مطالبة ايران بالافراج عن موظفي السفارة البريطانية

تصعيد بين طهران ولندن وبدء جلسات الإستماع لضحايا غزة في الصحف

طهران، وكالات: أصدرت اللجنة الإنتخابية التابعة لوزارة الداخلية الإيرانية، وهي الجهة التي أشرفت على الإنتخابات الرئاسية التي أجريت في الثاني عشر من الشهر الجاري، بيانا اعلنت فيه تطابق نتائج اعادة فرز الاصوات لعدة صناديق اقتراع مع النتائج الاصلية المعلنة سابقا. وقالت اللجنة في بيانها إن العملية تمت بحضور ممثلي المرشح الرئاسي السابق محسن رضائي، احد المرشحين الثلاثة الخاسرين الذين طعنوا في نتيجة الانتخابات. وقالت قناة العالم الاخبارية الايرانية الرسمية إن بيان اللجنة قال إن مجلس صيانة الدستور الايراني وافق على اعادة فرز اصوات عشرة بالمئة من الصناديق عشوائيا بحضور ممثلين عن رضائي.

وقالت القناة إن عملية اعادة الفرز شملت الاصوات في 22 دائرة انتخابية في العاصمة طهران وعدد من الاقاليم. واضاف البيان ان نتيجة عملية اعادة الفرز لهذه الصناديق اظهرت quot;عدم مغايرة النتائج الجديدة مع النتائج المعلنة سابقا.quot; ومن المقرر ان يصدر مجلس صيانة الدستور سيصدر في وقت لاحق من يوم الاثنين قراره النهائي في صحة الطعون التي تقدم بها المرشحون الخاسرون. .وتطالب المعارضة بتنظيم انتخابات جديدة مؤكدة ان الانتخابات التي جرت في 12 حزيران/يونيو واعلن عن فوز الرئيس محمود احمدي نجاد فيها بولاية ثانية تضمنت مخالفات وعمليات تزوير على نطاق واسع.

إلى ذلك افرجت السلطات الايرانية صباح اليوم عن خمسة من من اصل 9 موظفين في السفارة البريطانية في طهران. واعلن التلفزيون الايراني الناطق باللغة الانجليزية برس تي في هذا الخبر قبل ان تؤكده وزارة الخارجية الايرانية على لسان الناطق باسمها حسن قشقوي الذي اعاد ذلك الى الاتصال الذي جرى مساء الاحد بين وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ونظيره الايراني منوشهر متكي.

وجاء اطلاق سراح هؤلاء بعد ان طالب الاتحاد الاوروبي طهران بالافراج الفوري عنهم بعد ان اعتقلوا السبت الماضي على خلفية المظاهرات الاحتجاجية ضد نتائج الانتخابات الرئاسية. وكان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي قد حذروا خلال اجتماع في اليونان ايران من ان quot;اي مضايقة او ارهاب يتعرض له موظفو السفارة سيواجه ردة فعل جماعية قويةquot;. كما كانت وكالة فارس للأنباء قد ذكرت أن المعتقلين لعبوا quot;دورا كبيراquot; في الاضطرابات التي اعقبت انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية ثانية. وقد نفى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند هذه الاتهامات مؤكدا انها لا تستند الى دليل.

وقال ميليباند عن قلقه العميق تجاه اعتقال الموظفين، وقال في تصريحات للصحفيين بكورفو في اليونان quot;إن القاء القبض على بعض من موظفينا النزهاء ممن تم توظيفهم محلياً، وفي بعض الحالات، الإبقاء عليهم رهن الاعتقال يعتبر مضايقة وترويعاً وتصرفاً لا يمكن قبولهquot;. وأضاف أن من اعتقلوا quot;ليسوا إلا موظفين دبلوماسيين جادين في عملهمquot;. وأكد أن الحكومة البريطانية احتجت بشدة لدى طهران على هذا الإجراء ونفى مجددا تورط بلاده في الاحتجاجات التي شهدتها إيران، وقال quot;ما هي إلا ادعاءات لا تقوم على أساسquot;.

إيران تقول انها ليست بصدد إغلاق أي من السفارات

وعلى صعيد متصل أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي اليوم الاثنين ان بلاده ليست بصدد إغلاق أي من السفارات الأجنبية لديها وليس مطروحا في جدول أعمالها تخفيض العلاقات الدبلوماسية مع أي بلد بما فيها بريطانيا. ونسبت وكالة quot;مهرquot; للانباء شبه الرسمية الى قشقاوي قوله في مؤتمره الصحافي الاسبوعي، ان وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي تلقى اتصالا هاتفيا من نظيره البريطاني ديفيد ميليباند بشأن تصدي أجهزة الامن للتحركات الأخيرة من قبل السفارة البريطانية بطهران، وان ميليباند quot;أكد خلال اتصاله الليلة الماضية مع متكي ان لندن ليست بصدد التدخل في الشؤون الداخلية لإيرانquot;.

وأشار قشقاوي الى تصريحات وزير الامن الإيراني محسني اجئي بشأن تدخل بريطانيا في أعمال quot;الشغبquot; الاخيرة في إيران، وقال ان ما حصل قبل هذا الاتصال الهاتفي quot;من تحريضات من قبل السفارة البريطانية في إيران (...) والحكمة من وراء التصدي لموظفي هذه السفارة قد تم إعلانه من قبل حجة الاسلام محسني اجئي وزير الامن، يشير بوضوح تام الى ان القضايا الاخيرة حصلت بسبب السلوك الدبلوماسي اللاتقليدي للسفارة البريطانية بطهرانquot;.

وذكر أن متكي قال ردا على نظيره البريطاني، ان لندن ليست بصدد التدخل في الشؤون الداخلية لإيران، quot;طبعا لو تمت مشاهدة مثل هذه الممارسة عمليا، فإنها ستؤثر على العلاقات بين طهران ولندنquot;. وأشار قشقاوي الى انه لم يحصل اي تغيير في سياسات إيران تجاه الدول الغربية، مضيفا أنه في إيران وجهازها الدبلوماسي quot;لم يطالب أحد بالتعامل العاطفي مع الدول الاخرى، واننا واقعيون في هذا المجالquot;.

ورداً على أسئلة بشأن إعلان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا استعداده لإجراء محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، قال قشقاوي انه ليس لديه أخبارا جديدة عن الموضوع النووي الإيراني. وأشار الى الى ما وصفه quot;هجوم عدد من العناصر المعادية للثورة الاسلامية على السفارة الإيرانية في السويد،quot; وحمّل الحكومة السويدية المسؤولية بهذا الخصوص. كما طالب المسؤولين السويديين بالتعامل المسؤول مع هذا الموضوع والتعويض عن جميع الخسائر المادية والمعنوية التي تسبب بها quot;هذا العمل الارهابيquot;.

نجاد يطالب بالتحقيق

كذلك دعا الرئيس الايراني الى فتح تحقيق في مقتل الشابة ندا آغا سلطاني التي قضت بالرصاص خلال تظاهرة في طهران. وقال احمدي نجاد في رسالة وجهها الى رئيس السلطة القضائية اية الله محمود هاشمي شهرودي quot;نظرا الى التقارير الملفقة العديدة حول هذا الحادث المؤثر والدعاية الواسعة النطاق حوله التي بثتها وسائل الاعلام الاجنبية (..) يظهر ان هناك تدخل واضح من قبل اعداء ايران الذين يريدون استغلال الوضع سياسيا والاساءة الى صورة الجمهورية الاسلاميةquot;.

وتابع في الرسالة التي نشرت وكالة الانباء الطلابية ايسنا نصها quot;اطلب منكم بالتالي ان تأمروا السلطات القضائية بالتحقيق في مقتل هذه المرأة باكبر قدر ممكن من الجدية والتعرف الى العناصر المسؤولة عن قتلها ومقاضاتهاquot;. واثار شريط احتضار ندا الذي صوره احد المتظاهرين بواسطة هاتفه النقال وبثه على الانترنت، موجة حزن واستنكار ضد السلطات الايرانية في العالم.

إيران: أميركا تروج الشائعات المغرضة

ومن جانبه، اتهم وزير الاستخبارات الإيرانية، غلام محسني أيجي، الولايات المتحدة وإسرائيل بترويج شائعات حدوث تلاعب في الإنتخابات الرئاسية. وقال أيجي، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، نقل موقع quot;بريس تي فيquot; مقتطفات منها:quot;أنفي وجود تلاعب منظم آثر على نتائج الانتخابات.. الأميركيون والصهاينة هدفوا لزعزعة استقرار إيران.quot; ولفت إلى علم الاستخبارات الإيرانية بمخططات أميركية وإسرائيلية لإفساد الانتخابات قبيل أشهر من بدء الاقتراع، مضيفاً أن إيران أحبطت مخطط اغتيالات بتدبير من واشنطن وتل أبيب.

وإلى ذلك، انتقد قائد الثورة الإسلامية في إيران، أية الله علي خامنئي، الأحد التصريحات الأوروبية والأميركية حول القضايا الداخلية الإيرانية ووصفها بالسخيفة، مؤكدا أن الانحياز الغربي لن يكون له سوى مردود عكسي على إيران. وتأتي انتقادات خامنئي بعد تعهد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، السبت، بالتصدي للتدخلات الأجنبية في شؤون الجمهورية الإسلامية الداخلية، متوعداً برد قاس عليها. وأكد نجاد في كلمة له أمام كبار مسؤولي السلطة القضائية، أن حكومته لن ترضخ للتدخلات الأوروبية والأميركية بل ستجعلها تندم على تدخلها في شؤون بلاده.

رفسنجاني يكسر حاجز الصمت

وبدوره اعتبر رفسنجاني التطورات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو/حزيران، مؤامرة حاكتها عناصر مشبوهة ترمي إلى شق صفوف الشعب. وأعرب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام،عن أمله في النظر بنزاهة وتعمق في الشكاوى القانونية، وأردف: :آمل أن يتمكن القائمون على هذا الأمر من أن يدرسوا بشكل كامل الاعتراضات القانونية بدقة وبمراعاة الإنصاف والعدل وتعاون المرشحين.quot;

واعتبر أحداث العنف الأخيرة التي اجتاحت إيران احتجاجاً على ما أسمته المعارضة quot;الانتخابات المسروقةquot;، أنها فتنة معقدة من قبل عناصر مشبوهة تستهدف زرع النفاق وإيجاد شرخ بين الشعب والنظام وسلب ثقة أبناء الشعب من النظام الإسلامي.quot; وأضاف: quot;يجب أن لا تؤدي التصرفات السيئة إلى إيجاد الضغينة والتشتت بين الشعب.. ويجب أن نسعى جميعا من خلال الوفاق والتعاون إلى إزالة العقبات وتسوية المشكلات.quot;

وأثار غياب وصمت رفسنجاني، وهو من الشخصيات النافذة والمؤثرة، التي تجعله الشخص الثاني في إيران بعد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، إزاء الأحداث الأخيرة، الكثير من التكهنات. ولم يتغير سكون رفسنجاني وغيابه الواضحين عن الساحة، حتى بعد الأنباء التي تردت عن اعتقال ابنته، التي شاركت في المظاهرات المناهضة للرئيس الإيراني quot;المُعاد انتخابهquot;، محمود أحمدي نجاد، والمؤيدة لمرشح التيار الإصلاحي quot;الخاسرquot;، مير حسين موسوي.

وعلى الرغم من العلاقة القوية المفترضة التي تجمع بين المرشد الأعلى خامنئي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام رافسنجاني، فإن الأخير كان غائباً عن الخطبة التي ألقاها خامنئي، ودعا فيها الإيرانيين إلى التوقف عن التظاهر، واللجوء إلى القانون للتعبير عن رفضهم لنتائج الانتخابات.