عواصم: قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر خلال لقائه برئيس الكنيست رؤوفين ريفلين في القدس اليوم الاثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع خلال الخطاب الذي ألقاه أمس الأحد عقبات أمام السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن كارتر قوله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ريفلين، quot;في رأيي أن نتنياهو طرح خلال خطابه عقبات كثيرة أمام السلام لم يطرحها رؤساء حكومات قبلهquot;.
وأضاف أن quot;نتنياهو يصرّ على توسيع المستوطنات ويطالب الفلسطينيين بأن يعترفوا بإسرائيل على أنها دولة يهودية وذلك على الرغم من أن 25 % من مواطني إسرائيل ليسوا يهوداquot;.
وقال كارتر انه على الرغم من الخلافات بين حكومة إسرائيل وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلا أنه بالإمكان تحقيق انجازات، وأنه عندما كان هو رئيسا quot;كانت هناك خلافات بيني وبين (رئيس الحكومة الإسرائيلي) مناحيم بيغن أكبر من تلك الموجودة اليوم بين (الرئيس الأميركي باراك) أوباما ونتنياهو لكن في نهاية المطاف توصلنا إلى تفاهمات أدت الى معاهدة السلام مع مصرquot;.
وتابع أنه quot;إذا تم التوصل إلى اتفاق دائم بين إسرائيل والفلسطينيين فإنه على الأغلب سيكون مشابها لاتفاق مبادرة جنيف التي تعني أن نصف المستوطنين سيبقون مكانهمquot;.
وأعرب نتنياهو في خطاب ألقاه أمس الأحد في جامعة بار إيلان قرب تل أبيب، عن موافقته على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح من دون القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، واشترط لتحقيق ذلك أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل quot;كدولة الشعب اليهوديquot;.
من جانبه قال ريفلين، من حزب quot;الليكودquot;، إنه quot;لا يمكننا أن نوافق بأي حال من الأحوال على قيام دولة مجاورة تشكل خطرا داهما على وجودناquot;.
واضاف quot;لقد عدنا إلى هنا خلال الـ200 سنة الأخيرة من أجل أن نبقى هنا ونحن لا نريد السيطرة على أية مجموعة سكانية، لكننا نحارب من أجل الدفاع عن أنفسنا ونحن نريد دفع سلام حقيقي وليس سلاما لأمد قصير، سلام الآن، قد يكون وهماquot;.
الخارجية المصرية: رؤية نتنياهو لا تتلاقى وجهود تحقيق السلام في المنطقة
بينما قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي اليوم الاثنين ان رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقيام الدولة الفلسطينية لا تتلاقى في شكلها الحالي، ومستوى الجهود الدولية والعربية المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة.
واعتبر زكي في بيان صحافي اليوم، أن رؤية نتانياهو quot;تشوبها عيوب وينقصها الكثير من العناصر وتحتاج إلى تطوير كبير لكى يمكن أن تتلاقى ومستوى الجهود الدولية والعربية المبذولة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل فى الشرق الأوسطquot;.

وأعرب نتنياهو في خطاب ألقاه أمس الأحد في جامعة بار إيلان قرب تل أبيب، عن موافقته على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح من دون القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، واشترط لتحقيق ذلك أن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل quot;كدولة الشعب اليهوديquot;.
وقال زكي ان quot;العالم عندما يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في سلام وأمن إلى جانب دولة إسرائيل فإنه يؤيد حقا مشروعا للشعب الفلسطيني مجسدا فى ميثاق الأمم المتحدة، وهو لا يقصد بالتأكيد دولة تفتقر إلى أدنى المقومات على النحو الذى ترمي اليه الرؤية الإسرائيلية المطروحةquot;.

وأضاف أن quot;ما يعترف به العالم ويريده هو دولة فلسطينية حقيقية ذات مقومات واضحة تماثل كل الدول الأخرى وتكون تجسيدا عمليا لأحلام الشعب الفلسطيني في الإستقلال الفعلي، وليس الرسمي أو الشكلي، عن الإحتلال الإسرائيليquot;.

وأشار الى أن الرؤية الإسرائيلية تحمل في طياتها أيضا تهديدا لمستقبل العرب المقيمين في إسرائيل ووضعهم في تلك الدولة يشكل مصدر قلق لمصر ويتعيّن على الحكومة الإسرائيلية أن تقدم الضمانات اللازمة بشأن عدم حدوثه.
وحذر زكي من خطورة العودة إلى المنطق القائم على أن quot;الأرض هي منحة إلهية، وأن التنازل عنها هو تفريط في تلك المنحة، باعتباره منطقا يضرب جهود تحقيق السلام في مقتل ويصب في إتجاه تحويل القضية من صراع سياسي إلى صراع ديني أبدي، وهو أمر لا يخدم أبدا بل يضرّ القوى التي تطالب بالإعتدال والتفاوض والتوصل إلى تسوية سياسية تضمن تحقيق سلام يقوم على العدل وليس على الإذعانquot;.