كلينتون تبحث مع نظيرها الكوري التهديدات الشمالية
واشنطن: قال مسؤولون في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة تضغط على الصين من أجل أن تنظر في اتخاذ مجموعة من العقوبات الصارمة ضد كوريا الشمالية، بما في ذلك تفتيش السفن والطائرات المشتبهة، وذلك في إطار محاولاتها حشد الردود العالمية على التجربة النووية الأخيرة لبيونغ يانغ. ونقلت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الاميركية اليوم الجمعة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الحكومة الصينية مستعدة لتصعيد المواجهة مع كوريا الشمالية، بالرغم من الانتقادات الحادة التي وجهتها الى بيونغ يانغ على خلفية تجريتها النووية الثانية الاثنين الماضي.

وتعكس المبادرة الأميركية قلق الإدارة واعتقادها بأن الخطر الأكبر الذي تمثله كوريا الشمالية هو احتمال تسرّب الأسلحة أو بعض المواد الإنشطارية الى دول أخرى أو منظمات quot;إرهابيةquot;، أكثر منه توجيه ضربة عسكرية نووية لجارتها الجنوبية.

ولم يعلن البيت الأبيض بعد ما إذا كان يؤيد تشديد القرار الصادر عن مجلس الأمن عام 2006 بإضافة عقوبات جديدة عليه تتيح تفتيش السفن التي يشتبه في أنها تحمل أجزاء من صواريخ أو تكنولوجيا نووية. غير ان هذه العملية قد تواجه صعوبات، خصوصاً بعد إعلان كوريا الشمالية أنها ستعتبر أي عمل كهذا بمثابة إعلان حرب، فيما تفتقر أجهزة الاستخبارات الأميركية الى أية معلومات موثوقة عن الشحنات النووية التي يمكن أن تكون وصلت الى كوريا الشمالية.

والدليل على ذلك، بحسب الصحيفة، ان سنوات مرّت من دون اكتشاف المفاعل النووي المفترض في موقع الكبر الذي بني في سوريا وضربته اسرائيل في أيلول/سبتمبر 2007. وقد ترسخ الاقتناع لدى واشنطن وعواصم أخرى بأن تصرفات كوريا الشمالية باتت تتطلب رادعاً أقوى من المعتاد ومن العقوبات الاقتصادية والسياسية، التي وإن عزلت بيونغ يانغ لم تردعها عن الاستمرار بالانتاج النووي.

كذلك تسعى الإدارة الأميركية الى اقناع الصين بالتعاون في الجهود العالمية لوقف تدفق الأموال الى الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل وأسرته، ويشتبه أن بعض هذه الاموال موضوعة في مصارف صينية، مما يجعل جهداً كهذا مسألة دبلوماسية حساسة. ولكن المسؤولين الأميركيين قالوا انهم تلقوا quot;مفاجأة سارةquot; عندما لمسوا استعداداً صينياً للتعاون مع الولايات المتحدة.

وازدادت حدة التوترات بالقرب من الحدود بين الكوريتين عقب تحذيرات كوريا الشمالية الثلاثاء الماضي بتوجيه ضربة عسكرية الى كوريا الجنوبية عقب إعلان سيول مشاركتها الكاملة في المبادرة الأمنية لمنع الانتشار النووي.

وكانت كوريا الشمالية أعلنت الأربعاء الماضي إبطال اتفاق الهدنة الموقع بين الكوريتين منذ خمسينيات القرن الماضي، محذرة كوريا الجنوبية من توجيه ضربة عسكرية فورية لها في حال اعترضت أيا من سفنها، ووصفت مشاركة سيول في الحملة الأمنية الأميركية بأنها quot;إعلان حربquot;.

يشار إلى أن التوتر ارتفع بين شطري شبه الجزيرة الكورية، بعد أن أعلنت كوريا الشمالية الاثنين الماضي أنها أجرت تجربتها النووية الثانية بنجاح، في إطار مساعيها لتعزيز قدراتها النووية للدفاع الذات، وسط تصاعد حدة التوترات حول تجربتها النووية الثانية.

وأطلقت كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية، ثلاثة صواريخ قصيرة المدى في ساحلها الشرقي، ويرجّح أن يهدف ذلك إلى تهديد طائرات التجسّس الأميركية التي تراقب المنطقة. كما أجرت بيونغ يانغ عملية إطلاق قمر صناعي في 4 نيسان/ابريل الماضي، تشتبه سيول وواشنطن بأن يكون صاروخاً باليستياً قادراً على بلوغ السواحل الغربية للولايات المتحدة.

كوريا الشمالية تهدد بالرد اذا عاقبها مجلس الأمن
من جهة ثانية قال متحدث باسم وزارة الخارجية في كوريا الشمالية يوم الجمعة ان بلاده ستتخذ quot;اجراءات للدفاع عن النفسquot; اذا عاقب مجلس الامن التابع للامم المتحدة بلاده على التجربة النووية التي أجرتها هذا الاسبوع.

وأجرت كوريا الشمالية يوم الاثنين تجربتها النووية الثانية مما قوبل بادانة دولية وتحرك سريع من مجلس الأمن لاصدار قرار جديد ضد بيونجيانج.

ونقلت وكالة الانباء الكورية المركزية عن المتحدث الكوري الشمالي قوله quot;اذا اقدم مجلس الامن الدولي على أي استفزازات أخرى لن يكون أمامنا خيار سوى اتخاذ اجراءات اضافية للدفاع عن النفس.quot; ولم تقدم المزيد من التفاصيل.

وأضاف المتحدث quot;أي عمل عدائي من قبل مجلس الامن الدولي سيعني الغاء اتفاقية الهدنةquot; التي أنهت الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953 والتي قالت كوريا الشمالية بالفعل انها ماتت.

وصرح بأن بلاده لها الحق كدولة ذات سيادة في اجراء اختبارات صواريخ وتجارب نووية دون أن تنتهك البروتوكولات الدولية.