الحريري: إنفتاح أوباما على إيران ومصالحة سوريا والسعودية لمصلحة لبنان أوباما سيطلق حوارا مع سوريا ينأى بها عن إيران
فالح الحمراني من موسكو: يُجمع غالبية المراقبون على أن دمشق تتجه لاستثمار إنتعاش العلاقات مع أنقرة لاستعادة موقعها الاقليمي وفتح صفحة جديدة بالعلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية. واعتبرمحللون سياسيون ان تنشيط االعلاقات السورة التركية قد يمنح الاولى فرصة لإستعادة تأثيرها السياسي في الشرق الاوسط وتحسين علاقاتها مع واشنطن، بيد انهم يستبعدون ان ينعكس ذلك التطور على سير المفاوضات غير المباشرة لدمشق مع اسرائيل. فثمة شكوك في ان توافق اسرائيل على قبول وساطة تركيا بعد الازمة في منتدى دافوس.
ونقل تقرير بالروسية عن quot;خلدون الاسودquot; لمعهد دمشق لحقوق الانسان ان quot;سوريا تحاول تبديل مصدر دعمها، وان تحسّن عن طريق تركيا علاقاتها مع الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة.quot;واشار التقرير الى المناوارت العسكرية المشتركة التي جرت على الحدود التركية السورية خلال الاسبوع الماضي وكذلك الى زيارة الرئيس التركي عبد الله غول المرتقب لدمشق في اواسط مايو. وقال كل هذه مؤشرات على دفء العلاقات بين انقرة ودمشق.
ويذكر ان علاقات سوريا وتركيا اتسمت في نهاية التسعينيات بالتوتر بعد لجؤ رئيس حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجالان الى سوريا. ولم تنفرج العلاقات الا بعد طلب دمشق من اوجلان مغادرته الاراضي السورية ومن بعد اعتقلته الاستخبارات التركية في بلد ثالث. ونقل التقرير عن خبير دراسة السياسة السورية quot;نيل كوليامquot; ان علاقات سوريا وتركيا تظل هشة بسبب ادعاءات الطرفين بحقهم في اقليم حتاي وخلافاتهم حول استخدام الموارد المائية.
كما يرى المراقبون بان سوريا وتركيا رغم ذلك تفهمان الاهمية الاستراتيجية في علاقاتهما وخاصة في قضية اعادة الامن في العراق وكذلك في معالجة النزاع العربي الاسرائيلي. ويعتقد كوليام وهو كبير المحللين في قضايا الامن والسياسة في الشرق الاوسط لمركز مراقبة المخاطر البريطاني: ان تحسن العلاقات مع تركيا يعني بالنسبة لسوريا إعادة الاولية السياسية والدبلوماسية في الشرق الاوسط التي فقدتها بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق حريري. مشيرا الى وجود دوائر تشتبه لحد الان بتورط دمشق باغتيال الحريري الذي كان يقف ضد التدخل السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية، ولا يستبعد كيوليام محاولة سوريا البرهنة للولايات المتحدة ان تحقيق السلام في النزاع العربي الاسرائيلي غير ممكن بدون مشاركة دمشق. وقال كيوليام ان quot;سوريا سوف تستخدم علاقاتها مع تركيا، بهذا الصدد، كمفتاح لإدارة أوباما.quot;
وقال التقرير انه ورغم الاشارات التي بعثت بها الادارة الجديدة لدمشق الان ان العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة لم تزل متوترة وجرى تجسيد ذلك من خلال تمديد الرئيس باراك أوباما العقوبات المفروضة على دمشق، بسبب الشراكة الاستراتيجية لدمشق وطهران ودعمها المنظمات غير الحكومية التي تتبنى اسلوب الكفاح المسلح. وعلى حد رأي الخبير التركي بهادير كوج ان سوريا تجد في تركيا ايضا quot; نافذة إلى أوروبا والولايات المتحدة على السواءquot;، نظرا لعلاقات انقرة الوثيقة مع الغرب.
بيد ان المراقبين يرون انه لم يعد بامكان تركيا ان تكون لاعبة رئيسية في المفاوضات السورية الاسرائيلية، بعد انتقاد الرئيس التركي للوزراء في منتدى دافوس الممارسات الإسرائيلية في غزة. ويضيف quot;ان اسرائيل قد تبدا بفعل الضغط الأميركي المفاوضات مع سوريا الا انه من السايق لاوانه التعرف على مكان ودور تركيا فيهاquot;.
التعليقات