أسامة مهدي من لندن: أنهى رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران علي أكبر هاشمي رفسنجاني زيارة رسمية إلى بغداد إستمرت ثلاثة أيام وأثارت خلافات بين الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه طارق الهاشمي الذي رفض الاجتماع بالمسؤول الايراني الذي بدأ اليوم زيارة خاصة لمدينتي النجف وكربلاء للقاء المراجع الشيعية وزيارة المراقد المقدسة فيهما.خامنئي: المقاومة هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ فلسطين
وقد ودع طالباني صباح اليوم quot;ضيفه رفسنجاني متمنيا ان تسفر هذه الزيارة واللقاءات التي اجراها مع كبار المسؤولين العراقيين وممثلي الاطياف العراقية المتنوعة عن نتائج ايجابية ومثمرة. ومن جانبه عبر رفسنجاني quot;عن امتنانه الكبير للرئيس طالباني على هذه الدعوة وعلى الاستقبال والحفاوة الكبيرة التي تلقاها منه ومن المسؤولين العراقيين الاخرين مؤكدا على اهمية العمل المشترك من اجل تمتين التعاون والعلاقات الثنائية لما فيه الخير والمصلحة المشتركة للبلدين الصديقين كما اقال بيان رئاسي عراقي. وقد وصل رفسنجاني والوفد المرافق له اليوم الى مدينة كربلاء حيث سيزور المراقد المقدسة هناك ثم يزور النجف للقاء المراجع الدينية وفي مقدمتهم المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني وبعض المسؤولين المحليين .
وتأتي مغادرة رفسنجاني لبغداد اعلانا بأنتهاء زيارته الرسمية لها وفشل محاولات ترتيب اجتماع له مع الهاشمي وهو سني وكان ضابطا في الجيش العراقي القديم . وقد فجرت الزيارة خلافا بين طالباني ونائبه الهاشمي حيث عبر الاول quot;عن أسفه و استغرابه الشديدين للبيان الذي أصدره الحزب الإسلامي العراقي (بقيادة الهاشمي) حول زيارة أية الله سماحة الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء و رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي يزور العراق تلبية لدعوة رسمية من قبلهquot;.
واضاف في بيان صحافي الليلة أن هذه الدعوة أعلن عنها مسبقاً ويعلم بها الحزب الإسلامي و أمينه العام (الهاشمي) بصفته نائباً للرئيس الذي شارك عضو مكتبه السياسي إياد السامرائي quot;في مراسم إسقبال الضيف والاجتماع الرسمي بين الوفدين ورحب خلاله بزيارة الضيف الكريمquot;. واشار الى إن صدور هذا البيان من دون تنسيق ومشاورة مع الرئيس يعتبره تجاوزاً على صلاحياته و موقفاً غير ودياً من قبل الحزب الإسلامي تجاهه وهو quot;الذي لم يأل جهداً في دعم الحزب الإسلامي العراقي ومساندته و تأييد مواقفه في كل القضاياquot;.
وكان الحزب الإسلامي شدد على إن الزيارة الحالية التي يقوم بها رفسنجاني إلى العراق غير مرحب بها في وقت كشفت مصادر عن محاولات يقوم بها اعضاء في الوفد الإيراني الزائر بناء على طلب من رفسنجاني شخصيا لتحقيق لقاء يجمعه بالهاشمي الذي رفض المشاركة في الاستقبال الرسمي الذي جرى له في بغداد . وطالب أعضاءٌ في المكتب السياسي للحزب الحكومة العراقية بفتح الملفات المتعلقة بتدخلات طهران في الشأن العراقي quot;والتي أضرّت بالوضع الأمني والسياسي وكادت تجر البلاد إلى إتون الحرب الأهليةquot;.
وأوضحوا إن تطوير العلاقات بين البلدين إيجابياً يستدعي إحترام الشأن الداخلي العراقي والكف عن التدخل به quot;مثل دعم الميليشيات وإثارة النعرات الطائفية وجعل الحدود بين البلدين ممراً لإدخال السلاح والمخدرات إضافة إلى حقوق عراقية لا تزال طهران متمسكة بها كما قالوا في بيان صحافي . ووصل رفسنجاني الذي كان يتولى منصب رئاسة الجمهورية الايرانية خلال الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988 الى بغداد الاثنين بدعوة من الرئيس طالباني .
وقد عبرت اوساط شعبية اخرى عن عدم ترحيبها بزيارة رفسنجاني ايضا حيث استنكر مجلس العموم لشيوخ لعشائر العراقية هذه الزيارة مؤكدين في بيان أصدروه عقب اجتماع لقادته بأن رفسنجاني قد تلطخت يداه بالدماء العراقية على مدى عقدين أو أكثر من الزمن . واشاروا الى أن العشائر ترى في استقبال هذا الشخص استهانة بدماء شهداء الحرب مع ايران وتضحياتهم ونكرانا لحق المغدورين الذين تمت تصفيتهم على أيدي الميليشيات الإيرانية وفرق الموت . ومن جهته أكد رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك أن زيارة رفسنجاني فيها استفزاز كبير لمشاعر العراقيين ولعوائل الشهداء على وجه الخصوص . وقال في تصريحات صحافية ان يران لم تتصرف بشكل ايجابي مع العراق داعيا الحكومة العراقية الى عدم الذهاب بعيدا في علاقتها مع إيران لأنها تتصرف بعنجهية مع العراق والعراقيين .
وكان طالباني اختتم الاحد الماضي زيارة رسمية الى طهران استغرقت ثلاثة ايام حيث التقى كبار القادة فيها . ونشبت حرب بين إيران والعراق بين عامي 1980 و1988 أوقعت أكثر من مليون قتيل من الجانبين لكنه وبعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 2003 فقد تحسنت العلاقات بين البلدين .
التعليقات