رامبا (الهند): أطاح المزارعون الهنود الفقراء قبل خمس سنوات بالحكومة بقيادة الهندوس القومين وذلك لان شعار quot;الهند الساطعةquot; كان ينظر اليه على أنه ينطبق فقط على الطبقة المتوسطة في المدن.

لكن الاوضاع تغيرت الان مع اقتراب الانتخابات العامة الحالية في الهند بعد ازدهار الريف بينما يكافح الهنود من سكان المدن حتى لا يسقطون بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي.

ويبتسم سحاب سينغ وهو مزارع للقمح والارز يبلغ من العمر 38 عاما وهو يقول وسط حقله الذي تمتد مساحته الى 42 هيكتارا في ولاية هاريانا الشمالية القريبة من العاصمة نيودلهي quot;الحياة جيدة ولا يوجد الكثير للشكوىquot;.

ولا تنطبق على سينغ الصورة المتعارف عليها للمزارع الهندي فهو غني ويذهب أولاده الى المدرسة في سيارة كما أن لديه منزلا كبيرا.

وساهمت الامطار الجيدة والمساعدات المالية التي تقدمها الحكومة والانتعاش الاقتصادي في الريف في اثراء ملايين المزارعين على مدى السنوات الخمسة المنصرمة مما أدى الى رفع أسعار الدراجات البخارية والهواتف المحمولة في قطاع يمثل قرابة ثلثي سكان الهند البالغ عددهم أكثر من مليار شخص.

وقد تكون أصوات المزارعين مفتاح الفوز في الانتخابات العامة حيث من الممكن أن تذهب أصوات سكان المناطق الريفية الذين تمتعوا بالرخاء مؤخرا الى التحالف الحاكم بقيادة حزب المؤتمر وهو يكافح المعارضة بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي.

واذا لم تسفر الانتخابات التي تستمر شهرا عن فوز بأغلبية ساحقة كما هو متوقع عند فرز الاصوات يوم 16 مايو أيار فستوجه دعوة للحزب الذي لديه أكبر عدد من المقاعد في البرلمان الجديد حتى يشكل حكومة.

ويتمتع حزب المؤتمر الذي حكم الهند قرابة أربعين عاما من بين 60 عاما منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1947 بدعم قوي في الريف. لكن الحزب فقد في السنوات القليلة الماضية هذه القاعدة مع ظهور أحزاب اقليمية وأخرى ينتمي غالبية أعضائها الى طبقة المنبوذين مما يجعل معركة أصوات الناخبين في الريف الهندي غير محسومة.