأميركي ، جورج ميتشيل بعرض هذا المطلب في سياق تطبيق قرار مجلس الأمن الخاص بوقف الحرب على لبنان والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية. وأوضح الطيبي أنه كان هناك اتجاها مبدئيا في هذا السياق منذ حكومة أولمرت حيث تم في حينه تشكيل طاقم خاص لهذه الغاية. واكد ان التسريبات الإسرائيلية الجديدة هي مناورة لظهار وجود حراك سياسي يسبق زيارة نتنياهو إلى واشنطن.

وقال الطيبي ردا على سؤال حول علاقة هذه التصريحات بمحاولة إسرائيل دق أسافين بين لبنان وسوريا، وصرف النظر عن المسار الفلسطيني: إنه توجد داخل الحكومة الإسرائيلية عدة توجهات، فهناك من يفضل المسار السوري على المسار الفلسطيني، وهناك من يرى بأن الأولية يجب أن تكون للمسار الفلسطيني، لكن الحقيقة هي أن حكومة نتنياهو غير راغبة وغير قادرة على القيام بما يترتب على إحراز تقدم في هذه المسارات، فالثمن الذي ستدفعه معروف سواء على المسار اللبناني أو المسار السوري أو الفلسطيني وهو الانسحاب من كافة الأراضي المحتلة. وحتى لو انسحبت من نصف قرية الغجر، فإن المطلب الأساسي سيبقى كما هو وهو تحقيق الانسحاب التام.

واشار الى ان الحكومة الإسرائيلية تحاول باستمرار خلق وهم بتحرك ما وبليونة في المواقف المعلنة، فهي ستقول الآن أنها انسحبت خطوة، وهكذا عبر اللجوء للتسويف والمماطلة وخلق وهم إعلامي بحراك موهوم هو غير قائم أصلا، فأغلبية الوزراء في الحكومة ونتنياهو على رأسها يفضلون الإبقاء على الوضع الراهن، مع أداء أعلامي يوحي بحركة ما.

وتعقيبا على التصريحات التي نسبت لنائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيلون من أن إسرائيل تقبل بمبدأ حل الدولتين قال عضو الكنيست الطيبي: لقد أصبح اصطلاح الدولة الفلسطينية عندما يخرج من الجهات الإسرائيلية، وخصوصا اليمين الإسرائيلي مسخ، ففي الماضي كان هذا المصطلح ممنوعا من التداول، وشارون هو أول من أعاده في خطاب اليمين الإسرائيلي، لكن نتنياهو، مثلا لم يقل عبارة الدولة الفلسطينية لغاية الآن، وهم يتحدثون عمليا عن دولة كانتونات، دولة مسخ فاقدة للسيادة والاستقلال وحرية الحركة، وسيطرة إسرائيلية على حدود هذه الدولة، أي أنهم يتحدثون في الواقع ليس عن إنهاء الاحتلال وإنما إعادة تنظيم الاحتلال.

وتطرق الطيبي في هذا السياق إلى الدور السياسي الذي يلعبه الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، في تسويق أفكار وسياسات نتنياهو، لافتا إلى أن القانون الإسرائيلي، يمنع الرئيس الإسرائيلي من الخوض في سياسة الدولة، بل إن وظيفته هي رسمية رمزية وتمثيلية وليست وظيفة تنفيذية. وأشار الطيبي إلى أن شمعون بيرس يعود لنفس أسلوبه القديم باعتباره المسوق الأول لحكومة نتنياهو، وقد بذل جهدا كبيرا لإشراك حزب العمل في الحكومة، وتدخل تدخلا سافرا، خلافا لنصوص القانون.

إلى ذلك لفت الطيبي إلى أن الدورة الصيفية، للكنيست، والتي تبدأ أعمالها اليوم ستكون دورة ساخنة من حيث ازدياد عنصرية اليمين الإسرائيلي والتشدد الإسرائيلي ، معتبرا أن الكنيست الحالية التي تمخضت عن الانتخابات النيابية الإسرائيلية ( أجريت في الثامن من شباط الماضي) هي الأكثر عنصرية وتطرفا في إسرائيل، فهي تشمل في صفوفها نوابا وأعضاء كنيست يجهرون بعدائهم وعنصريتهم تجاه العرب، كما أنها تنطوي على أغلبية مساندة لسياسة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في القدس والمنطقة إي1 وأبو ديس، ناهيك عن تفشي مواقف عدائية للعرب في إسرائيل على ضوء صعود قوة ليبرمان، وهو ما ينبئ بازدياد الهجمة على الفلسطينيين العرب في إسرائيل، وبأن تشهد الكنيست مواجهات ساخنة مع النواب العرب. وأشار إلى إن انضمام حزب العمل بقيادة براك إلى حكومة نتنياهو ، أضعف فرص إسقاط الحكومة الحالية.