موسكو: يختتم الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف اليوم (31/7/2009) زيارته لطاجيكستان حيث يحضر مراسم تدشين محطة الكهرباء quot;سانغتودينquot; التي قامت إحدى شركات المقاولات الروسية بأعمال بنائها ويزور مرصد quot;نوريكquot; التابع للقوات الفضائية الروسية، ثم يتوجه إلى قرغيزيا التي تحتضن اجتماعا لقادة الدول أعضاء منظمة الأمن الجماعي التي هي منظمة التعاون الأمني في الساحة السوفيتية سابقا وتضم في عضويتها روسيا وأرمينيا وبيلوروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزيا.

ومن الممكن أن تنضم بيلوروسيا خلال هذا الاجتماع إلى اتفاقية إنشاء قوات انتشار سريع مشتركة تابعة للمنظمة، وهي الاتفاقية التي تم توقيعها في موسكو في وقت سابق من العام الجاري بغياب الرئيس البيلوروسي.

ويشار إلى أن زيارة الرئيس الروسي لاثنتين من جمهوريات آسيا الوسطى تنطوي على أهمية بالغة وتهدف إلى توعية وإقناع قادة هذه الجمهوريات الذين يحاولون المحاورة بين روسيا والولايات المتحدة والصين بأن ديمومتهم تتوقف على علاقات وثيقة مع موسكو والاشتراك في منظمات للتعاون الأمني تقودها روسيا.

وكان رئيس جمهورية طاجيكستان امام علي رحمن قد أقدم على خطوة غير ودية تجاه روسيا قبل أيام عندما قدم مشروع قانون يحظر استخدام اللغة الروسية كلغة عمل رسمية في طاجيكستان إلى البرلمان. كما أثار الرئيس الطاجيكي موضوع تحصيل إيجار القاعدة العسكرية الروسية في طاجيكستان. ورأى خبراء أن طاجيكستان تسعى بهذه الطريقة إلى الحصول على عون مالي من روسيا.

وقال الخبير الإستراتيجي سيرغي ديميدينكو لصحيفة quot;ر ب ك ديليquot; إن الرئيس رحمن يحاول مثله في ذلك مثل زعماء جمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية السابقة كافة ممارسة الضغط على روسيا والولايات المتحدة والصين سعيا إلى الحصول على عون مالي منها. وهكذا فقد بحث الرئيس رحمن مع قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط دافيد بتريوس في يناير الماضي إمكانية إقامة قواعد عسكرية أميركية في طاجيكستان.

ويعتقد بعض الخبراء أن خروج جمهوريات آسيا الوسطى من مناطق خاضعة للنفوذ الروسي من شأنه دفع المؤسسة التي أوجدت باسم quot;رابطة الدول المستقلةquot; من أجل المحافظة على العلاقات بين الجمهوريات السوفيتية المتحدة سابقا إلى حافة الهاوية.

ويقول الخبير ديميدينكو: لحسن الظن تقدر موسكو على منع حدوث هذا وتستطيع إعادة حكام جمهوريات آسيا الوسطى إلى رشدهم، فاقتصاد آسيا الوسطى مربوط بروسيا.. والأهم من ذلك أن موسكو والتركيبات الأمنية التابعة لها هي الوحيدة القادرة على تأمين بقاء حكام آسيا الوسطى الحاليين في الحكم وديمومتهم. غالب الظن أن اجتماع قادة دول منظمة الأمن الجماعي المنعقد في قرغيزيا اليوم يمثل فرصة هامة للرئيس الروسي لتذكير نظرائه بهذه الأمور.