اربيل، وكالات: فتحت مكاتب الاقتراع ابوابها امام الناخبين في اقليم كردستان العراق اليوم السبت حيث تجري انتخابات عامة لاختيار برلمان ورئيس جديدين. وبدا الناخبون يصطفون في طوابير طويلة امام مراكز الاقتراع في السليمانية (330 كلم شمال بغداد) واربيل (350 كلم شمال بغداد) والمناطق الاخرى قبل ان يخضعوا للتفتيش الذي تتولاه عناصر من البشمركة.
واول الناخبين الذين ادلوا باصواتهم في السليمانية، الرئيس العراقي جلال طالباني وخصمه المنشق عنه نوشيروان مصطفى.
وينتخب اكثر من مليونين ونصف كردي عراقي رئيس وبرلمان منطقتهم التي تتمتع بحكم ذاتي وتتسم علاقاتها مع بغداد بالتوتر. ومن المتوقع ان يفوز بالانتخابين الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة الرئيس الكردي الحالي مسعود برزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني اللذين يهيمنان على السياسة الكردية منذ عشرات السنين.
ويترشح بارزاني لتجديد ولايته مع اربعة مرشحين آخرين خلال اول انتخابات رئاسية كردية بالاقتراع العام.
وتتنافس اربع وعشرون لائحة في الانتخابات التشريعية منها اللائحة المشتركة quot;كردستانياquot; للحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، التي من المتوقع ان تحصد اكثرية المائة والاحد عشضر مقعدا في البرلمان.
وتأتي هذه الانتخابات في مرحلة مفصيلة للعراق، تتسم بالانسحاب المقبل للقوات الاميركية والتوتر بين السلطات الكردية والحكومة المركزية في بغداد اللتين تتنازعان السيطرة على المناطق الغنية بالنفط.
وفي هذه المناطق، وقعت بضعة حوادث خطرة كادت تؤدي الى مواجهات مسلحة في الاشهر الاخيرة بين المقاتلين الاكراد والجيش العراقي.
وستكون هذه الانتخابات ايضا مقياسا لشعبية الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني اللذين سيواجهان بضع لوائح منشقة تسعى الى كسر الهيمنة المطلقة للحزبين على السياسة والمؤسسات الكردية.
وكانت لائحة quot;غورانquot; (التغيير باللغة الكردية) بزعامة نوشروان مصطفى المقاول الثري والمسؤول الثاني السابق في الاتحاد الوطني الكردستاني واحدة من انشط اللوائح خلال الحملة الانتخابية التي شهدت حيوية نادرة هذه السنة.
ومن وعود هذه اللائحة التصدي للفساد وهو الموضوع الذي كان محور النقاشات الانتخابية.
وكانت مدن كردستان بدأت أمس عملية التصويت الخاص لانتخاب رئاسة وبرلمان الإقليم قبيل انطلاق الانتخابات العام. وشملت عملية الاقتراع الخاص 119402 من عناصر الجيش والبشمركة وأجهزة الأمن والراقدين في المستشفيات والمحكومين في السجون من خمس سنوات فما فوق للإدلاء بأصواتهم في مراكز خاصة، بإشراف اكثر من 500 مراقب دولي ومحلي ومن الجامعة العربية وممثلي الكيانات المشاركة في الانتخابات، تحت رعاية المفوضية المستقلة للانتخابات في العراق.
وحسب فرج الحيدري رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات إن عمليات التصويت لم تسجل أي خروقات، وسط إشراف المراقبين الدوليين.. بينما اوضح مصدر في المفوضية ببغداد ان laquo;هناك 13 مركزا انتخابيا للناخبين الاكراد من عناصر الجيشraquo; العاملين خارج اقليم كردستان. واضاف ان laquo;سبعة منها توجد في محافظة نينوى وثلاثة في بغداد ومثلها في الفلوجة (الانبار)raquo;.
ومن المتوقع أن الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات التشريعية السبت في اقليم كردستان العراق تحديات كثيرة خلال المرحلة المقبلة، بحسب مسؤولين حاليين وسابقين.
ويقول ديندار زيباري منسق حكومة اقليم كردستان لشؤون الامم المتحدة ان حكومة الاقليم quot;جادة في المضي قدما للتغلب على التحديات الماثلة امامها وخصوصا مسالة المناطق المتنازع عليها والاخذ في الاعتبار توصياتquot; الامم المتحدة بهذا الخصوص.
ويتابع زيباري quot;بين التحديات الاخرى، هناك النظام الفدرالي بحيث يجب العمل على اقناع الحكومة العراقية من اجل تحويل هذه الفكرة الى واقع عملي ومؤسساتي ودعم النظام اللامركزيquot;.
ويشير الى النفط والعقود التي ابرمتها حكومة الاقليم مع الشركات الاجنبية مؤيدا quot;التوصل الى اتفاق مع بغداد للتقاسم والمشاركة في ترسيم السياسة الناجحة في القرار السياسي بهذا الخصوصquot;.
التعليقات