تيجوسيجالبا: واجهت حكومة هندوراس المؤقتة يوم الثلاثاء سيلا من الانتقادات والتأييد الدولي لرئيسها المخلوع مانويل زيلايا الذي تعهد بالعودة الى الوطن بعد ان اطاح به انقلاب للجيش ونفاه خارج البلاد.
وتتعرض هندوراس لضغوط من اجل اعادة زيلايا للرئاسة وهو حليف لرئيس فنزويلا هوجو تشافيز بعد ان انقلب عليه الجيش يوم الاحد الماضي ونقله الى كوستاريكا في أول انقلاب عسكري تشهده اميركا الوسطى منذ الحرب الباردة.
وصرح مسؤولون في الامم المتحدة يوم الاثنين بأن رئيس هندوراس المخلوع سيلقي كلمة امام الجمعية العامة التابعة للمنظمة الدولية يوم الثلاثاء.
وقال انريكي ايف المتحدث باسم الجمعية العامة ان من المتوقع ان يتحدث زيلايا امام الجمعية العامة للامم المتحدة المؤلفة من 192 دولة في الساعة 1500 بتوقيت جرينتش.
وصرح الرئيس الاميركي باراك اوباما يوم الاثنين بأن الانقلاب الذي أطاح برئيس هندوراس غير قانوني.
وقال اوباما للصحفيين بعد اجتماع في البيت الابيض مع الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي quot;نعتقد أن الانقلاب غير قانوني وأن الرئيس زيلايا ما زال رئيس هندوراس .. الرئيس المنتخب ديمقراطيا هناك.quot;
ودعم واشنطن لزيلايا باعتباره الرئيس الشرعي يضعها في نفس المعسكر مع مجموعة الحكومات اليسارية في اميركا اللاتينية التي يقودها تشافيز وهي في العادة على خلاف ايديولوجي مع الولايات المتحدة.
ومن جانبه أعلن رئيس هندوراس المخلوع انه سيسافر عائدا الى بلاده يوم الخميس في تحد لانقلاب للجيش أرسله الى المنفى.
ومتحدثا في ماناجوا عاصمة نيكاراجوا قال زيلايا ان رئيس منظمة الدول الاميركية خوسيه ميجيل عرض مرافقته الى هندوراس بعد ان يحضرا محادثات بشان الازمة في واشنطن يوم الاربعاء.
وصرح زيلايا بأنه قبل العرض. وقال بعد اجتماع لزعماء اميركا اللاتينية اليساريين في نيكاراجوا quot;سأتوجه الى تيجوسيجالبا يوم الخميس. الرئيس الذي انتخبه الشعب سيعود.quot;
وساد هدوء نسبي تيجوسيجالبا عاصمة هندوراس ليلة الثلاثاء بعد ان اشتبكت قوات الجيش وشرطة مكافحة الشغب مع مئات من مؤيدي زيلايا الغاضبين الذين طالبوا باعادته الى السلطة.
وهندوراس منتج كبير للبن ومن المتوقع ان تصدر نحو 3.2 مليون جوال زنة كل منها 60 كيلوجراما في موسم حصاد 2008-2009 ولا توجد مؤشرات فورية على ان الانتاج او الصادرات تأثرت حيث مازالت الطرق والموانيء مفتوحة.
ويعد الانقلاب في الدولة الفقيرة الذي اثاره الخلاف حول محاولة زيلايا مد فترة الرئاسة هو اكبر ازمة سياسية تصيب اميركا الوسطى خلال سنوات وتمثل اختبارا للرئيس الاميركي وهو يحاول اصلاح صورة الولايات المتحدة السيئة في اميركا اللاتينية.
وأغضب رئيس هندوراس المخلوع النخبة المحافظة بتحالفه الزائد مع تشافيز وعدائه للولايات المتحدة.
وجاء الانقلاب بعد اسبوع من التوتر عندما اغضب زيلايا الكونجرس والمحكمة العليا والجيش بالتحرك لاجراء تصويت شعبي لقياس الدعم لتعديل الدستور بحيث يسمح للرؤساء بالترشح للمنصب بعد فترة واحدة مدتها اربع سنوات.
وقبل ان يتمكن من اجراء الاستفتاء يوم الاحد اعتقل جيش هندوراس زيلايا ونقله بالطائرة الى كوستاريكا في اول انقلاب ناجح في اميركا الوسطى منذ فترة الحرب الباردة.
وفي اجتماع في ماناجوا عاصمة نيكاراجوا يوم الاثنين دعا يساريون من منظمة تكامل الكاريبي واميركا الجنوبية (ألبا) يقودهم تشافيز هندوراس الى اعادة زيلايا الى منصبه.
وفرض روبرتو ميتشيليتي الذي عينه الكونجرس خلال ساعات من الانقلاب رئيسا مؤقتا للبلاد حتى موعد الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني حظر التجول ليليتي الاحد والاثنين. وقال ميتشيليتي انه لا يحق لزعيم اجنبي ان يهدد بلاده.
وقال ميتشيليتي ان الانقلاب أنقذ هندوراس من التحول الى اشتراكية راديكالية على غرار فنزويلا. وصرح بأن زيلايا فقد احترامه للقانون.
وأضاف في مقابلة مع رويترز quot;الرئيس زيلايا كان يدفع البلاد نحو التشافيزموquot; مستخدما تعبيرا اسبانيا يشير الى الاشتراكية التي يتبناها تشافيز رئيس فنزويلا.
واستطرد quot;لقد كان يقتفي نموذجا لا يقبله مواطنو هندوراس.quot;