لندن: تشهد الساحة السياسية العراقية حراكا استعداداً لتحالفات جديدة على إثر الانتخابات المحلية التي أجريت في يناير (كانون الثاني) الماضي، واستعداداً للانتخابات النيابية في يناير المقبل. وشكلت استقالة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي من الأمانة العامة للحزب الإسلامي مفاجأة في بغداد، حيث أعلن التزامه بالعمل الحكومي من دون توضيح مستقبله السياسي الحزبي وتأثير ذلك على تبوئه منصباً حكومياً مستقبلاً. وأثيرت تساؤلات حول تزامن استقالة الهاشمي مع اعترافات لشخص تعتقله السلطات العراقية وتقول إنه المدعو أبو عمر البغدادي، أمير التنظيم الذي يطلق على نفسه quot;دولة العراق الإسلاميةquot; المرتبط بquot;القاعدةquot;، وزعم فيها أن للحزب الإسلامي علاقة بـquot;القاعدةquot;.

وفي مقابلة مع quot; الشرق الأوسط قال الهاشمي في معرض رده على سؤال لماذا قرر التنحي عن الأمانة العامة للحزب الإسلامي الآن، قال quot;إن هذه هي المرة الثالثة التي أقدم فيها استقالتي من الأمانة العامة، وقد حان أوان قبولها بعد أن أشرفت دورة المكتب السياسي البالغة أربع سنوات على الانتهاء في 15 يونيو (حزيران) 2009.quot;

وقال الهاشمي حول تقارير عن ربط التنحي مع اعترافات quot;أبو عمرquot; البغدادي وقوله إن هناك صلة بين الحزب الإسلامي وبعض عناصر quot;القاعدةquot;، قال quot;هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها الحزب الإسلامي العراقي ظلماً بارتباطات بـquot;القاعدةquot; وربما لن تكون الأخيرة، وفي هذا المجال لا انحي باللائمة على الذين يكذبون على شعبهم ويروجون لمزاعم هم أول من يعلم ببطلانها.

وعن تداعيات تصريحات البغدادي على الحزب الإسلامي أكد الهاشمي انه لا يحق له الحديث نيابة عن الحزب الإسلامي من الآن فصاعداً، ومع ذلك اعتبر ان الضجة الإعلامية زوبعة في فنجان، هي وسيلة ضغط سياسية، لا مغزى أمنيا لها، وهي ورقة للمساومة لكي يتخلى الحزب عن دوره في محاربة الفساد وملاحقة المفسدين من خلال حملات الاستجواب التي يقودها مجلس النواب بإدارة رئاسته المهنية الممتازة. ووصف علاقته بالحزب الاسلامي انها طيبة، وقال ان هناك اختلافات في وجهات النظر واكد انها مسألة طبيعية ومرغوبة جداً في العمل السياسي.

وعن أهمية التفرغ للعمل الحكومي قالquot;بات من الصعب علي الإيفاء بمستلزمات إدارة منصبي في الدولة ومنصبي في الحزب بعد أن تشعبت مهامي ومسؤولياتي وتنوعت في كلا الاتجاهين. وعُرضت علينا خيارات عديدة في هذا المجال، لكنني مطمئن جداً اليوم ومقتنع أن خيار الاستقالة وعدم الترشيح لرئاسة الحزب مجدداً كان الأفضل، وهذا ليس بدعاً في العمل السياسي فبعض من دساتير الدول المتقدمة تؤكد على أهمية الفصل بين العمل الحزبي والعمل في مناصب قيادية في الدولةquot;.

وعند سؤاله عن استعدادته للانتخابات العامة القادمة أكد أنه من السابق لأوانه التعليق على هذه المسألة، وأنه في مرحلة مراجعة، وأمامه خيارات عديدة في العمل السياسي، أكد انه يدرس العديد من الدعوات الشعبية والجماهيرية التي ترد إلينا من محبين ومؤيدين من محافظات العراق كافة. وأكد الهاشمي الخارطة السياسية في العراق ستتغير كثيراً خلال الأشهر القليلة القادمة، والكثير من الكتل ستعيد قراءة واقعها وتقوم بعملية مراجعة وبالتأكيد جبهة التوافق واحدة من هذه الكتل.