دمشق:فيما نفى مصدر عسكري سوري ما تناقلته وسائل إعلام حول إلغاء صفقة طائرات حربية روسية إلى سوريا، تضاربت الأنباء ذاتها حول الأسباب وراء ما زعمت أنه quot;إلغاءquot; للصفقة. بداية، نفى مصدر عسكري سوري ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن إلغاء صفقة طائرات حربية روسية لسوريا وعزت ذلك لضغوط إسرائيلية على روسيا، مشيراً إلى أن هذه الأنباء تأتي في إطار التشويش والإساءة للعلاقات بين البلدين. وأكد المصدر في تصريح له السبت أن هذا النبأ، الذي نقلته وسائل الإعلام نقلا عن صحيفة روسية، عار عن الصحة ويأتي في إطار محاولة التشويش والإساءة إلى علاقات الصداقة والتعاون المتميزة القائمة بين سوريا وروسيا الاتحادية، وفقاً لوكالة الأنباء السورية quot;سانا.quot;

وتأتي هذه الأنباء وسط أنباء أخرى حول أن روسيا ستفتتح قريباً قاعدة بحرية لها في سوريا، الأمر الذي قد يصب في اتجاه تعزيز العلاقات العسكرية أكثر من أي وقت مضى.وكانت صحيفة quot;كوميرسانتquot; الروسية قد ذكرت في عددها الصادر في العشرين من مايو/أيار الجاري نقلاً عن مصدر قريب الصلة بمؤسسة quot;روس أوبورون إكسبورتquot;، التي تدير صادرات السلاح الروسية قوله، إنه لا يستبعد إمكانية أن تتراجع روسيا عن تنفيذ صفقة المقاتلات مع سورية استجابة لضغوط إسرائيلية.

فقد ذكرت مصادر عسكرية روسية أن موسكو ودمشق لم تتفقا حول تزويد الأخيرة بمقاتلات quot;ميغ - 31 أquot; رغم الاهتمام السوري الكبير بها، مشيرة إلى أن أسباباً سياسية من بين أسباب توقف المحادثات. غير أن مصدراً في وزارة الصناعة الروسية أعرب عن اعتقاده بأن السبب في تعليق الصفقة هو افتقار الجانب السوري للموارد المالية المناسبة لسداد قيمتها.

كما صرح مصدر في وزارة الدفاع الروسية في حديث لوكالة نوفوستي في العشرين من هذا الشهر، بأن العقد الموقع مع سورية لتجهيزها بعدد من مقاتلات quot;ميغ - 31quot; الروسية لم ينفذ لعدم تسوية المسائل المالية المتعلقة به، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية quot;نوفوستي.quot; هذا وأفادت أنباء أن إدارة مصنعquot;سوكولquot; الروسي، أوقف العمل على إعداد طائرات مقاتلة للتصدير إلى quot;الخارجquot;، مشيرة إلى أن على الجمعية العمومية للشركة، التي تدير المصنع، أن تتخذ قراراً بهذا الشأن في 29 مايو/أيار الجاري.

ورغم أن الأنباء لم تحدد الجهة التي يجب أن تستلم هذه الطائرات، إلا أن خبراء يعتقدون أن الجهة المقصودة هي سوريا، التي كانت قد تعاقدت على شراء ثماني طائرات من طراز quot;ميغ-31 أquot; بقيمة 400 إلى 500 مليون دولار في عام 2007.

وتأتي هذه الأنباء وسط تقارير مختلفة بشأن التعاون العسكري بين دمشق وموسكو، ففي حين ذكرت أنباء أن روسيا تنشط التعاون العسكري والتقني مع سوريا، إلى جانب دول أخرى، كشفت أنباء نشرت مؤخراً عن نية موسكو في إقامة قاعدة بحرية لها على السواحل الشرقية للبحر المتوسط، لتكون بديلاً لقاعدتها البحرية في الأراضي الأوكرانية في البحر الأسود.

فقد أعلنت روسيا أنها تدرس إمكانية نقل قاعدتها العسكرية في البحر الأسود إلى ميناء طرطوس السوري على البحر المتوسط، خلال أقل من عشرة أعوام. ونقلت quot;نوفوستيquot; عن قائد القوات البحرية الروسية، ليونيد إيفاشوف، أن القوات البحرية الروسية قد تنقل وحدات من قاعدة 'سيفاستوبول' في أوكرانيا على البحر الأسود، إلى البحر المتوسط، عند انتهاء العمل باتفاقية تأجير القاعدة لروسيا عام 2017.

يشار إلى أن أوكرانيا كانت قد عبرت عن عدم رغبتها في تمديد العمل بهذه الاتفاقية. وعبر إيفاشوف عن تلك الأفكار عندما قال إنه لا يوجد في البحر المتوسط قاعدة عسكرية يمكنها إيواء وحدات بحرية روسية حالياً، باستثناء ميناء طرطوس السوري، موضحاً أن إيواء سفن عسكرية هناك يعد أمراً صعباً، حيث لا يوجد في طرطوس سوى ورشة واحدة فقط لإصلاح السفن العسكرية.

يذكر أن هذه الورشة تابعة للأسطول منذ عهد الاتحاد السوفيتي السابق، ويضم مرسى خاصاً بالسفن العسكرية الروسية، غير أن تقارير أفادت بأن خبراء روس يقومون حالياً بتوسيع ميناء اللاذقية السوري، وإنشاء رصيف جديد هناك. وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد زار موسكو في 21 أغسطس/آب الماضي، حيث اجتمع إلى نظيره الروسي، ديمتري مدفيديف، وسط حديث عن صفقات تسلح وتعاون عسكري.

ونفت دمشق آنذاك صحة ما نقلته بعض التقارير الصحفية حول موافقتها على نشر صواريخ quot;اسكندرquot; الروسية فوق أراضيها، رداً على المحاولات الأمريكية لنشر الدرع الصاروخية في عدد من دول أوروبا الشرقية سابقاً.
وأوضح مصدر رسمي سوري أن الموضوع quot;لم يطرح إطلاقاً أثناء المحادثات.quot;