الصومال: اتهام قيادي إسلامي بمحاولة الانقلاب

مقديشو: حارب مقاتلون إسلاميون موالون للحكومة مقاتلي تنظيم الشباب المتشدد في الصومال اليوم الاربعاء على الرغم من مناشدات من أرجاء العالم بوقف أسوأ قتال تشهده البلاد منذ شهور. واجتذب الصراع المستمر منذ سنوات طويلة مسلحين أجانب وشهد 15 محاولة لتشكيل حكومة مركزية وقتل خلاله عشرات الآلاف وتسبب في تشريد الملايين وأوجد فراغا أمنيا أدى الى ظهور أعمال قرصنة وانشطة اجرامية أخرى.

ومنذ مطلع الاسبوع هزت قذائف المورتر ونيران البنادق الآلية العاصمة مقديشو اذ يسعى متمردون إسلاميون لاسقاط حكومة الرئيس شيخ شريف أحمد. وأسفر الصراع عن مقتل 113 مدنيا على الاقل وفرار الالاف من المدينة. وقال ياسين علي جيدي نائب رئيس مجموعة علمان للسلام وحقوق الانسان بمقديشو quot;التوتر شديد ويتوقع مقتل او اجلاء مزيد من الناس هذا الشهر.quot;

واضاف quot;الجماعات القوية تواجه بعضها البعض في المدينة.quot; وابلغ رويترز ان عدد القتلى والمصابين في الاسبوع الاول من مايو ايار فاق عددهم في الشهور الاربعة الماضية. وقال شهود ان اشتباكات ضارية وقعت بين الشباب وميليشيا أهل السنة وهي ميليشيا إسلامية أكثر اعتدالا في وسط وجنوب البلاد اسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الاقل امس الثلاثاء في بلدة مهاس.

وقال ادن حسين وهو من السكان المحليين في مكالمة هاتفية من مهاس التي تقع جنوب غربي البور احدى معاقل الشباب الكبرى منذ 2006 quot;اقتحم مقاتلو الشباب مسجدا للاحتماء به ولكن السكان ظلوا يطلقون النار عليهم بقذائف صاروخية.quot; وأضاف أن زعماء قبائل محليين تدخلوا في وقت لاحق وأقنعوا مسلحي الشباب بالقاء أسلحتهم. وقال سكان ان المتمردين وعددهم 126 احتجزوا لفترة وجيزة ثم أطلق سراحهم.

وفر الآلاف من اجزاء من شمال مقديشو في الايام الاخيرة. وهزت اشتباكات عنيفة نفس المنطقة مرة اخرى. ولم تتوفر على الفور تفاصيل بشأن تلك الاشتباكات. وأدانت الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة أعمال العنف ودعت لتأييد الحكومة الجديدة التي تشكلت في يناير كانون الثاني الماضي. وقال رامتاني لامامرا مفوض الاتحاد الافريقي لشؤون السلم والأمن للصحفيين في أديس أبابا ان من المتوقع انضمام المزيد من قوات حفظ السلام الى قوة قوامها 4300 جندي من قوات الاتحاد تضم بورونديين وأوغانديين موجودة حاليا.

وأضاف quot;حصلنا على تعهد من بوروندي بارسال كتيبة أخرى. وبتعهد سيراليون يصل العدد الى نحو ستة الاف جندي. سيصلون في أقرب وقت ممكن.quot; وقال احمد ولد عبدالله مبعوث الامم المتحدة الخاص للصومال انه يتعين توجيه اهتمام أكبر لمكافحة الانشطة الاجرامية. وجمعت عصابات اجرامية وميليشيات ومسلحون ملايين الدولارات عن طريق الخطف والابتزاز والتجارة غير المشروعة والقرصنة خلال 18 عاما من الفوضى في البلاد. وأبلغ مبعوث الامم المتحدة الصحفيين في العاصمة الاثيوبية quot;تأخر الوقت كثيرا لمعالجة الانشطة الاقتصادية والمالية والاجرامية المعلقة بالازمة الصومالية. أننا لا نرى سوى الازمة السياسية.quot;

وأضاف ان الحكومة quot;قد تكون ضعيفة وهي ضعيفة. لكن الابقاء على فكرة انه صراع أهلي لاعتبارات سياسية أمر في غاية السهولة. القرصنة ساعدت كثيرا في جذب الانتباه الى الجانب المالي لهذه الازمة.quot; ويعاني الصومال من الصراع منذ عام 1991 عندما أطاح قادة ميليشيات بالديكتاتور محمد سياد بري ثم بدأوا في محاربة بعضهم البعض. وذكرت جماعة علمان ان الصراع اسفر عن مقتل نحو 17714 مدني واصابة 30 الفا منذ بداية عام 2007.