أنقرة، وكالات: يستعد زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا عبد الله أوجلان للإعلان عن quot; خارطة طريق quot; تضع حدًا لـ30 عامًا من القتال مع الجيش، حاول خلالها الحزب دون جدوى إجبار الحكومة على منح الأكراد الحكم الذاتي في منطق جنوب شرق البلاد. ومن المقرر أن يتم الإعلان عن هذه المبادرة غدًا 15 أب / أغسطس وتتضمن 4 نقاط، هي: إقامة تحالف إستراتيجي بين الدولة التركية والأكراد، سواء أكراد تركيا أو أكراد الموصل وكركوك أو أكراد سوريا، ونزع سلاح حزب العمال الكردستاني، واستبدال دستور مدني ديمقراطي بالدستور العسكري للبلاد، ولم يتضح في وسائل الإعلام التي نشرت تقارير عن الخريطة ما هي النقطة الرابعة التي تتضمنها.

ويقضي عبد الله أوجلان عقوبة السجن مدى الحياة في حبس انفرادي بجزيرة إمرالي التركية بتهمة قيادة منظمة إرهابية تسعى للانفصال عن الدولة، وكان الحكم عليه بداية بالإعدام خلال محاكمته في عام 1999، ثم تم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة بعد أن أعلن رغبته في التصالح مع الحكومة ونزع سلاح الحزب.

وسيعلن أوجلان في خريطته الاستعداد لتفكيك ترسانة أسلحة الحزب مقابل شروط، لم يُكشف عنها بعد. يذكر أن أوجلان قدم عام 1999 الاعتذار لأسر الضحايا الأتراك الذين قتلوا بسلاح حزبه، وطالب الأخير بتسليم السلاح وترك نشاط المقاومة المسلحة. وعلى الرغم من أن حزبه لم يستجب لهذا المطلب، فإنه عاود الكرة مرة ثانية في عام 2006 عبر محاميه إبراهيم بيلمز، حين طالب حزبه بعدم استخدام السلاح إلا في حالة الدفاع عن النفس، وصرح برغبته في المصالحة مع الحكومة.

ويرى مراقبون أن مبادرة أوجلان الجديدة للتصالح مع الحكومة سببها الإصلاحات الأخيرة التي أعلنتها الحكومة في شأن الأكراد، ومنها إدخال اللغة الكردية في التعليم، وترجمة القرآن بالكردية، ونقل احتقالات الأكراد القومية في التلفزيون الرسمي، وإطلاق قناة باللغة الكردية في إطار جهود الحكومة لحل النزاع مع الأكراد من جهة، ولتقوية فرصتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي الذي يطالبها بمزيد من التقارب مع الأقليات من ناحية أخرى.

يذكر أن قيادي في حزب العمال اتهم يوم أمس السلطات التركية بمنع وصول محاميي إلي زنزانته عشية إعلانه عن quot;خارطة طريقquot;. وقال مسؤول مكتب الإعلام في قيادة القوات الشعبية التابعة للكردستاني روز ولات quot;إن الأنظار تتجه نحو سجن إيمرالي ترقبا لإعلان الزعيم أوجلان لمبادرته السلمية لحل المشكلة الكردية، ولكن السلطات التركية منعت وصول محاميه إلى سجنه لتسلم خطته والإعلان عن تلك المبادرةquot;، على حد وصفه. وتابع quot;لذلك فإن جميع إتصالاتنا مقطوعة الآن ولا يمكننا الحديث عن تفاصيل الخطة التي ينوي الزعيم اوجلان طرحها لحل القضية الكرديةquot; في تركيا.

وكان العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية منظمة إرهابية، وصف إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن مشروع حكومي بشأن الأقلية الكردية جنوب شرقي بالبلاد بأنها يهدف منها إلى سحب البساط من تحت أقدام الزعيم الكردي المعتقل وquot; إجهاض مبادرته السلميةquot; لحل تلك القضية. وشهدت تركيا خلال الأيام الماضية مزيدًا من التطورات الإيجابية بإتجاه الإنفتاح على القضية الكردية، حيث أشار أردوغان إلى ضرورة حلها سلميا داخل حدود بلاده داعيًا القوى السياسية التركية إلى دعم خطوات الحكومة بهذا الشأن.