كابول: أكد مسؤولون أميركيون وافغان ان المتمردين بدأوا في العودة الى اجزاء من افغانستان كانوا يسيطرون عليها قبل الاطاحة بحركة طالبان في اواخر عام 2001 كما أن قوتهم تتزايد خارج معاقلهم في الجنوب. وصرح الجنرال مايكل فلينخلال جولة قام بها مؤخرا في شمال افغانستان ان quot;المتمردين اتيح لهم الوقت الكافي لاعادة تجميع صفوفهم والعودة الى مواقع سابقة كانوا يسيطرون عليها قبل ايام من وقوع هجمات 11 ايلول/سبتمبرquot; على الولايات المتحدة.

واضاف فلين، رئيس الاستخبارات في القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان (ايساف) ان المسلحين ينشطون في quot;العديد من الاماكن التي كانوا يعملون فيها قبل 11 ايلول/سبتمبرquot; التي نفذها تنظيم القاعدة. وبعد نحو ثماني سنوات على الاطاحة بنظام طالبان الذي كان يؤوي تنظيم القاعدة، وصلت هجمات طالبان الى مستويات قياسية مما دفع واشنطن الى البحث عن طريقة جديدة للتعامل مع العنف المتصاعد في المنطقة التي تعتبر وكرا للتطرف وتهدد الغرب.

وقال فلين ان المسلحين يعيدون تواجدهم خاصة في المناطق الجنوبية، وكذلك في الشرق واجزاء من الشمال، وهي المناطق التي كان يتواجد فيها عناصر طالبان قبل الغزو. واضاف فلين خلال جولة مع قائد القوات الدولية الجديد الجنرال الاميركي ستانلي ماكريستال ان المسلحين يمكن ان يدخلوا العديد من هذه quot;الجيوب الجديدةquot; بسبب علاقاتهم العائلية، مؤكدا ان ذلك لا يعني ان السكان يريدون ان يعودوا الى حكم طالبان.

وقال انه مما سهل في عودتهم الى تلك المناطق غياب الاعداد الكافية من قوات الشرطة والجيش الافغاني الضرورية. واوضح quot;لم نتمكن من تنمية تلك القدرات ونشر هذه الاعداد في تلك الولايات حيث يحتاج المواطنون الحمايةquot;. وفي تصريح منفصل قال ماكريستال، الذي يقوم بجولة في افغانستان بعد تولي قيادة نحو 90 الف جندي من الولايات المتحدة وحلف الاطلسي في منتصف حزيران/يونيو، ان quot;اخطر شيء في افغانستانquot; ليس هجمات المسلحين ولكن اختراقهم القرى.

وقال انهم quot;بذلك فقد استطاعوا اقامة حكم في الظل، ومضايقة السكانquot;، واصفا الوضع بانه quot;خطير. واثناء زيارته المناطق الشمالية استمع ماكريستال الى القلق الذي عبر عنه مسؤولون افغان ومن حلف الاطلسي حول زيادة نشاط المتمردين رغم ان المنطقة تشهد مستوى اقل من الاضطرابات مقارنة بالمناطق الجنوبية حيث تسيطر طالبان على العديد من المناطق.

ومن بين المناطق التي تثير القلق بشكل خاص بلدة قندز الشمالية حيث تتمركز القوات الالمانية التابعة لايساف والتي شهدت العديد من الهجمات مؤخرا. وقال الجنرال مراد علي مراد قائد القوات الافغانية في الشمال ان قندز quot;كانت مركزا لقوات طالبان والقاعدة في الماضي .. الذين اقاموا في السابق علاقة مع المجتمع. وبناء على ذلك عادوا الى المنطقةquot;.

واضاف ان جماعات مرتبطة بطالبان او تنظيم القاعدة او الحزب الاسلامي الذي كان جزءا من التحالف المعادي للاتحاد السوفياتي في الثمانينات، تنشط في تلك المنطقة. واشار مسؤولون اخرون الى مشاركة مقاتلين من جماعات اسلامية من طاجيكستان واوزبكستان في اعمال التمرد. وقد تمكنت حركة quot;طاهر يولداشيفquot; الاوزباكستانية الاسلامية من اقامة قاعدة لها في المالك في ولاية ساري بول حيث يعمل 80 رجلا تحت قيادة الملا نادر، حسب ما افاد عبد الحق شفاق حاكم ولاية فارياب المجاورة للفريق الزائر.

وحذر شفاق من ان جيوب المتمردين تحاول التواصل والتنسيق فيما بينها في الشمال. وقال ان المنطقة كانت هادئة بشكل عام الا ان quot;نشاطات الاعداء تتزايدquot;. واضاف quot;علينا ان نخطط لوقف الوضع من التدهورquot; الا انه اضاف ان عدد رجال الشرطة الذي لديه قليل جدا وان الشركاء في قوات ايساف ليست لديهم حتى مروحية هجومية واحدة في الولاية.

وقال فلين quot;انا قلق من انه اذا لم نفعل شيئا حيال تزايد قدرات المسلحين في تلك المنطقة، فان الوضع سيتدهور مع مرور الوقتquot;. واعرب كذلك عن قلقه من ان ذلك يمكن ان يستقطب مسلحين اجانب الى افغانستان quot;من بينهم عربquot; كانوا وراء quot;تنسيق وتمويل وربما تدريب المسلحين في الجنوبquot;. وقال ماكريستال quot;اعتقد ان التنسيق الافضل وتبادل المعلومات الاستخباراتية والمزيد من الشفافية والتواصل بين الحكومة الوطنية والمجتمع .. هي الافكار التي بدأت في الظهورquot; للمساعدة في حل المشكلة.