تل ابيب: اتهم حزب كديما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاستهزاء بالرأي العام العالمي وذلك في أعقاب جولة لأربعة وزراء إسرائيليين في بؤر استيطانية واعتبارها بأنها quot;بلدات شرعيةquot; فيما دعا وزير الشؤون الإستراتيجية موشيه يعلون إلى إعادة إقامة مستوطنة quot;حوميشquot; في شمال الضفة الغربية.
وقال بيان أصدره حزب كديما الذي ترأسه وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني إن quot;نتنياهو يهزأ بالرأي العام العالمي وإسرائيل قد تدفع ثمنا غاليا مرة أخرىquot;.
واضاف البيان أن quot;الجمهور في إسرائيل يستحق جوابا على أي نتنياهو عليه أن يصدق، لهذا الذي يتحدث عن دولتين للشعبين أم لذلك الذي يرسل وزراءه الكبار من أجل قسم يمين الولاء لكافة البؤر الاستيطانية العشوائية غير القانونية وينفذ أعمالا لإحباط أية أفضلية محتملة لدولتين للشعبينquot;.
يذكر أن حزب كديما امتنع خلال وجوده في الحكم في فترة ولاية حكومة ايهود أولمرت عن إخلاء أية بؤرة استيطانية رغم تعهده بذلك أكثر من مرة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن عضو الكنيست أوفير بينيس من حزب العمل والذي عارض انضمام الحزب لحكومة نتنياهو قوله إن quot;على نتنياهو أن يقرر ما إذا كان رئيس حكومة الشعب أن اليمين المتطرفquot; وأن quot;تصريحات الوزراء الذين تجولوا في البؤر تفتقر للمسؤولية وتضعنا في مسار تصادم مع الولايات المتحدةquot;.وأضاف بينيس أن quot;نتنياهو يختبئ ويرفض توضيح وجهته في هذه الأثناءquot;.
وطالب رئيس حزب العمل ووزير الدفاع ايهود باراك بتحديد خط أحمر وقال إن quot;باراك يصمت وربما هذه هي افكاره أيضا، لكن حتى حزب العمل ملزم بتحديد خط أحمر وأنا أدعو إلى الانسحاب من حكومة اليمين هذهquot;.
وقالت مصادر في مكتب باراك إن quot;وزير الدفاع مصر على موقفه بأنه لا توجد مساومة على الحفاظ على القانون ومصير البؤر الاستيطانية الثلاث والعشرين هو أن يتم إزالتهاquot; في إشارة إلى البؤرة الاستيطانية التي تعهد باراك بإزالتها.
وكان يعلون قد صرح خلال جولة الوزراء الأربعة أنه quot;يجب دراسة إمكانية العودة إلى حوميشquot; التي تم إخلاؤها خلال تنفيذ خطة فك الارتباط في صيف العام 2005 واعلن عن معارضته لها لدى توليه منصب رئيس أركان الجيش ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه ارييل شارون إلى تقديم موعد إنهاء مهامه كرئيس للأركان.
واعتبر يعلون أن لمستوطنة quot;حوميشquot; أهمية إستراتيجية وأن quot;فك الارتباط منح دعما للإسلام الجهادي، وثمة أهمية لهذه المنطقة من الناحية الأمنيةquot;.
وشارك في جولة الوزراء في البؤر الاستيطانية، التي نظمها المجلس الإقليمي لمستوطنات شمال الضفة الغربية كلا من يعلون ووزير الداخلية ورئيس حزب شاس إلياهو يشاي ووزير العلوم دانيال هرشكوفيتش من حزب quot;البيت اليهوديquot; اليميني المتطرف ووزير الإعلام يولي إدلشتاين من حزب الليكود كما رافق الوزراء عدد من قادة المستوطنين.
من جانبه قال يشاي خلال الجولة إن الوزراء لا يزورون بؤرا استيطانية عشوائية quot;وإنما هذه بلدات شرعية تمت إقامتها بواسطة حكومات إسرائيلquot;.وقال موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني إن الوزراء الأربعة تجولوا في البؤرتين الاستيطانيتين quot;بروخينquot; وquot;نوفي نحمياquot; اللتين تنتظران تحويلهما إلى مستوطنات quot;قانونيةquot; بعد المصادقة على خارطة هيكلية لهما، كما تجول الوزراء في البؤرة الاستيطانية quot;حفاة غلعادquot;.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تجري فيه محادثات بين حكومة إسرائيل والإدارة الأميركية حول مطلب الأخيرة بتجميد الاستيطان وتعهد إسرائيل بإزالة 26 بؤرة فيما تطالب الولايات المتحدة بإزالة نحو أربعين بؤرة.
من جانبه، قال يعلون إنه تحدث مع نتنياهو وباراك بخصوص رد الحكومة على التماسات منظمات حقوقية إسرائيلية تطالب بإخلاء البؤر الاستيطانية وأن باراك وعد بتغيير رد الحكومة الذي تعهدت من خلاله بإخلاء عدد من البؤر.
وفي سياق متصل، افادت صحيفة quot;هآرتسquot; بأن المستوطنين أضافوا مؤخرا 10 بيوت متنقلة (كرافانات) إلى مستوطنة quot;عيليquot; وذلك بصورة غير قانونية ومن دون تراخيص بناء. وذكرت الصحيفة أن المستوطنين أحضروا قطع الكرافانات إلى ارض في المستوطنة وتم تركيبها هناك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن منع نقل كرافانات إلى المستوطنات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان مطلعا على نقل أجزاء الكرافانات إلى المستوطنة لكنه لم يفعل شيئا لمنعها.
التعليقات