واشنطن: أمهلت منظمة الدول الأميركية (OAS) الحكومة المؤقتة في هندوراس فترة ثلاثة ايام لاعادة الرئيس المخلوع مانويل زالايا الى منصبه. وقال الامين العام للمنظمة خوسيه ميغيل انسولزا إن منظمة الدول الأميركية ستصوت على تعليق عضوية هندوراس اذا رفضت الاخيرة الامتثال لطلبها.
وكان الانقلاب الذي قام به جيش هندوراس على زالايا وطرده من البلاد يوم الاحد الماضي قد اثارا انتقادات واسعة خارج هندوراس. ومن جانبه، يصر الرئيس المخلوع على العودة الى البلاد. الا ان رئيس النظام المؤقت يقول إن زالايا سيعتقل بتهمة انتهاك الدستور والتورط مع عصابات الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات اذا ما عاد الى هندوراس.
وكان الرئيس زالايا قد قال إنه سيعود الى هندوراس يوم الخميس بصحبة الامين العام لمنظمة الدول الأميركية ورئيسي الارجنتين واكوادور. ولكنه تعهد بعدم السعي للحصول على فترة ولاية جديدة في حال عودته الى منصبه. ويذكر ان السبب المباشر المعلن للانقلاب على زالايا كانت محاولته تعديل الدستور بحيث يتمكن من تجديد ولايته عند انتهائها.
وكانت الامم المتحدة قد اصدرت قرارا يوم امس الثلاثاء دعت فيه دولها الاعضاء الى عدم الاعتراف بأية حكومة في هندوراس عدا تلك التي يترأسها زالايا. الا ان عاصمة هندوراس تيكوكيجالبا شهدت تظاهرات شارك فيها الآلاف من المعارضين لعودة زالايا الى البلاد. وكانت شعبية زالايا قد انخفضت في الاشهر الاخيرة الى حوالي 30 في المئة فقط.
ويقول ستيفن جيبز مراسل بي بي سي في تيكوكيجالبا إن معارضي زالايا مصممون على منعه من العودة الى الحكم، ويبدو ان هؤلاء يتفوقون عدديا على مؤيديه في العاصمة على الاقل. وكانت جماعات من مؤيدي زالايا قد تحدت قرار حظر التجول الذي فرضته السلطات الانقلابية وخرجوا في تظاهرات اشتبكت مع الشرطة في مركز العاصمة.
وقد ادان انسولزا ما وصفه بـ quot;الانقلاب على الطريقة القديمةquot; الذي وقع في هندوراس. وقال: quot;يجب ان نبين بوضوح اننا لن نقبل ابدا بالانقلابات العسكرية. اعتقدنا بأننا تجاوزنا الزمن الذي كانت فيه الانقلابات ظواهر مقبولة في منطقتنا.quot; واضاف الامين العام قائلا: quot;اذا لم يعد زيلايا الى منصبه في غضون 72 ساعة، سيجتمع مجلس المنظمة مجددا لتعليق عضوية هندوراس.quot;
وكانت خطط زيلايا لتعديل الدستور قد جوبهت بمعارضة قوية من جانب المحاكم والجيش والبرلمان وحتى من جانب بعض اعضاء حزبه. وكان زالايا - الذي انتخب رئيسا عام 2006 - ينوي اجراء استفتاء عاما غير ملزم حول امكانية تعديل الدستور ليتمكن من الترشح لفترة رئاسية جديدة. وكان من المفروض ان تفتح مراكز الاقتراع ابوابها يوم الاحد الماضي، الا ان قوات الجيش اقتحمت القصر الرئاسي فجر نفس اليوم واقتادت زالايا الى احدى القواعد الجوية نقل منها جوا الى كوستا ريكا.
ويقول مراسلنا إن زالايا تمكن من شحذ قدر كبير من الدعم الدولي منذ الاطاحة به. ففي مناسبة نادرة يتفقان فيها بالرأي، وصف الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الفنزويلي هوجو تشافيز عملية الاطاحة بزالايا بأنها غير شرعية.
التعليقات