بغداد: اصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قرارا بتشكيل لجنة عليا للأمن الوطني برئاسته شخصيا وتضم في عضويتها عددا من المسؤولين لضبط الوضع الامني فى البلاد وذلك في أعقاب التفجيرات الارهابية التي شهدتها بغداد مؤخرا. وكان قادة الاجهزة الأمنية وكبار المسؤولين العراقيين قد تبادلوا الاتهامات بالتقصير في احداث بغداد يوم الاربعاء الدامي وسط استياء شعبي من تقصير الأجهزة الأمنية وتراخيها عن اداء مسؤولياتها.

كما دعا مسؤولون عراقيون كبار الجمعة إلى مراجعة شاملة لقوات الامن وتحسين جمع معلومات المخابرات وتشديد التعامل مع المشتبه بهم والمعتقلين في قضايا الارهاب، بحسب وكالة النباء رويترز. وقال اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم أمن بغداد لقناة العراقية الحكومية الجمعة انه ألقي القبض على عدد من أنصار حزب البعث المحظور بعد ساعات قليلة من التفجيرات.

وقال الموسوي ان التحقيقات الاولية تشير الى ضلوع الحزب في التخطيط للهجمات وتنفيذها. لكنه لم يوضح لماذا لم تعلن أنباء الاعتقالات الا بعد يومين وفي أعقاب انتقادات حادة وجهها الرأي العام لقوات الامن. وسبق أن أعلن مسؤولون حكوميون عن القاء القبض على ما يشتبه في أنه quot;فريق اعلاميquot; لتنظيم القاعدة عقب التفجيرات.

وفي اجتماع حضره يوم الجمعة وزيرا الدفاع والداخلية ومسؤولون اخرون جرى البت في مجموعة من المقترحات لرفعها الى المجلس السياسي للامن الوطني الذي يضم في عضويته الرئيس ورئيس الوزراء. وقال مشرعون ان البرلمان سيعقد اجتماعا طارئا الاسبوع القادم لمناقشة القضايا الامنية.

وقال وزير الداخلية جواد البولاني انه يرى حاجة الى دعم أميركي لفترة محددة الى أن يستكمل العراق بناء قدراته على صعيد المخابرات والمسائل الفنية وهي تصريحات تتناقض مع دعاوى الاستقلال العراقية في الآونة الأخيرة.

ومن بين المقترحات التي قدمت ايجاد سبيل لمعالجة الافراج quot;العشوائيquot; عن المعتقلين في اشارة الى الاف العراقيين الذين أطلق سراحهم من السجون الاميركية هذا العام بموجب معاهدة أمنية بين العراق والولايات المتحدة. وتنص الخطة على اطلاق سراح السجناء في حالة عدم وجود أدلة تكفي لادانتهم أمام محكمة عراقية.

وقال خالد العطية نائب رئيس البرلمان حضر الاجتماع انه حدث نوع من التساهل في معاملة المعتقلين والتحقيق معهم بدعوى احترام حقوق الانسان في تجاهل لحقوق مئات الضحايا الأبرياء.

وقال البولاني ان الحكومة تعيد النظر أيضا في خطة لإزالة معظم الحواجز الخرسانية من بغداد في غضون 40 يوما. وقال ان هناك اعادة تقييم لهذه المسألة مضيفا أن بعض الحواجز سترفع والبعض سيبقي بناء على تقديرات القادة الميدانيين.

وشأنه شأن آخرين في الحكومة العراقية عزا البولاني الانتهاكات الامنية الى تدخل دول أجنبية. وقال البولاني quot;ان الارهابيين يرتبطون بأجندات سياسية تعمل على تعطيل بنية الدولة العراقية وأن التدخلات الخارجية في الملف الامني العراقي تعتمد على طبيعة العلاقات السياسية بين الدولquot;. وأوضح قائلا quot; قد يكون لبعض الاحزاب والاشخاص علاقات شخصية مع بعض الدول ولكن هذه العلاقات لا ترقى لمستوى منع التدخل الخارجيquot; مضيفا أن ادارة الملف الامني تقع على عاتق قيادة عمليات بغداد وأن باقي الوزارات الامنية مساندة لها.

من جانبه قال عبد القادر العبيدي وزير الدفاع أن عددا من الضباط التعبويين المسؤولين على امن المناطق التي وقعت فيها التفجيرات أحيلوا الى القضاء العسكري للتحقيق معهم واذا ما ثبت بأن الخرق سببه الضباط فان الاجراءات ستتخذ بحق المقصرين. وأشار فلاح حسن شنشل عضو لجنة الامن والدفاع النيابية الى أن هناك ضعفاً في التنسيق بين الوزارات الامنية وأن بعض الاجهزة الامنية مخترقة من البعثيين لذا يجب على الوزارات الامنية اعادة النظر بمنتسبيها وتفعيل الجهد الاستخباري والتنسيق بين المؤسسات الامنية. فيما كشف قائد عمليات بغداد عبود قنبر خلال المؤتمر الصحافي عن القاء القبض على مجموعة مسلحة كانت تنوي القيام بعمليات مسلحة في بغداد.

وقال قنبر ان دورية عسكرية عراقية القت بطريق الصدفة القبض على مجموعة مسلحة في منطقة /سبع البور/ جنوب بغداد كانوا يقودون سيارة تحمل عبوات ناسفة ورمانات يدوية وتجهيزات تستخدم للتفجير ، مضيفا ان المجموعة القي القبض عليها قبل ثلاثة ايام وبعد اجراء التحقيقات الاولية مع افراد المجموعة اتضح انهم يعملون في المكتب الاعلامي لما يسمى بدولة العراق الاسلامية.

اعتقال مجموعة ارهابية متهمة بتنفيذ تفجيرات بغداد الاخيرة

و كانت قيادة عمليات بغداد اعلنت اليوم اعتقال quot;مجموعة ارهابيةquot; مرتبطة ببعثيين سابقين quot;يعتقدquot; بتورطها بتنفيذ تفجيري بغداد.
ونقل تلفزيون العراقية الحكومي عن اللواء قاسم عطا المتحدث باسم quot;خطة فرض القانونquot; في بغداد القول ان quot;المجموعة الارهابيةquot; هي التي نفذت عمليتي التفجير الاربعاء الماضي من دون ان يعطي تفاصيل حول عدد الذين تم اعتقالهم او اية معلومات اخرى عنهم.

كما لم يوضح ما اذا كان اعتقالهم جرى بناء على اعترافات اثنين من امراء القاعدة اللذين اعتقلا الاربعاء بينما كانا يعتزمان تفجير شاحنة مفخخة في حي المنصور غربي العاصمة بغداد في اعقاب حدوث تفجيري الصالحية وباب المعظم قرب وزارتي الخارجية والمالية مكتفيا بالقول انه سيقدم المزيد من التوضيحات لاحقا.

واشار اللواء عطا ايضا الى انه تم ضبط شاحنة كانت ملغمة بنحو خمسة اطنان من المتفجرات الجمعة في منطقة ابو غريب على بعد 25 كلم غرب بغداد بينما كانت في طريقها الى العاصمة بغداد مؤكدا انه تم تفكيك سيارة ملغومة في المنطقة نفسها.