رشح المالكي لاظهار العراق موحدا في قراراته ومواقفه
الهاشمي يعتذر عن ترؤس وفد بلاده للقمة العربيةاللاتينية
أسامة مهدي من لندن : اعتذر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي عن ترؤس وفد بلاده الى القمة العربية اللاتينية التي ستعقد بالدوحة الثلاثاء المقبل مرشحا بدلا منه رئيس الوزراء نوري المالكي الذي وصل الى الدوحة اليوم للمشاركة في القمة العربية التي تعقد هناك غدا حيث يتطلع العراق الى قرارات او توصيات بالغاء ديونه العربية وافتتاح سفارات بقية الدول العربية في بغداد وتعزيز عملية المصالحة بين فرقائه السياسيين ومساهمة الشركات والمؤسسات العربية واللاتينية في اعادة أعماره .

وفي رسالة وجهها الهاشمي الى الرئيس جلال طالباني شكره فيها على تسميته رئيسا لوفد العراق في مؤتمر القمة العربية الاميركية اللاتينية في الدوحة الثلاثاء المقبل و quot;اعتذر الاستاذ عن هذا التكليف على خلفية الحاجة الماسة لتقليص نفقات الدولة خصوصا وان هنالك وفدا سيمثل العراق في مؤتمر القمة العربية في الدوحة بتاريخ 30 اذارquot; كما قال مكتبه . واكد الهاشمي في رسالته المكتوبة اهمية ان يمثل العراق وفد واحد في كلا المؤتمرين لإظهار العراق منسجما موحدا في قراراته ومواقفهquot; في اشارة الى ترشيحه للمالكي لترؤس وفد العراق للقمة العربية اللاتينية .

ويقود المالكي الوفد العراقي الى قمة الدوحة العربية الحادية والعشرين quot;باعتباره المسؤول الاول عن رسم وتنفيذ سياسة العراق الداخلية والخارجية حيث حملquot;تطلعات العراقيين لاقامة علاقات اوثق مع اشقائه العرب ورؤية العراق للمصالحة العربية العربية وسبل التوصل الى موقف عربي موحد أزاء قضايا الامة ومصالحها المشتركةquot; كما قال بيان صحافي لمكتبه تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه . وعادة ماكان الرئيس العراقي جلال طالباني يتراس وفود بلاده الى القمم العربية لكنه يبدو انه تم منح المالكي فرصة هذه المرة للقاء الزعماء العرب المشاركين في القمة المقبلة وادامة التواصل معهم لبحث مختلف القضايا التي تهم العلاقات الثنائية والسعي لحل الملفات العالقة التي تعرقل تقدمها .

وقال رئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني ان quot;مجلس الرئاسة قرر ان يمثل العراق رئيس الحكومة لاهمية حضور المالكي في القمة ولان العراق يمر بمرحلة مفصلية مهمة تحتاج الى الحوار المباشر مع الرؤساء والملوك العرب. وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني ونائبه عادل عبد المهدي قد تباحثا مع المالكي بشكل منفصل حول موضوع مشاركته في مؤتمر القمة العربية quot;متمنين له النجاح والموفقية في هذه المهمة العراقية quot;النبيلةquot; . واشار العاني الى ان المالكي سيبحث مع القادة العرب وخاصة العاهل السعودي الملك عبد الله الذي سيجه له دعوة رسمية لزيارة العراق وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على هامش انعقاد القمة ملفات مهمة في مقدمتها التاكيد على ضرورة زيادة التمثيل الدبلوماسي العربي في العراق وشطب الديون العربية المترتبة عليه والتعاون الامني مع بغداد. كما سيؤكد المالكي استعداد بلاده لاستضافة القمة العربية المقبلة عام 2010.

وماتزال دول عربية عدة تمتنع عن فتح سفاراتها في العراق بدعوى عدم التمكن من الحفاظ على ارواح دبلوماسييها بعد مقتل عدد منهم خلال السنوات الماضية لكن الحكومة العراقية تؤكد ان التحسن الامني وقدرات اجهزتها الامنية كفيلة بتامين سلامة الدبلوماسيين . وبالنسبة للديون فلازالت هنا للسعودية والكويت ديونا على العراق اضافة على عدم حل العديد من القضايا المالية الاخرى الموروثة من حقبة النظام السابق وخاصة مع مصر والاردن وسوريا .
وينتظر ان تصدر القمة قرارا خاصا بالعراق يؤكد على quot;احترام ووحدة وسيادة واستقلال العراق وتأييد احترام إرادة الشعب العراقي بكافة مكوناته في تقرير مستقبله السياسي وأشاد بجهود الحكومة العراقية لإعادة الأمن والاستقرار وبتطور العملية السياسيةrdquo;.

وخلال القمة العربية الاميركية اللاتينية التي تعقد في الدوحة ايضا بعد ختام القمة العربية والتي سيحضرها اضافة الى الزعماء العرب 16 رئيس دولة لاتينية سيدعو العراق قادة دول اميركا الجنوبية الى الحضور الى بلاده وتشجيع شركات دولهم على المشاركة في اعادة الاعمار والاستثمار في العراق .

وعلى هامش القمة العربية قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس إن قضايا المصالحة العربية والتضامن العربي وعملية السلام في الشرق الأوسط صارت أكثر أهمية بالنسبة الى العرب من موضوع العراق. واضاف إن quot;العراق لم يعد الآن أولوية عربية وهناك قضايا أهم مثل المصالحة العربية والتضامن العربي وعملية السلام في الشرق الأوسطquot;. وشدد على ان quot;العراق بدأ يستعيد عافيته ودوره العربي والإقليمي والدوليquot;.

ومن جهته اكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على ضرورة الاسراع بمعالجة ملف الديون العراقية داعيا الى تكثيف فتح السفارات العربية في بغداد. وشدد في كلمة له خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب على محورين متعلقين بالعراق وهما ldquo;ضرورة معالجة ملف الديون المترتبة على العراق والتوجه الى فتح سفارات عربية في بغدادrdquo;. كما دعا الى توسيع دائرة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدان العربية والعراقrdquo;.

وفي ميؤتمر صحافي مشترك بالدوحة الليلة الماضية عقده ألشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر مع عمرو موسى فقد اشاد بالتطورات الايجابية التي تبذلها الحكومة العراقية في اطار زرع الثقة والامن والامان والاستقرار في العراق وانفتاحها على المستوى العربي والاقليمي والدولي .وفي رده على سؤال عن نتائج زيارته للعراق مؤخرا واسباب اختياره لزيارة quot;قيادات دينية شيعية ايرانيةquot; في اشارة الى اجتماعه مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني وليس عربية اكد موسى ان لقاءاته شملت العديد من الشخصيات السياسية والحزبية والدينية وتباحث معهم بمستقبل العراق الجديد واجرى مقارنة بين تقيم زيارته عام 2005 والتي اطلق عليها بمرحلة الياس فيما كانت زيارته عام 2009 مليئة بالتفاؤل . واشار الى ان الاحتلال سوف يرحل من العراق . واوضح ان الجامعة العربية كانت اول من نظم مؤتمر المصالحة الوطنية عام 2005 وشارك ممثلو جميع المكونات والاطياف السياسية والدينية العراقية واتفقوا على مواصلة المصالحة الوطنية لاجل ارساء دعائم الامن والاستقرار وضمان وحدة العراق وسلامة اراضي .